يوسف الأسروتي معاد للمغرب فكيف يرتبط بالاستخبارات المغربية؟

تشير المعطيات الخاصة بالمواطن المغربي يوسف الأسروتي، الموقوف حاليا في ألمانيا بزعم ارتباطه بالاستخبارات المغربية، إلى أن هذا الادعاء مهزوز ولا يوجد له أي مستند اعتمادا على مواقفه المعادية للمغرب وكذلك شبكة علاقاته.

عرف الأسروتي بعدائه المعلن في أكثر من مرة للمغرب ووحدة أراضيه من خلال الدعوة إلى “استقلال الريف”، والمغرب لا يمكن أن يتساهل بأي شكل مع من يشكك في وحدة أراضيه، فكيف يتعاون مع من يدعو علنا إلى المس بها وانفصال جزء منها؟ وهذا دليل أول يؤكد أن مزاعم ارتباطه بالاستخبارات المغربية لا أساس منطقيا لها.

وفي 1 يونيو 2018 نشر الأسروتي رسالة أعلن فيها تنازله عن الجنسية المغربية ورفض بيعته للعاهل المغربي الملك محمد السادس، في محاولة جديدة منه للحصول على اللجوء السياسي. والرسالة معروفة ومنشورة ومن السهل التأكد منها، وتحوي مفردات مناوئة للمغرب وقيادته ونظامه السياسي. فهل أن المغرب لا يجد من يتعامل معه سوى شخص معاد له؟ وهذا دليل إضافي على أن مزاعم ارتباط الأسروتي بالاستخبارات الملكية غير واقعية. والدول توظف في أجهزتها من يتحمسون لبلدانهم وانتمائهم ويعتزون بقيادتها وليس العكس.

هذا و قد إلتقى العسروتي مع عضو في المخابرات الجزائرية في القنصلية الجزائرية بألمانيا ليتم تحريضه ضد المغرب و ليتمكن من التنسيق مع بعض المعادين للمملكة ، لكن العسروتي إشترط عليهم أن يساعدوه في الحصول على وثائق الإقامة ، الشيء الذي لا يمكن للجهاز المخابرات الجزائري أن يوفره له ، مما أدى إلى إبتعاد يوسف العسروتي عن إمكانية الخضوع للجهاز المخابارتي للكابرانات.

محمد الطيار: المخابرات المغربية لا يمكن أن ترتبط  بمن يتآمر ضد المملكة

واعتبر محمد الطيار، الخبير المغربي في الدراسات الإستراتيجية والأمنية، في تصريح لـه أنه في مجال المخابرات المغربية لا يمكن ربط علاقات أو روابط تعاون مع الأشخاص الذين هم على شاكلة الأسروتي، المنخرط بقوة في معاداة المملكة المغربية ويجاهر بشكل واضح بتبنيه موقفا عدائيا تجاه ثوابتها ورموزها.

وعلى الرغم من أنه لا ينحدر من منطقة الريف، إلا أن الأسروتي منخرط في الإعداد وتنفيذ العديد من المشاريع ذات الطابع التحريضي، والتي تروّج خطاب الفصيل الريفي المتطرف على المستوى الأوروبي.

ويقول بعض من يعرفون الأسروتي عن قرب إنه كان يتحرك ضمن محيط معاد للمغرب وبعض عناصره معروفة بارتباطها بالمخابرات الجزائرية، وإن اتهامه بالعمل مع الاستخبارات المغربية هدفه التضليل والتغطية على نشاط الشبكة التي تستغله لاستهداف المغرب، وهي مرتبطة بالأجهزة الجزائرية.

وأشار الطيار إلى أن المخابرات العسكرية الجزائرية تعودت توظيف عملائها في أوروبا وأماكن أخرى، في إطار استهداف الوحدة الترابية للمملكة المغربية عبر نشر العديد من الافتراءات والأكاذيب، وقد وجدت قلة من ذوي السوابق في تهريب المخدرات أو من الذين لهم الاستعداد اللامشروط لمعاداة وطنهم مقابل المال.

وعرف الأسروتي بنشاطه مع الأوساط الريفية المتطرفة في أوروبا، وهو عضو في الفصيل المعروف باسم “الجمهوريون”، الذي يقوده في دوسلدورف جابر الغديوي المعروف بـ”يوبا”، المرتبط بالمخابرات الجزائرية، وسبق أن شارك في وقفات احتجاجية رفعت فيها شعارات ضد المغرب وقيادته.

ومنذ المحاولة الأولى لترحيله من قبل السلطات الألمانية نحو المغرب، صعّد الأسروتي نشاطاته بشكل كبير، حيث تبنى موقفا عدائيا تجاه ثوابت المملكة ورموزها، وذلك عبر نشره بشكل منتظم تصريحات تمس شخص الملك محمد السادس، مع الحضّ على “استقلال الريف”.

 

محمد أكضيض: المخابرات الجزائرية وظفت الأسروتي في تشويه صورة المغرب

وأكد محمد أكضيض، الخبير الأمني المغربي، أن الأسروتي لا ينتمي إلى أفراد الأسر الريفية العريقة الذين يجمعون على وطنيتهم سواء أكانوا في المغرب أو من الجالية المغربية، ولهذا فادعاؤه أنه ينتمي إلى المخابرات المغربية تلفيق لا يستقيم مع الواقع.

وشدد محمد أكضيض على أن المخابرات الجزائرية وجدت في يوسف الأسروتي، وغيره ممن يتبنون المنطق الانفصالي نفسه، لقمة سائغة لتجديد العداء للمملكة المغربية، لافتا إلى أن المغاربة تجمعهم الوحدة الوطنية ويزداد تشبثهم بها كلما ابتعدوا عن الوطن وخاصة الجالية المغربية في كل بقاع العالم، وأنه لا فرق بين أهل الريف والمناطق الأخرى بما فيها الصحراء المغربية.

وقد هدف من زيادة خطابه المعادي للمملكة إلى الضغط على الإدارة الألمانية للتراجع عن ترحيله خوفا من رد فعل السلطات المغربية ضده بفعل مواقفه العدائية لبلده الأصلي، وهذا دليل إضافي على استحالة أن يكون مرتبطا بالاستخبارات المغربية.

وفي مارس 2018 تم اعتقال الأسروتي من قبل السلطات الألمانية بسبب إقامته غير القانونية وسُجن في مركز للاجئين، في انتظار ترحيله إلى المملكة المغربية. وتم الإفراج عنه عقب فترة قصيرة بعد أن أقنع السلطات بأنه سيواجه ردّ فعل بسبب مواقفه المعادية لسلطات بلده الأصلي. وقد طلب اللجوء في ألمانيا بواسطة محام وكّله لصالحه جابر الغديوي.

وفي مايو 2018 طلب مساعدة القنصلية المغربية في دوسلدورف لإصدار وثيقة سفر له، بناء على طلب الشرطة الاتحادية للأجانب في كولونيا، وذلك بعد رفض طلب لجوئه في ألمانيا وخضوعه للترحيل القسري من قبل السلطات القضائية.

وعند ترحيله قاوم الأسروتي بشكل عنيف عند وصوله إلى المطار، ما دفع الشرطة إلى التخلي عن محاولتها ترحيله.

وبعد ترحيله إلى هولندا قدم طلب لجوء لدى السلطات المختصة، مؤكدًا أنه ملاحق في المغرب بسبب نشاطه في “قضية استقلال الريف”، وأنه “يواجه تهديدات من السلطات المغربية ولا يمكن ترحيله نحو المغرب.”

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: