في خطوة تاريخية، أعلنت المعارضة السورية فجر الأحد دخولها العاصمة دمشق، منهيةً حكم النظام السوري بقيادة بشار الأسد. تطورٌ يضع حدًا لعقدٍ من الصراع الدموي، ويزيل من المشهد الإقليمي نظامًا كان يُعتبر أحد الداعمين لجبهة البوليساريو المناوئة للوحدة الترابية للمملكة المغربية.
نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين سوريين كبار أن بشار الأسد غادر دمشق على متن طائرة خاصة إلى وجهة غير معلومة، في خطوة تُظهر انهيار النظام أمام التقدم السريع للمعارضة السورية.
هذا وقد أعلنت المعارضة أنها اقتحمت سجن صيدنايا سيئ السمعة في ريف دمشق، المعروف بانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان. ووصفت هذه الخطوة بأنها “نهاية لعصر الظلم”. كما سيطرت المعارضة على مبنى الإذاعة والتلفزيون، أحد رموز سيطرة النظام الإعلامية، بالتزامن مع وصول المتظاهرين إلى ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق.
و وفقًا لتقارير محلية، توقفت جميع الرحلات الجوية في مطار دمشق الدولي وتم إخلاء العاملين منه، مما يعكس انهيار البنية التحتية للنظام السوري.
في غضون 24 ساعة، نجحت المعارضة السورية في السيطرة على أربع مدن رئيسية هي درعا، القنيطرة، السويداء، وحمص، إضافة إلى مدينة القصير في ريف حمص. هذا التقدم أضاف العاصمة دمشق إلى قائمة المناطق التي خرجت من قبضة النظام، بعد أن كانت حلب، حماة، وإدلب قد سبقتها إلى سيطرة المعارضة.
يمثل سقوط نظام بشار الأسد ضربة قوية لجبهة البوليساريو التي اعتمدت على دعمه السياسي والدبلوماسي، بمساندة من حليفته الإقليمية الجزائر. كان النظام السوري من بين الأنظمة التي دعمت أطروحات البوليساريو ضد وحدة المغرب الترابية. ومع سقوط الأسد، تُطوى صفحة أخرى من الأنظمة التي استخدمت القضية الصحراوية كورقة في سياساتها الخارجية.
بينما تُعد هذه الأحداث نصرًا كبيرًا للمعارضة السورية، فإنها تفتح الباب أمام تحديات كبيرة لإعادة بناء سوريا وضمان استقرارها. كما أن سقوط نظام الأسد يغير الحسابات الإقليمية والدولية، ويفتح المجال لإعادة تشكيل التحالفات والسياسات في المنطقة.
يبقى السؤال الكبير هو: كيف ستتعامل الأطراف الإقليمية والدولية مع هذا التحول، وهل سيتمكن الشعب السوري من تحقيق تطلعاته في الحرية والديمقراطية بعد سنوات من القمع والمعاناة؟