التلفزيون الإسباني يتجاهل دعاية بوليساريو بعرض خريطة المغرب الكاملة

رفضت القناة الإسبانية الرسمية مطالب بوليساريو المتعلقة بعدم عرض خريطة المغرب الكاملة متضمنة إقليم الصحراء، رغم مزاعمها بمخالفة القانون الدولي، وتنسجم هذه الخطوة مع موقف الإعلام الفرنسي والعديد من المنابر الغربية بتأكيدها حقيقة السيادة الكاملة للمغرب على كامل أراضيه.

عرضت القناة الإسبانية الرسمية “أر.تي.في.إي” في نشرتها الأسبوعية الأخيرة خريطة المغرب  الكاملة، متجاهلة مطالب جبهة بوليساريو الانفصالية التي فشلت في الترويج لمزاعمها بهذا الشأن في وسائل إعلام دولية عديدة ومن بينها الفرنسية في تكريس للموقف الرسمي لمدريد وباريس بشأن سيادة المملكة على كامل أراضيها.

واعترف عبدالله عربي، الذي تصفه بوليساريو بـ”المتحدث باسمها” في إسبانيا، بأن هذه المرة الثانية التي يقوم بها التلفزيون الإسباني الرسمي بعرض خريطة المغرب متضمنة الصحراء، مبديا غضبه لتجاهل رواية بوليساريو ومزاعمها مرة أخرى، بأن هذا يتنافى مع “القانون الدولي” وقرارات الأمم المتحدة.

وسبق لبوليساريو أن وجهت احتجاجا للتلفزيون الإسباني لعرضها خريطة المغرب كاملة، وهو ما يؤكد تجاهل القناة الإسبانية الرسمية لمطالب البوليساريو، بالنظر إلى أن موقف مدريد من قضية الصحراء أصبح معروفا بشكل رسمي.

وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو لنشرة التلفزيون الإسباني التي ظهرت فيها خريطة المغرب.

RaymondSadik@

 

ودشن ناشطون حملة مليونية لمطالبة جميع المنصات بنشر خريطة المملكة متضمنة أقاليمها الجنوبية، باعتبارها حقا مشروعا، وذلك ردا على الحرب الإعلامية التي يواجهها المغرب من قبل بوليساريو وداعميها، وكتب ناشط:

RagamMustapha@

 

وقال مدون:

drisssenhaji2@

وتدعم إسبانيا مقترح الحكم الذاتي المغربي كحل واقعي وذي مصداقية لإنهاء النزاع تحت السيادة المغربية، وفق ما جاء ذلك في رسالة رسمية وجهها رئيس الوزراء بيدرو سانشيز إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس في مارس 2022، لتكون بذلك إسبانيا قد أحدثت منعطفا حاسما نحو دعم المغرب لطي هذا الملف لصالحه.

وشكل الموقف الإسباني الجديد، ضربة سياسية “موجعة” لبوليساريو، بالنظر إلى وزن إسبانيا في ملف الصحراء، حيث كانت القوة المستعمرة السابقة في المنطقة، كما أن إسبانيا كانت لعدة عقود تُعتبر المعقل الأكثر نشاطا لبوليساريو حيث تعتمد عليه للترويج لأطروحتها الانفصالية.

وما يؤكد قوة صدى الموقف الإسباني في قضية الصحراء لصالح المغرب، هو أن الجزائر التي تتبنى جبهة بوليساريو وتدعمها، أقدمت في 2022، على قطع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع مدريد، من أجل الضغط عليها للتراجع عن موقفها، لكن فشلت في دفع مدريد للتراجع، لتضطر إلى ترميم علاقتها مع إسبانيا بشكل تدريجي.

◙ وسائل إعلام أوروبية باتت تتعامل مع المغرب وسيادته على كامل أراضيه باعتباره واقعا طبيعيا لا يحتاج إلى جدال

وسيناريو الجزائر مع إسبانيا، تكرر أيضا مع فرنسا، حيث أعلنت في يوليو 2024 عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، وكان التلفزيون الفرنسي الرسمي،”تي.في1″، قد بث في نشرة للأخبار الخريطة الرسمية للمغرب كاملة، في تقرير تم بثه بخصوص التطورات التي تعرفها أوضاع فلسطين، وهي الخطوة التي كررتها القناة الفرنسية الرسمية “فرانس5.”

كما نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية الخريطة المغربية كاملة أيضا، خلال تقديمها أحد التقارير الإخبارية، في تغير واضح لتوجه الإعلام الفرنسي في الآونة الأخيرة للتعاطي مع قضية الصحراء المغربية، وانعكاس للموقف الفرنسي تجاه القضية الأولى للمغاربة.

ولفت محللون أنه من خلال متابعة مسار تفاعلات الإعلام الفرنسي مع الشأن المغربي، لاسيما خلال السنوات العشر الأخيرة، فإنه عندما تكون العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا جيدة، يكون الإعلام الفرنسي وخاصة العمومي، في حالة حياد تجاه المغرب، بل أحياناً يتخذ مبادرات ويشيد بالإنجازات والخطوات المهمة للرباط على عدة مستويات.

واللافت في الأمر أيضا أن العديد من وسائل الإعلام الأوروبية باتت تتعامل مع المغرب وحقوقه وسيادته على كامل أراضيه باعتباره واقعا طبيعيا لا يحتاج إلى جدال، وهو ما أكده ناشطون على الشبكات الاجتماعية رصدوا هذا الأمر، وقال أحدهم:

la__Del@

كما تحدث الصحافي الجزائري وليد اكبير عن إشارة قوية وداعمة من الإدارة الأميركية الجديدة تجاه المغرب ورسالة مزعجة ومقلقة لأعدائه، وكتب في تغريدة:

oualido@

ستعمل أمريكا خلال حكم ترامب على التنزيل الفعلي للاتفاق الذي تم توقيعه قبل أربع سنوات بل وهناك إشارات ظهرت خصوصا على مستوى مجلس النواب الأمريكي بأن تصنيف حركة البوليساريو كتنظيم إرهابي ليس بالأمر المستبعد فلتستعد أيها النظام العدو لأن القادم أسوء لك وأفضل لمنطقة شمال أفريقيا.

وأرفقت وكالة الاستخبارات الأميركية تحديث معطياتها بشأن المغرب، بالتذكير باعتراف الولايات المتحدة سنة 2020 بسيادته الكاملة على إقليم الصحراء، وهو الاعتراف الذي كان قد وقعه دونالد ترامب في ولايته الرئاسية الأولى، دون أن تتراجع عنه إدارة جو بايدن.

ويُعتبر هذا التحديث مؤشرا إيجابيا بالنسبة للمغرب، إذ من المرتقب أن تقدم كل المؤسسات والإدارات الأميركية على تحديث معطياتها بشأن المملكة المغربية، وخاصة الخريطة، بإزالة الخط الفاصل الذي يقسم المغرب عن أقاليمه الجنوبية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: