باريس والجزائر تتقاذفان مؤثرا وتثيران جدلا وسخرية

أثارت حادثة رفض الجزائر دخول مؤثر رحّلته فرنسا إلى بلاده موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، باعتباره أحد المدافعين عن النظام، فيما بدا أن تقاذف المؤثر المطرود بين فرنسا والجزائر يدخل في إطار الحرب الإعلامية بينهما.

أعادت الجزائر إلى فرنسا مساء الخميس المؤثّر الجزائري “بوعلام” الذي كانت باريس رحّلته في اليوم نفسه إلى بلده، وذلك بعدما منعته السلطات الجزائرية من دخول أراضيها، في حادثة أثارت ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وسخرية من المؤثرين الذين عملوا أبواقا للسلطة دون أن يحظوا بحمايتها.

وكان المؤثر الذي أوقف في مونبلييه في جنوب فرنسا على خلفية فيديو على منصة تيك توك يدعو إلى العنف، كان قد رُحّل على متن طائرة أقلعت من باريس عصر الخميس، وفق محاميه. و”بوعلام” أحد ثلاثة مؤثرين جزائريين أوقفتهم السلطات في باريس مؤخرا للاشتباه في تحريضهم على الإرهاب ووضع منشورات تحض على ارتكاب أعمال عنف في فرنسا ضد معارضين للنظام الجزائري.

وأثارت الحادثة موجة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر ناشطون أنه لا يحق للسلطات رفض دخول مواطن جزائري إلى البلاد وفقا للدستور، مؤكدين أن ما يثير العجب أن بوعلام المطرود من فرنسا كان يدافع عن النظام الجزائري ويهدد المعارضين بقلع أظافرهم.

وأضافوا أن نظام العسكر يتنكر لـ”الأبواق” الذين كانوا يدافعون عنه، متنصلا من حمايتهم، وهذا درس يجب أن يتعلم منه جميع الذين يصطفون إلى جانب السلطة بدلا من الوقوف إلى جانب الشعب. وقال ناشط:

وسخر آخر:

وعلق مغرد:

وجاء في تعليق ساخر:

من جهة أخرى برزت صفحات تروج للدعاية الجزائرية بشأن رفض دخول بوعلام إلى البلاد، باعتباره بمثابة لي ذراع لفرنسا، وجاء في تغريدة:

وتساءل معلق:

وقال المعارض الجزائري وليد كبير:

وثمة مؤثر آخر أوقِف الجمعة في ضواحي غرونوبل بعد نشره مقطع فيديو، حُذف لاحقا، يحض المتابعين على “الحرق والقتل والاغتصاب على الأراضي الفرنسية”، بحسب لقطة مصورة لوزير الداخلية برونو ريتايو.

ونشر ناشط مقطع فيديو لوزير الخارجية الفرنسي يتحدث فيه عن رفض نشر خطاب الكراهية من قبل مؤثرين جزائريين في بلاده:

ويأتي هذا التطور في وقت تشهد العلاقات المضطربة على مرّ التاريخ بين فرنسا والجزائر، توترات جديدة على خلفية توقيف مؤثرين جزائريين على ذمة التحقيق في فرنسا بسبب رسائل كراهية نشروها، ومواجهة دبلوماسية جديدة حول توقيف كاتب جزائري – فرنسي في العاصمة الجزائرية.

وتفاقم التوتر بين الجزائر وفرانسا بشأن مصير الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال (75 عاما) الذي يقبع في السجن بالجزائر منذ منتصف نوفمبر بتهمة المساس بأمن الدولة، وهو في وحدة العناية الصحية منذ منتصف ديسمبر.

ونشر ناشط مقطع فيديو للرئيس عبدالمجيد تبون يشتم فيه صنصال مع تعليق:

وقال وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيلو، الجمعة، غداة عودة مؤثر جزائري إلى الأراضي الفرنسية بعد طرده من الجزائر بعد نشره مقطع فيديو يدعو فيه إلى العنف، إن “الجزائر تسعى إلى إذلال فرنسا.” وأضاف الوزير الذي كان يتحدث خلال زيارة إلى نانت “أعتقد أننا وصلنا إلى عتبة مثيرة للقلق للغاية مع الجزائر.”

وأوضح مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس أن الجزائر “منعته من دخول التراب الوطني”، مؤكدا معلومات أوردتها أسبوعية “فالور أكتويل” التي تلقتها من وزارة الداخلية. وأضاف ريتيلو قائلا “لقد أصدرت أمرا بالطرد، والسلطات الجزائرية لم ترغب في السماح له بالنزول على الأراضي الجزائرية، وهو ما يتناقض تماما مع القواعد.” وتابع “أعتقد أن فرنسا لا يمكنها أن تتسامح مع هذا الوضع”، داعيا إلى “تقييم كل الوسائل المتاحة لنا في ما يتعلق بالجزائر” من أجل “الدفاع عن مصالحنا.”

كما تم مؤخرا اعتقال جزائريين آخرين، أحدهما في إيشيرول بالقرب من غرونوبل، والآخر في بريست، بسبب نشرهما محتوى على الإنترنت يدعو إلى ارتكاب أعمال عنف، في الكثير من الأحيان ضد معارضي النظام الجزائري.

بحسب عدد من المعارضين الجزائريين في فرنسا الذين تحدثت إليهم وكالة فرانس برس، فإن هذه الرسائل العنيفة بشكل خاص تكثفت بعد أن غيرت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، عقيدتها بشأن الصحراء المغربية. وفي هذا الشأن، انضم إيمانويل ماكرون في نهاية يوليو الماضي إلى إسبانيا والولايات المتحدة، معتبرا أن مستقبل هذه المنطقة يقع “في إطار السيادة المغربية.” مما أدى إلى تحسن العلاقات مع الرباط وأزمة جديدة مع الجزائر.

موضوع آخر للتوتر بين البلدين تحدث عنه برونو ريتيلو وهو مصير الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال المسجون منذ منتصف نوفمبر في الجزائر بتهمة تهديد الأمن، وهو موجود في وحدة الرعاية منذ منتصف ديسمبر. وتساءل الوزير الفرنسي “هل يمكن لدولة أن تفتخر بإبقاء شخص مريض وكبير في السن قيد الاحتجاز لأسباب خاطئة؟”

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: