في خطوة أثارت الكثير من الجدل، فيلم “نايضة” للفنان المغربي سعيد الناصيري الذي عرض في قاعات السينما بالمغرب. الفيلم، الذي يُعد صرخة فنية تجسد الواقع المرير الذي يعيشه المواطن المغربي، يلقي الضوء على مجموعة من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بالمجتمع، مثل الصحة، التعليم، السكن، والعدالة.
يسلط “نايضة” الضوء على معاناة المواطنين البسطاء في مواجهة نظام صحي متردٍ يعجز عن توفير الحد الأدنى من الخدمات، ونظام تعليمي يعاني من الإهمال، ومشاكل السكن التي تحرم آلاف الأسر من العيش بكرامة. كما يتناول الفيلم قضايا “الحكرة” التي يشعر بها المواطن المغربي في تعاملاته اليومية، والرشوة التي أصبحت جزءًا من المشهد العام، والخيانة التي تطال الأمانة العامة للوطن.
يعكس الفيلم حقيقة مُرة، حيث يوضح كيف أن كل من يجرؤ على الحديث عن هذه المشاكل أو يطالب بالإصلاح يُصنف بسهولة كإرهابي أو خائن. هذه الفكرة تعكس واقعًا أصبح مألوفًا في مجتمع تُكبت فيه الأصوات الحرة التي تطالب بالتغيير، ويُترك المواطن العادي لمواجهة المصير بمفرده.
يشير الفيلم أيضًا إلى وجود طاقات شبابية هائلة في المغرب، حاصلة على شهادات علمية ومؤهلات عالية، لكنها تجد نفسها عاطلة عن العمل بسبب غياب الفرص وانعدام رؤية شاملة للتنمية. هذا الوضع يعكس فشلًا عامًا في استغلال هذه الطاقات للنهوض بالمجتمع، وهو ما يجعل من “نايضة” أكثر من مجرد فيلم، بل شهادة حية على المعاناة اليومية للطبقة السفلى من المجتمع المغربي.
من خلال “نايضة”، يطرح سعيد الناصيري تساؤلات عميقة تتعلق بمستقبل المغرب، إلى متى هذا الوضع؟