يُعد سوق السمك في المهدية من أبرز الوجهات التي يقصدها السكان المحليون والزوار لاقتناء الأسماك الطازجة أو تناول وجبة مشوية. ورغم أهمية هذا السوق ودوره في تنشيط الحركة الاقتصادية للمنطقة، فإنه يعاني من مجموعة من المشاكل التي تهدد سلامة المستهلك وتشوه سمعة السوق.
أحد أبرز هذه المشاكل يتمثل في بيع أسماك قديمة على أنها طازجة، مما يعرض صحة المستهلكين للخطر. بالإضافة إلى ذلك، تنتشر ظاهرة بيع أنواع من الأسماك تحت مسميات أخرى، مما يُعد تضليلاً واضحاً للمشترين. كما أن غياب المبردات المناسبة في العديد من المحلات يؤدي إلى فساد الأسماك بسرعة، خاصة في فترات الحرارة المرتفعة، مما يزيد من خطر بيع منتجات غير صالحة للاستهلاك.
النظافة في السوق تكاد تكون معدومة، خاصة في أماكن الشواء، حيث تغيب المعايير الصحية بشكل ملحوظ. المياه، التي تعتبر ضرورة لتنظيف الأسماك، غالباً ما تكون غير متوفرة أو تُستخدم بكميات غير كافية، مما يفاقم الوضع. بالإضافة إلى ذلك، يُلاحظ تواجد بعض الأشخاص في حالة سكر مطفح داخل السوق، مما يخلق أجواء من الفوضى وعدم الراحة للمستهلكين.
المشاكل الأمنية والاجتماعية داخل السوق تزداد يومياً، حيث تنشب مصارعات متكررة بين أصحاب المحلات، ما ينعكس سلباً على أجواء السوق. من جهة أخرى، يتم تسجيل سرقات لأسماك من طلبات الزبائن خلال عملية الشواء، وهو سلوك يُضعف ثقة الزبائن في خدمات السوق.
الغريب في الأمر هو غياب شبه تام للمراقبة الصحية من الجهات المختصة، وكذلك غياب المراقبة الأمنية من قبل السلطات المحلية، مما يترك السوق عرضة لمزيد من التدهور.
إن سوق السمك بالمهدية بحاجة إلى تدخل عاجل من السلطات المختصة، سواء لتحسين البنية التحتية، أو فرض رقابة صارمة لضمان احترام المعايير الصحية والأمنية، وكذلك لمحاسبة المخالفين. بدون هذه التدخلات، سيبقى السوق مكاناً يعج بالفوضى ويشكل خطراً على صحة وسلامة المواطنين.