إنجاز ملكي مغربي جديد بسحب غانا اعترافها الدبلوماسي ببوليساريو
يشهد المغرب تقدما متواصلا على مستوى الدعم الدولي لقضية الصحراء، كنتيجة مباشرة لجهود العاهل المغربي الملك محمد السادس وقيادته الدبلوماسية التي حققت تحولات جذرية وتطورات ملحوظة في السياسة الخارجية، وهو ما أبرزه قرار جمهورية غانا تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع جبهة بوليساريو الانفصالية وسحب الاعتراف بها.
ويأتي قرار غانا ضمن تحولات دولية تجاه قضية الصحراء، حيث قررت 46 دولة قطع أو تعليق علاقاتها مع بوليساريو، من بينها 13 دولة أفريقية. كما يظهر ذلك من خلال تأييد أكثر من 100 دولة لمغربية الصحراء وفتح 29 قنصلية في مدينتي العيون والداخلة، ويعكس هذا التوجه الإستراتيجي أيضا نجاح المملكة في استقطاب دعم قوي في منطقة أميركا اللاتينية وأفريقيا.
وجاء إعلان غانا عن هذا القرار في وثيقة رسمية صادرة عن وزارة الشؤون الخارجية والاندماج الإقليمي بجمهورية غانا، وموجهة إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في المملكة المغربية.
وأكدت غانا أنها ستُبلغ حكومة المغرب والاتحاد الأفريقي، ومنظمة الأمم المتحدة بهذا الموقف على الفور، عبر القنوات الدبلوماسية، معربة عن دعمها “للجهود الصادقة التي تبذلها المملكة المغربية للتوصل إلى حل مقبول من جميع الأطراف.” وتعد غانا من أكبر منتجي الذهب في القارة الأفريقية، والديمقراطية المستقرة في غرب أفريقيا، وتسعى لتطوير علاقاتها مع المغرب على الصعيد السياسي والتجاري مدفوعة بالنجاحات المغربية البارزة على كافة المستويات.
وتولي غانا قيادة وشعبا اهتماما متزايدا بتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع المغرب، وعبّر الغانيون عن رغبتهم بتطوير العلاقات مع المغرب في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والتعليم. وبرز واضحا مدى تطور العلاقات بين البلدين خلال مراسم تنصيب رئيس جمهورية غانا المنتخب جون دراماني ماهاما الثلاثاء بالعاصمة الغانية أكرا، حيث كان التمثيل المغربي بارزا من خلال رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي، ممثلا عن الملك محمد السادس.
وضم الوفد المغربي ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وإيمان واعديل سفيرة المملكة المغربية بجمهورية غانا. وتميز حفل التنصيب بحضور العديد من قادة الدول ورؤساء الحكومات والبرلمانات والوزراء والشخصيات السياسية والمدنية والعسكرية.
◙ غانا قيادة وشعبا تولي اهتماما متزايدا بتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع المغرب في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والتعليم
وكانت جمهورية غانا قد اعترفت بـ”الجمهورية” الوهمية في عام 1979، غير أن العلاقات المغربية – الغانية عرفت تطورا كبيرا منذ عودة الرباط إلى الاتحاد الأفريقي في يناير 2017، وهو ما جعل الخطوة مرجحة منذ فترة، خصوصا أن الملك محمد السادس أجرى بعد ذلك زيارة رسمية تاريخية إلى العاصمة أكرا، على رأس وفد رفيع المستوى، أسفرت عن توقيع 25 اتفاقية بين البلدين في مختلف المجالات والقطاعات، على غرار المجال الاستثماري والتعاون الفلاحي والصناعي والسياحة والنقل والطاقات المتجددة.
ويؤكد خبراء في العلاقات الدولية أن المملكة تبنّت خلال العقود الأخيرة تحت قيادة العاهل المغربي نهجا دبلوماسيا متوازنا يسعى إلى تعزيز العلاقات الثنائية، والمساهمة في حل الأزمات الإقليمية والدولية، وتقوية الروابط الاقتصادية والثقافية مع مختلف الدول، وأسفر عن إيصال حقيقة الصراع المفتعل في قضية الصحراء المغربية ووجود أطراف خارجية تسعى لاستمراره وإدامته.
وتستمر المملكة في حصد ثمار جهودها الحثيثة ومطالبها المشروعة والعادلة، حيث سبقت جمهورية بنما، غانا في خطوتها، وقررت في نوفمبر الماضي تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع “الجمهورية الصحراوية” الوهمية، حسب ما كشفت وكالة المغرب العربي للأنباء.
وأكدت وزارة خارجية بنما، في بيان، أنه “وفقا لمقتضيات القانون الدولي، قررت حكومة بنما تعليق العلاقات الدبلوماسية” مع “الجمهورية الصحراوية” الوهمية. وأضافت أن “جمهورية بنما، التي تعطي الأولوية للمصلحة الوطنية وتظل وفية للمبادئ الأساسية لسياستها الخارجية، تجدد تأكيد قناعتها بالأهداف والقيم التي توجه العمل متعدد الأطراف”.
وأشارت إلى أن بنما “تجدد إرادتها مواصلة دعم جهود الأمين العام والمجتمع الدولي، في إطار الأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم ومقبول لدى الأطراف” المعنية بقضية الصحراء. وخلص البيان إلى أن جمهورية بنما “تجدد تأكيد التزامها بالحوار والتعاون متعدد الأطراف، في إطار سياسة خارجية بناءة تهدف إلى تعزيز السلم والأمن الدوليين”.