عزيز غالي: شخصية مثيرة للجدل أم أداة بأجندة خفية؟

بوشعيب البازي

تتصاعد التساؤلات حول شخصية عزيز غالي وخلفيات تصريحاته المثيرة للجدل، التي غالبًا ما تتزامن مع أوقات حساسة وتركز على قضايا وطنية كبرى. فهل يتحرك غالي بناءً على قناعات شخصية بحتة؟ أم أن هناك من يوجهه من وراء الستار لتحقيق أهداف معينة؟

ما يلفت الانتباه في تصريحات عزيز غالي هو دقتها في تجنب أي خرق قانوني مباشر قد يعرضه للمساءلة القضائية. تصريحاته تبدو في ظاهرها منتقدة للمغرب، لكنها غالبًا ما تثير نقاشًا عامًا يسلط الضوء على قضايا تعتبر من صميم المصالح العليا للمملكة. هذا التوازن الدقيق يثير الشكوك حول كونه مجرد فاعل حقوقي مستقل، ويطرح تساؤلات حول وجود جهات قد تكون وراء توجيه هذه “الخرجات”.

تتردد في الكواليس أسئلة حول إمكانية وجود صلات تربط عزيز غالي بمسؤولين كبار أو أجهزة أمنية في المغرب. هل يتحرك بتنسيق معهم لتنفيذ استراتيجية معينة؟ إذا كان الأمر كذلك، فما الهدف من هذا الدور؟ البعض يذهب إلى القول إن تصريحاته قد تكون جزءًا من “لعبة مدروسة” لإثارة قضايا بعينها أو لاختبار ردود الفعل الداخلية والخارجية.

هناك من يرى أن ما يبدو كأنه مواقف معارضة من غالي قد يصب في نهاية المطاف في خدمة المصالح العليا للمغرب. فبعض تصريحاته تسلط الضوء على مواقف حساسة، لكنها تؤدي في النهاية إلى تعزيز الإجماع الوطني حول قضايا مثل الوحدة الترابية أو الدفاع عن السيادة الوطنية.

مصطلح “إخراج الأرنب من الغاب” يعكس فكرة إثارة موضوعات قد تبدو هامشية في البداية، لكنها تهدف إلى كشف المستور أو إخراج أطراف معينة من الظل. فهل عزيز غالي مجرد أداة لتحقيق هذا الهدف؟ وإن كان كذلك، فمن الذي يحرك الخيوط في الكواليس؟

السؤال الكبير الذي يطرح نفسه: هل عزيز غالي يعمل لحساب جهات داخلية تريد توجيه الرأي العام نحو قضايا معينة؟ أم أنه يخدم أجندة خارجية تخطط لزعزعة الاستقرار؟ في ظل غياب الأدلة القاطعة، تبقى الإجابات مفتوحة على جميع الاحتمالات، فيما الأيام وحدها كفيلة بكشف الحقائق.

لا شك أن شخصية عزيز غالي تظل محط جدل واسع في المغرب. وبين من يراه مجرد فاعل حقوقي معارض، ومن يشتبه في كونه جزءًا من لعبة أكبر، يبقى السؤال الأهم: من المستفيد الحقيقي من هذه التصريحات؟ الأيام القادمة قد تحمل إجابات قد تغير الكثير من المعطيات الحالية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: