برنامج “نجم الشعبي” الذي يعرض على القناة الثانية حقق نسبة مشاهدة كبيرة خلال فترة عرضه، حيث جذب جمهوراً واسعاً من عشاق الفن الشعبي بفضل فكرته المبتكرة التي تهدف إلى تسليط الضوء على مواهب جديدة في هذا المجال الفني. ومع ذلك، فإن نجاح البرنامج على مستوى المتابعة لم يشفع له في تجنب الانتقادات، حيث كان ضعف لجنة التحكيم محط جدل كبير بين المشاهدين والمتابعين.
لجنة التحكيم التي تم اختيارها لإدارة البرنامج أثارت استياءً واسعاً بسبب افتقار بعض أعضائها للخبرة والقدرة على تقديم نقد بناء وتوجيه فعّال للمشاركين. الغالبية العظمى من أعضاء اللجنة يفتقدون للأساسيات الفنية الأكاديمية، حيث لم يتبع كثير منهم دراسات متخصصة في المجال الفني. والأكثر هو ان إمكانياتهم كفنانين لا تعطيهم المكانة او المصداقية للتوجيه و النقد ، فجلهم لا يفقهون في مقام الرست و مقام البيات، الحجاز، السيكا، الصبا، النهاوند و العجم فدراسة المقامات تشمل فهم درجاتها، إحساسها الموسيقي، وكيفية التنقل بينها لكي تصبح خبير في الموسيقى و تنتقد الآخرين في لجنة التحكيم ، وهي أمور أثرت بشكل سلبي على مصداقية البرنامج ومستواه الفني.
فالكل يعلم تاريخ (الفنانين) الشعبيين و مستواهم الثقافي و المدرسي ، فجلهم تركوا الدراسة منذ زمن ، فأي زمن هذا ليصبح فيه التافه خبير و المتعلم أستاذ ؟
https://vm.tiktok.com/ZGdkW3WQR/
هذا الضعف في لجنة التحكيم أضرّ بسمعة البرنامج وشكّل عقبة أمام تحقيق أهدافه في اكتشاف المواهب ودعمها بشكل مهني. العديد من المشاهدين والمتابعين يرون أن القائمين على البرنامج، من منتجين ومخرجين، كان يجب عليهم بذل جهد أكبر لاختيار لجنة تحكيم ذات كفاءة وخبرة فنية عالية تعكس احترافية البرنامج، وتساعد في إبراز المواهب بشكل صحيح بدلاً من التركيز على عناصر مثيرة للجدل لا تمت للفن بصلة.
https://vm.tiktok.com/ZGdk7rQSv/
الانتقادات الموجهة للبرنامج لم تقف عند حدود لجنة التحكيم فقط، بل امتدت لتشمل تأثير ذلك على المشاركين أنفسهم، الذين شعروا بعدم وجود مرجعية فنية قوية تقدم لهم التوجيه والنقد الضروريين لتحسين أدائهم. هذه العوامل تجعل من الضروري على القناة الثانية والقائمين على “نجم الشعبي” مراجعة التجربة والعمل على تصحيح المسار في النسخ القادمة للبرنامج، إذا ما أرادوا الحفاظ على شعبيته واستمراريته كمحطة فنية مميزة.