“خرجة عزيز غالي حول القضية الوطنية: جدل بين حرية التعبير والمصلحة الوطنية”
بوشعيب البازي
خرجة عزيز غالي الأخيرة بخصوص القضية الوطنية أثارت استغراب الكثيرين، وطرحت تساؤلات حول دوافعها الحقيقية. هل يسعى غالي لجذب الانتباه ورفع عدد متابعيه على يوتيوب بهدف تحقيق مكاسب مالية، أم أنه يهدف من وراء تصريحاته إلى الجلوس مع الدولة على طاولة الحوار؟
القضية الوطنية، كما هو معلوم، هي قضية سياسية بامتياز وليست حقوقية، ومع ذلك اختار غالي طرحها من زاوية يبدو أنها تهدف إلى إثارة الجدل أكثر من تقديم رؤية جديدة.
فالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي ينتمي إليها عزيز غالي، لطالما كانت مواقفها واضحة بخصوص قضية الصحراء، حيث تساند منذ تأسيسها حق تقرير المصير. ومع ذلك، تاريخ الجمعية يكشف أن خلفيتها ليست حقوقية بحتة، بل تأسست على يد شخصيات ذات توجهات سياسية واضحة، ما يجعل تصريحات غالي اليوم انعكاسًا لمواقف قديمة أكثر من كونها رأيًا جديدًا.
هذا فإثارة عزيز غالي لهذه القضية دون احترام المشاعر الوطنية للمغاربة، الذين يعتبرون وحدة التراب الوطني قضية وجدانية، يمكن أن يُفهم على أنه ضرب في مصلحة البلاد. ومع ذلك، هناك حاجة إلى تحليل الموضوع بعقلانية وموضوعية بعيدًا عن العاطفة.
ففي ظل دستور البلاد، يمكن للقضاء التحرك في مثل هذه القضايا إذا تم اعتبارها مساسًا بالمصلحة الوطنية، لكن ذلك يتطلب تحريك دعوى قضائية من إحدى الجهات المتضررة. وهنا تثار تساؤلات حول الغاية الحقيقية من تصريحات غالي، وما إذا كانت هناك جهات تسعى لاستغلال هذه الخرجة لتقويض مصداقية المغرب دوليًا، أو بالعكس، لإبراز صورة المغرب كبلد يحترم حرية التعبير حتى في القضايا الحساسة و خصوصا لضمان مقعد دائم للمغرب في مجلس الأمن .
القضية الوطنية المغربية معقدة، ويظل النظام الجزائري طرفًا أساسيًا في تأجيج النزاع، مما يجعل الحلول السياسية الواقعية مثل الحكم الذاتي الخيار الأمثل الذي يحقق استقرار المنطقة ويحفظ مصالح البلاد. تصريحات غالي، رغم جدليتها، لا تقدم بديلًا ملموسًا، بل تبدو وكأنها محاولة لإثارة النقاش دون تقديم رؤية بناءة.