شهد ملف الصحراء المغربية خلال سنة 2024 تطورات هامة على المستويات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية، مما عزز من موقف المغرب في الدفاع عن وحدته الترابية. أبرز هذه التطورات تمثل في استمرار الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل واقعي ودائم للنزاع، حيث انضمت دول جديدة إلى قائمة المؤيدين للمبادرة المغربية، مؤكدة دعمها للوحدة الترابية للمملكة. من جهة أخرى، واصلت دول عدة فتح قنصلياتها في مدينتي العيون والداخلة، ليصل عدد القنصليات المفتتحة إلى أكثر من 35 قنصلية، ما يعكس الاعتراف الدولي المتزايد بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. على الصعيد الأوروبي، حافظ المغرب على علاقات قوية مع شركائه الرئيسيين، وخاصة مع إسبانيا التي جددت دعمها لمبادرة الحكم الذاتي، كما أشادت دول أوروبية بمبادرات المغرب التنموية في المنطقة.
على المستوى التنموي، شهدت الأقاليم الجنوبية خلال عام 2024 إطلاق وتنفيذ مشاريع كبرى في مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة والصيد البحري، من أبرزها مشروع ميناء الداخلة الأطلسي الذي دخل مراحل متقدمة في إنجازه، مما يعزز مكانة المنطقة كمحور استراتيجي للتجارة بين أفريقيا وأوروبا. كما تم تعزيز شبكات الطرق والمواصلات وربط الأقاليم الجنوبية بشبكات الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى تطوير مشاريع تعليمية وصحية تهدف لتحسين جودة الحياة في المنطقة.
على الصعيد الدبلوماسي، استمر المغرب في تعرية الادعاءات التي تروج لها جبهة البوليساريو ومن يقف خلفها، خاصة الجزائر، عبر استخدام استراتيجية دبلوماسية هجومية تقوم على تقديم الأدلة حول عدم جدوى الطرح الانفصالي. وقد عزز المغرب حضوره داخل الاتحاد الأفريقي ومنظمات إقليمية ودولية، حيث جددت العديد من الدول الأفريقية والعربية تأكيدها على دعم موقف المغرب. كما أن موقف الأمم المتحدة خلال 2024، الذي أشاد بالجدية والمصداقية التي يتعامل بها المغرب مع الملف، عزز من موقف المملكة في المحافل الدولية.
إقليمياً، استمر المغرب في تأمين منطقة الكركرات وممرها الحيوي، الذي يمثل شرياناً تجارياً رئيسياً بين المغرب وبلدان أفريقيا جنوب الصحراء، كما عزز من قدراته العسكرية والدفاعية لضمان الاستقرار في المنطقة. وقد أظهرت المؤشرات خلال السنة نجاح المغرب في الحفاظ على الأمن والاستقرار رغم محاولات البوليساريو لزعزعة الأوضاع. هذه التطورات مجتمعة جعلت سنة 2024 محطة بارزة في تعزيز المغرب لمكاسبه في ملف الصحراء المغربية، سواء عبر دعم دولي غير مسبوق أو من خلال الإنجازات التنموية التي جعلت الأقاليم الجنوبية نموذجاً للتنمية المستدامة.