الجزائر تستفز تركيا عبر استضافة موالين لجماعات كردية انفصالية

الجزائر تستفز تركيا عبر استضافة موالين لجماعات كردية انفصالية

سمحت الجزائر بدخول وفد تابع لحركات كردية انفصالية إلى مخيمات تندوف ورفع شعارات ضد تركيا، في خطوة يقول مراقبون إن الهدف منها استفزاز أنقرة والرد على دعمها للمجلس العسكري الحاكم في مالي المناوئ للجزائر، وهو أمر لن تسكت عليه تركيا.

وفي إطار نشاط نظمته جبهة بوليساريو في تندوف يوم السادس من يناير الجاري، رفع نشطاء مؤيدون لاستقلال كردستان علم “روجافا” إلى جانب علم بوليساريو. وعبّر الانفصاليون الأكراد الداعون لاستقلال كردستان علنا عن دعمهم لوحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية، وهي المنظمات التي تصنفها أنقرة كمجموعات إرهابية وتنفذ عمليات عسكرية ضدها باستمرار.

وحصل هؤلاء النشطاء على تأشيرة دخول إلى الجزائر، بالإضافة إلى تصريح رسمي من السلطات الجزائرية للسفر إلى منطقة تندوف الخاضعة لسيطرة الجيش الجزائري حيث تتواجد مخيمات بوليساريو.

وتعرف الجزائر حساسية موضوع الانفصاليين الأكراد، وتعرف أن تركيا سترد الفعل بقوة على استضافة نشطاء انفصاليين مناوئين لها، ما يعني أن الجهات الجزائرية التي سهلت دخول هؤلاء تريد استفزاز تركيا وتدفع نحو توتر سياسي معها غير عابئة بأن هذه الخطوة ستزيد في عزلة الجزائر بفقدان حليف رئيسي لها مثل تركيا التي ضخت استثمارات كبيرة في الجزائر.

وزودت تركيا مالي بنحو 20 طائرة مسيّرة من نوع بيرقدار لمواجهة الفصائل الأزوادية المقربة من الجزائر التي اعتبرت الخطوة التركية تجاوزا لدورها في مالي، وإجهاضا نهائيا لاتفاق السلم والمصالحة المالية الذي ترعاه منذ العام 2015، وتعزيزا لموقف المجلس العسكري الحاكم الذي رحب بالأتراك والروس والصينيين وتجاهل الجزائر تماما.

◙ السلطات الجزائرية تعجز عن حل الأزمات الطارئة بشكل هادئ يراعي المصالح وتلجأ إلى التصعيد غير المحسوب

ويرى المراقبون استدعاء الجزائر نشطاء انفصاليين أكرادا لإطلاق شعارات ورفع أعلام مناوئة ردا غير متكافئ من حيث الحجم والتأثير مع الوجود العسكري التركي في مالي، وهو ردة فعل يمكن أن تجلب خسائر للجزائر أكثر مما تحققه من استفزاز تركيا وإشعارها بأن الجزائر غاضبة على ما تقوم به في مالي، وهي مسألة كان يمكن حلها عبر القنوات الدبلوماسية بدلا من تصعيد غير محسوب.

وتعجز السلطات الجزائرية عن حل الأزمات الطارئة بشكل هادئ يراعي المصالح، وتلجأ إلى التصعيد غير المحسوب دون أن تراعي تأثيرات خطواتها على مصالح الجزائر وعلاقاتها مع دول مثل تركيا وفرنسا وإسبانيا، وتحتكم إلى مزاج سياسي ثبت فشله في أكثر من ملف، مثلما هو الأمر في الأزمة الحالية مع فرنسا.

وخلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر تم التوقيع على 12 اتفاقية تعاون شملت مجالات التجارة والتعليم والثقافة والسينما والبيئة والعلوم. وقد عرف النشاط الذي احتضنته مخيمات تندوف مشاركة الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا تونبرغ، بتنسيق من الدراجين السويديين بنجامين لادرا (من أصول سويدية – جزائرية) وسانا غوتبي (سويدية من أصول كردية)، اللذين يعملان لصالح جمعية مؤيدة لجبهة بوليساريو.

ومعروف أن الدراجين السويديين لا يخفيان اصطفافهما وراء السردية الانفصالية لجبهة بوليساريو حيث بدآ رحلة لهما من اليابان بهدف التعريف بـ”مصير الصحراويين”، وهي الحملة التي تدعمها الجزائر.

وخلال نفس النشاط المنظم في تندوف، سُجل حضور كيريم شامبرغر المقيم في ميونيخ بألمانيا، وهو مدافع عن القضية الكردية، ولا يتوانى في انتقاد تركيا، حيث ندد عبر حسابه على منصة إكس بـ”هجمات الجهاديين الأتراك ضد الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال سوريا وشرقها.”

وخلال تواجده بتندوف رفع كيريم شامبرغر المنتمي إلى الحزب الماركسي “علم روجافا” الذي يمثل “كردستان السورية”، الكيان الذي أُعلن عنه في 17 مارس 2016 في شمال سوريا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: