الغزاويون يردون على مقترح ترامب بزحف بشري نحو منازلهم بالشمال
بدأ النازحون الفلسطينيون بالعودة إلى شمال قطاع غزة صباح الاثنين، بحسب ما أفاد مسؤول في وزارة الداخلية في غزة، بعد أن رفعت إسرائيل حواجز الطرق إثر موافقة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على تسليم الرهينة الإسرائيلية أربيل يهود ورهينتين أخريين.
وأكد المسؤول “بدء عبور النازحين الفلسطينيين على شارع الرشيد الغربي عبر حاجز نتساريم الغربي الى مدينة غزة وشمال قطاع غزة”.
وتوجّه آلاف الفلسطينيين الذي جر بعضهم عربات محمّلة بالأمتعة باتجاه حاجز نتساريم على شارع الرشيد الممتد على طول ساحل غزة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية حشودا كبيرة تتحرك. وقال شهود إن أول مجموعة من السكان وصلت إلى مدينة غزة في الصباح الباكر بعد فتح أول نقطة عبور في وسط قطاع غزة في الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (05:00 بتوقيت غرينتش). ومن المقرر أن تفتح نقطة عبور أخرى في الساعة التاسعة صباحا.
ومع ورود أنباء فتح نقاط العبور، انطلقت صيحات الفرح من آلاف الأسر النازحة في الملاجئ ومخيمات النازحين.
وقالت غادة وهي أم لخمسة أطفال “ما في نوم.. أنا جهزت كل الاغراض مشان (لكي) أرجع مع أول ضوء نهار”.
وأضافت لرويترز عبر تطبيق للتراسل “على الأقل إحنا راجعين لبيوتنا، هلقيت (الآن) بقدر أقول الحرب خلصت واتمنى أنه الهدوء يستمر”.
واعتبر العديدون هذه المشاهد ردا واضحا على مقترح ترامب بنقل أهالي غزة الى مصر والأردن بشكل مؤقت او طويل الأمد لحين اعمار القطاع، وهو مقترح ينظر إليه بعين الريبة من كونه “حيلة” تهدف لتطهير غزة من سكانها وتصفير القضية الفلسطينية.
ومن جانبها، قالت حركة حماس اليوم الاثنين إن “عودة النازحين إلى بيوتهم يثبت مجددا فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العدوانية في تهجير شعبنا وكسر إرادة الصمود لديه”.
وفي بيان أصدرته الحركة مع بداية عودة النازحين الفلسطينيين إلى مدن شمال قطاع غزة ذكرت حماس أن “مشاهد عودة الحشود الجماهيرية لشعبنا إلى مناطقهم التي أجبروا على النزوح منها رغم بيوتهم المدمرة، تؤكد عظمة شعبنا ورسوخه في أرضه، رغم عمق الألم والمأساة”.
وتابعت “هذه المشاهد المفعمة بفرح العودة وحب الأرض والتشبث بها هي رسالة لكل المراهنين على كسر إرادة شعبنا وتهجيره من أرضه”، واكدت “أن عودة أهلنا النازحين إلى بيوتهم يثبت مجددا فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العدوانية في تهجير شعبنا وكسر إرادة الصمود لديه”.
وأضافت “نقف مع شعبنا العظيم في هذه اللحظة التاريخية، وندعو إلى تكثيف وصول كل المساعدات والمواد الإغاثية إلى كامل مناطق قطاع غزة”.
وفي وقت سابق، أكدت وزارة الداخلية في قطاع غزة فتح شارع الرشيد لعبور المشاة اعتبارا من الساعة السابعة صباح اليوم الاثنين بالتوقيت المحلي، بالإضافة إلى فتح شارع صلاح الدين لعبور المركبات ابتداء من التاسعة صباحا.
ويأتي ذلك بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه سيسمح بعودة السكان إلى شمال قطاع غزة عبر محور نتساريم سيرا على الأقدام من خلال شارع الرشيد، فضلا عن عبور المركبات بعد فحصها عبر شارع صلاح الدين.
وأضاف أنه سيسمح بانتقال المركبات بعد الفحص إلى شمال القطاع عبر طريق صلاح الدين ابتداء من التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، محذراً من الاقتراب من معبر رفح ومحور فيلادلفيا ومناطق تمركز قواته.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت متأخر الأحد أنه بعد إجراء مفاوضات مع حماس، ستُفرج الحركة الفلسطينية عن ثلاثة رهائن الخميس، وثلاثة آخرين السبت، في مقابل السماح للنازحين من غزة بالعودة إلى شمال القطاع.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إنه “بعد مفاوضات مكثفة وحاسمة (…) ستُفرج حماس (…) الخميس (…) عن أربيل يهود والجندية أغام بيرغر وعن رهينة آخر”.
وكذلك، من المقرر إطلاق سراح ثلاثة رهائن آخرين السبت، كما هو مقرر في المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس.
و”في الوقت نفسه، تلقت إسرائيل من حماس لائحة توضح وضع جميع الرهائن” الذين يمكن إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى، الأحياء منهم والأموات، بحسب ما جاء في البيان.
وبُعيد ذلك، أكدت حماس أنها قدمت هذه اللائحة إلى الوسطاء المصريين والقطريين.
وقال مصدر في كتائب عزالدين القسام، الجناح المسلح لحماس، لقناة الأقصى التابعة للحركة، إن الزيادة في عدد الرهائن المحررين “جاءت بمبادرة من المقاومة”.
وفي إطار “هذه الترتيبات”، فإن إسرائيل “ستسمح لسكان غزة بالعبور إلى شمال القطاع اعتبارا من صباح (الاثنين)”، بحسب مكتب نتنياهو.
ونزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون شخص، مرات عدة أحيانا، جراء الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وأفاد الدفاع المدني في غزة الأحد بأن إسرائيل منعت عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين من العودة من جنوب القطاع إلى شماله.
وكانت إسرائيل قد بررت هذا الإجراء بعدم إطلاق سراح أربيل يهود وعدم تسلمها لائحة بأوضاع الرهائن.
وأكد البيان الإسرائيلي أن “إسرائيل لن تتسامح مع أي خرق للاتفاق” وأن حكومتها تواصل العمل من أجل عودة جميع الرهائن الأحياء منهم والأموات.
وكانت وزارة الخارجية القطرية أعلنت أنه جرى التوصل إلى تفاهم بين إسرائيل وحركة حماس يقضي بتسليم المحتجزة أربيل يهود واثنين من الرهائن قبل يوم الجمعة، على أن يبدأ الفلسطينيون في العودة إلى شمال القطاع.
وأفرجت حماس السبت عن أربع مجندات إسرائيليات لكن عدم إطلاق سراح يهود التي كانت ضمن القائمة أدى إلى منع إسرائيل عودة عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
وأطلقت حماس سراح سبعة رهائن حتى الآن من أصل 33 في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، مقابل ما يقرب من 300 معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية.