أكد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، التزام الوزارة بمواكبة التأطير الديني لمغاربة العالم، مشيرًا إلى أن الرعاية الدينية والروحية لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج تأتي ضمن أولويات الوزارة. تهدف هذه الجهود إلى الحفاظ على هوية الجالية وتحصينها ضد التيارات الهدامة، خاصة في ظل التغيرات التي تشهدها المجتمعات الأوروبية.
خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أشار الوزير إلى أن النجاح في تأطير مغاربة العالم يعود بشكل أساسي إلى تشبثهم بهويتهم ودينهم وثقافتهم. وأضاف أن الوزارة تقوم بدور تكميلي لتعزيز هذا التوجه، مع التكيف مع الظروف المتغيرة في بلدان الإقامة.
وكشف التوفيق أن الوزارة خصصت اعتمادات مالية بقيمة 96 مليون درهم خلال سنة 2024 لدعم الجمعيات المعنية بالتأطير الديني للجالية المغربية، واستفادت من هذه الميزانية 14 جمعية في دول مثل فرنسا، بلجيكا، إيطاليا، وكندا. كما أُرسلت بعثات علمية من القراء والوعاظ والواعظات بلغ عددها 372 خلال هذه السنة، موزعة على تسع دول، بالإضافة إلى توفير المصاحف للمساجد والمراكز الإسلامية.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة تعمل على مشروع تواصل رقمي يستهدف الأجيال المغربية في الخارج باللغات المتعددة، ويتوقع إطلاقه في مارس 2025. يهدف هذا المشروع إلى تعزيز الروابط الدينية والثقافية بين الجالية المغربية ووطنها الأم.
تطرّق التوفيق إلى دور المجلس العلمي المغربي لأوروبا، الذي يعمل على حماية الهوية الثقافية والدينية للجالية المغربية. تم تعيين رئيس جديد للمجلس مؤخراً، ويواصل العمل كبنية مؤسساتية في بروكسل لتوفير التأطير الديني وضمان الأمن الروحي.
على الصعيد الوطني، أوضح الوزير أن عدد المساجد في المغرب يبلغ 51,403 مساجد، 92% منها تقع في المناطق القروية. وخصصت الوزارة غلافًا ماليًا بقيمة 843 مليون درهم خلال سنة 2024 لبناء وترميم وتجهيز المساجد.
وأشار التوفيق إلى أن الوزارة أنجزت بناء 15 مسجدًا جديدًا بتكلفة 156 مليون درهم، وتعمل حاليًا على بناء 10 مساجد أخرى بتكلفة 133 مليون درهم. كما تكاملت جهود الوزارة مع المحسنين، حيث تم بناء 249 مسجدًا بالتنسيق مع المتبرعين، الذين يساهمون بشكل كبير في بناء المساجد الصغيرة والمتوسطة، بينما تتولى الوزارة تشييد المساجد الكبرى.
خصصت الوزارة اعتمادات لإعادة بناء وإصلاح 32 مسجدًا بكلفة 172 مليون درهم، وترميم 70 مسجدًا مغلقًا بكلفة 273 مليون درهم. وأكد التوفيق أن عمليات ترميم المساجد غالبًا ما تكون أكثر تكلفة من