تعاني مدينة القنيطرة، خصوصًا في ساعات الذروة، من اكتظاظ مروري خانق، خاصة في مناطق حيوية مثل مدار قصر المعارض ومدار أسواق السلام على الطريق المؤدية إلى الرباط. هذا الوضع يزداد سوءًا مع التوسع العمراني والنمو الاقتصادي الذي تشهده المدينة، حيث أصبحت القنيطرة مركزًا استثماريًا يجذب العديد من الشركات المحلية والدولية.
الازدحام المروري يشكل تحديًا كبيرًا لسكان المدينة وزوارها، حيث تضيع ساعات طويلة يوميًا في التنقل، مما يؤثر سلبًا على الإنتاجية ويزيد من مستويات التوتر لدى المواطنين. ومع اقتراب تحضيرات المغرب لاستضافة كأس العالم، أصبح من الضروري التفكير في حلول جذرية لتحسين البنية التحتية المرورية بالمدينة. هذه التحسينات ليست فقط ضرورة ملحة لسكان القنيطرة، بل أيضًا شرط أساسي لضمان تجربة مريحة للزوار والمستثمرين القادمين.
جهة الرباط سلا القنيطرة تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا السياق، حيث يجب أن تبدأ فورًا في تنفيذ مشاريع مستدامة لتحسين تدفق المرور. من بين الحلول الممكنة: توسيع الطرق الرئيسية، إنشاء طرق التفافية لتخفيف الضغط عن وسط المدينة، وتطوير شبكة نقل عام حديثة وفعالة. كما يمكن الاستثمار في بناء جسور أو أنفاق عند النقاط الحرجة مثل مدار قصر المعارض ومدار أسواق السلام لتسهيل حركة السيارات.
إلى جانب ذلك، يجب وضع خطط طويلة الأمد تُراعي النمو السكاني والاقتصادي المتوقع للمدينة. القنيطرة تُعد اليوم واحدة من أبرز المدن الصناعية بالمغرب، ومع وجود استثمارات ضخمة مثل مصانع السيارات والبنية التحتية المرافقة، أصبح تحسين حركة المرور ضرورة استراتيجية.
ختامًا، حل أزمة الازدحام المروري في القنيطرة ليس مجرد تحسين يومي لحياة المواطنين، بل هو استثمار في مستقبل المدينة كواحدة من المحاور الاقتصادية الرئيسية في المغرب. التحرك الآن هو الخيار الوحيد لضمان أن تظل القنيطرة قادرة على استيعاب النمو وتوفير بيئة مثالية للسكان والمستثمرين على حد سواء.