“تصعيد عسكري في أوروبا: تحركات ألمانية وتدابير هولندية وسط مخاوف من اندلاع حرب”
بوشعيب البازي
تشهد ألمانيا في الآونة الأخيرة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق أثار اهتمامًا وقلقًا دوليًا، حيث يرى محللون أن القارة الأوروبية قد تكون على أعتاب “حقبة ما قبل الحرب”، وسط تصاعد التوترات مع روسيا. وقد رُصدت تحركات مكثفة للمدرعات في عدد من المدن الألمانية، والتي تُعزى إلى تدريبات عسكرية أو تحضيرات لتعزيز الدفاعات، خاصة في ظل الأزمة الأوكرانية والمخاطر الأمنية المتزايدة التي تهدد المنطقة.
في خضم هذه الأوضاع المتوترة، اتخذت السلطات الهولندية خطوات استباقية لتحضير مواطنيها لأي طارئ قد ينتج عن تفاقم الصراع. من بين هذه التدابير، دعت الحكومة المواطنين إلى الاستعداد لاحتمال انقطاع التيار الكهربائي أو الإنترنت نتيجة لأي هجمات عسكرية أو إلكترونية محتملة. ونصحتهم بتأمين احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك سحب النقود الورقية، لتفادي تأثيرات تعطل أجهزة الصراف الآلي الناجم عن انقطاع الكهرباء.
تلعب هولندا دورًا محوريًا في الأمن الأوروبي بفضل موقعها الاستراتيجي واحتوائها على ميناء روتردام، الأكبر في أوروبا. هذا الميناء يعد شريانًا حيويًا لنقل الإمدادات العسكرية ويشكل نقطة انطلاق رئيسية لأي عمليات مشتركة لحلف الناتو. في حال اندلاع نزاع عسكري كبير، قد يكون الميناء هدفًا استراتيجيًا، ما يجعل الاستعدادات أمرًا حتميًا لضمان استمرارية العمليات الدفاعية.
تشير هذه التطورات إلى احتمالية تعطل واسع للبنية التحتية الأساسية، مثل الكهرباء والاتصالات، في حال اندلاع صراع شامل. مثل هذا السيناريو قد يؤدي إلى أضرار كبيرة في الأنظمة المالية والخدمات الحيوية التي يعتمد عليها المواطنون بشكل يومي، مما يعزز أهمية التدابير الاحترازية لضمان قدرة المجتمعات على التكيف مع مثل هذه الأزمات.
في ظل هذه التحديات، يبقى السؤال: هل أوروبا على شفا نزاع كبير، أم أن هذه التحركات مجرد استعدادات احترازية لضمان الأمن؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف مآلات هذا الوضع المتوتر.