وفد برلماني فرنسي بالرباط لتعزيز التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد

ماموني

شكل اللقاء الذي جمع وفدا برلمانيا فرنسيا رفيعا مع مسؤولين مغاربة منهم رئيس مجلس المستشارين ووزير التجهيز، مناسبة للتأكيد على أواصر الصداقة التي تجمع بين البلدين، وترسيخ معالم واضحة لمستقبل التعاون المغربي الفرنسي ولا سيما لجهة تعزيز الحوار السياسي الإستراتيجي، وتعميق الشراكة الاقتصادية، وتقوية الروابط الإنسانية والثقافية.

وكان مجال المياه محور مباحثات أجراها، الوفد مع وزير التجهيز والماء، نزار بركة، في إطار تعميق التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى استكشاف آفاق التعاون الثنائي، حيث أشار بركة إلى أن هذا اللقاء مكن من بحث سبل تطوير التعاون بين البلدين، لاسيما في مجال المياه، ومناقشة آفاق تعزيز العلاقات المغربية – الفرنسية، لكون البلدين يواجهان معا العديد من التحديات، لاسيما تلك المتعلقة بالمياه.

وأشاد أعضاء الوفد الفرنسي بالديناميكية التي تشهدها العلاقات بين البلدين، مؤكدين أهمية العلاقات الوثيقة بين مجلس الشيوخ الفرنسي ومجلس المستشارين، وبالإنجازات السوسيو-اقتصادية والزخم التنموي الذي تشهده الأقاليم الجنوبية.

وحسب بلاغ لمجلس المستشارين، فقد أشاد الجانبان بمتانة العلاقات الثنائية التاريخية القائمة بين المغرب وفرنسا وما تعرفها حاليا من زخم شامل تحت القيادة الحكيمة للعاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وفي هذا الصدد، شدد رئيس مجلس المستشارين محمد ولد الرشيد، على الأهمية التي يكتسيها البعد البرلماني في مواكبة تطور هذه العلاقات والنهوض بها، معربا عن استعداد مجلس المستشارين للانخراط في كل المبادرات الهادفة إلى توطيد العلاقات المؤسساتية، ومنها تنشيط عمل مجموعة الصداقة والتعاون في المجلسين التي تشكل آلية متميزة في الحفاظ على الحوار المستدام وضمان انتظام تبادل الخبرات والزيارات الميدانية.

من جهته أكد الطرف الفرنسي على الأهمية الخاصة التي تكتسيها الدبلوماسية البرلمانية في الدعم والتكامل مع الدبلوماسية الرسمية التي يشرف عليها الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وحكومتا البلدين، في ظل المكانة الهامة التي يحتلها المغرب في السياسة الفرنسية والحضور المتميز للشركات الفرنسية داخل النسيج الاقتصادي المحلي.

وبهذه المناسبة قال السيناتور الفرنسي، ماكس بريسون، في تصريح عقب لقائه مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن “اللقاء تميز بمناقشة عدة مواضيع بهدف المساهمة في تعزيز العلاقات الفرنسية المغربية، وسيتعين علينا أن نحافظ على حيوية علاقاتنا، وأن نكتب فصولا في مسار تجديد الروابط التي تجمع بين بلدينا، تماشيا مع تطلعات صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية الفرنسية.”

محمد لكريني: زيارة الوفد البرلماني الفرنسي تعكس عودة العلاقات بين البلدين

وأكد محمد لكريني، أستاذ العلاقات الدولية، أن “الزيارة التي يقوم بها الوفد البرلماني الفرنسي انعكاس إيجابي لعودة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها بعد الاعتراف الفرنسي من داخل قبة البرلمان المغربي بسيادة المملكة على صحرائه،” موضحا أن “مجموعة الصداقة والأخوة البرلمانية (مجلس المستشارين ومجلس الشيوخ) تعد آلية مهمة لربط جسور التواصل بين البلدين ومناقشة من مدخل القضايا ذات الاهتمام المشترك (كالإرهاب، التغيرات، المناخية، قضايا حقوق الإنسان ثم مشكل المياه..).”

وأضاف في تصريح لـه، أن “زيارة الوفد البرلماني الفرنسي للأقاليم الجنوبية المغربية فرصة للإطلاع على التطورات التي عرفتها تلك المنطقة التي تعتبر بوابة المغرب نحو أفريقيا، والمشاريع المتصلة بميناء الداخلة والطريق السريع الرابط بين تزنيت – الداخلة، وذلك تعزيزا للديناميكية التي تشهدها العلاقات المغربية الفرنسية في الآونة الأخيرة وما سيعود على الطرفين من فائدة على عدة مستويات.”

وأبرز الطرفان أن العلاقات المغربية الفرنسية تتجاوز الأطر التقليدية لتشكل نموذجا متفردا في العلاقات الدولية يتفاعل ضمن إطار قانوني متين ومنظومة متكاملة من الاتفاقيات والمعاهدات، ضمن “شراكة استثنائية وطيدة” ذات أهداف كبرى في تعزيز التعاون السياسي والإستراتيجي وتعميق التكامل الاقتصادي والاجتماعي وتوطيد الروابط الثقافية والإنسانية.

وزار الوفد، مدينة الداخلة، حيث عقد لقاءات مع والي جهة الداخلة – وادي الذهب، عامل إقليم وادي الذهب، علي خليل، ونائب رئيس مجلس الجهة، مولاي بوتال المباركي، ورئيس مجلس جماعة الداخلة، الراغب حرمة الله. كما قام الوفد بزيارة عدة مشاريع كبرى بالجهة، من بينها محطة تحلية مياه البحر مشروع ميناء الداخلة الأطلسي الجديد.

وأكد السيناتور الفرنسي، ماكس بريسون، متحدثا باسم وفد مجلس الشيوخ، أننا “معجبون بالمشاريع التي عايناها وتلك التي تم تقديمها لنا في مدينة الداخلة، والذي لا يشمل فقط الزخم التنموي الذي تعيشه الأقاليم الجنوبية، بل أيضا طريقة اندماج هذه المشاريع ضمن رؤية جيو-إستراتيجية وجيوسياسية وجيو-اقتصادية للمنطقة.”

ونوه لحسن حداد نائب رئيس مجلس المستشارين بالعمل المهم الذي تقوم به مجموعتا الصداقة والتعاون في البلدين ونجاحهما في إرساء تقليد راسخ في الحوار المنتظم والعمل المشترك، مثمنا الزيارات الميدانية التي يقوم بها البرلمانيون الفرنسيون لمختلف ربوع المملكة، بما فيها الأقاليم الجنوبية، للوقوف عن كثب على مختلف المشاريع المهيكلة التي تعرفها هذه الأقاليم في مختلف المجالات، مما أهلها لتكون نموذجا اقتصاديا قويا وصلة بين المغرب وعمقه الأفريقي وأوروبا.

من جهته شدد ولد الرشيد بصفة خاصة على الأهمية الإستراتيجية للإعلان المشترك الموقع بين البلدين خلال الزيارة المذكورة، إذ أرسى معالم واضحة لمستقبل التعاون المغربي – الفرنسي ولا سيما لجهة تعزيز الحوار السياسي الإستراتيجي، وتعميق الشراكة الاقتصادية، وتقوية الروابط الإنسانية والثقافية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: