تدهور الخدمات لدى الخطوط الملكية المغربية: أزمة ثقة بين الشركة والمسافرين
تعاني الخطوط الملكية المغربية في السنوات الأخيرة من تدهور ملحوظ في جودة خدماتها، مما أثّر بشكل كبير على سمعتها وثقة المسافرين فيها. إحدى أبرز المشاكل التي تواجهها الشركة هي التأخرات المتكررة في مواعيد الرحلات، حيث أصبحت هذه الظاهرة شبه دائمة، ما يسبب إرباكاً كبيراً للمسافرين الذين يعتمدون على الالتزام بالمواعيد في ترتيباتهم الشخصية أو المهنية.
هذه التأخيرات غالباً ما تكون مصحوبة بغياب شبه تام للتواصل مع المسافرين، إذ يترك هؤلاء في عزلة داخل المطارات دون تقديم أي معلومات واضحة حول الأسباب أو توقيت الحل، وهو ما يعمّق من شعورهم بالإحباط والخذلان. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت تقارير عن سوء معاملة بعض الموظفين، وخاصة الموظفات، للمسافرين، حيث تم توثيق حالات تهكم واستخدام ألفاظ نابية، مما يعكس نقصاً في التدريب على مهارات التعامل مع العملاء ويفاقم من مشاعر الغضب والاحتقان بين المسافرين.
وعلى صعيد آخر، يشتكي العديد من المسافرين من عدم وجود آليات فعالة لتعويضهم عن التأخير أو إلغاء الرحلات، ما يجعلهم يشعرون بأنهم غير محميين من الناحية القانونية أو الأخلاقية. في المقابل، تواصل الشركة فرض أسعار تذاكر مرتفعة لا تعكس مستوى الخدمات المقدمة، مما يدفع المسافرين للمقارنة مع شركات طيران أخرى توفر خدمات أفضل بأسعار أقل.
في ظل هذه الأوضاع، ظهرت دعوات متزايدة على وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة الخطوط الملكية المغربية كوسيلة ضغط على الشركة لتحسين أدائها. هذه الدعوات تأتي في وقت تحتاج فيه الشركة إلى استعادة ثقة عملائها من خلال اتخاذ خطوات ملموسة تشمل الالتزام بالمواعيد، تحسين جودة التواصل، تدريب الموظفين على حسن التعامل، إنشاء نظام تعويض عادل وشفاف، والعمل على تطوير مستوى الخدمات بما يتماشى مع أسعار التذاكر. بدون اتخاذ هذه الإجراءات، قد تجد الخطوط الملكية المغربية نفسها في موقف أصعب أمام المنافسة الشرسة في قطاع الطيران.