الناشط الحقوقي يبرأ حراك الريف من الانفصال ويفضح أهداف الانتهازيين في حوار مع “أخبارنا الجالية”
بوشعيب البازي
في حوار حصري مع أخبارنا الجالية، تبرأ الناشط الحقوقي والداعم لحراك الريف السيد سعيد العمراني من أي ارتباط بالانفصاليين الذين تحالفوا مع المخابرات الجزائرية ضد بلدهم، مؤكدًا أن مطالب الحراك كانت دائمًا واضحة وتهدف إلى تحقيق حقوق مشروعة لشعب الريف في إطار الوحدة الوطنية المغربية، بعيدة كل البعد عن أي دعوات للانفصال أو المساس بالوحدة الترابية للمغرب.
وقد جاء هذا التصريح في وقت تشهد فيه الساحة السياسية المغربية جدلًا حادًا حول قضية الحراك الشعبي في منطقة الريف وتورط بعض العناصر في تحركات تدعم أجندات انفصالية. وفي هذا الإطار، أكد الناشط الحقوقي السيد سعيد العمراني أن هناك فرقًا كبيرًا بين المطالب الاجتماعية والاقتصادية التي خرج من أجلها حراك الريف وبين المواقف التي يتبناها البعض في الخارج ممن انضموا إلى أجندات جزائرية. واعتبر أن هؤلاء لا يمثلون الحراك ولا يعكسون مبادئه الحقيقية، بل هم مجرد أفراد يبحثون عن مصالحهم الشخصية وأموال الدعم الموجهة من الجزائر.
وقال الناشط الحقوقي في حديثه مع أخبارنا الجالية: “إن مطالب حراك الريف كانت دائمًا سلمية وشرعية. نحن لم نطالب في أي يوم من الأيام بالانفصال عن الوطن، بل كنا نسعى فقط للحصول على حقوقنا المشروعة من الدولة، مثل إطلاق سراح المعتقلين وتحسين الأوضاع الاجتماعية والصحية والتعليمية في المنطقة، التي عانت طويلاً من التهميش.” وأضاف: “لكن للأسف، كان هناك أفراد حاولوا أن يركبوا على موجة الحراك ويحولوا أهدافه إلى أجندات انفصالية.”
وأكد الناشط الحقوقي أن “الذين انضموا إلى راية المخابرات الجزائرية أو حاولوا التعاون معهم ضد المغرب هم ليسوا جزءًا من الحراك الشعبي الحقيقي في الريف. هؤلاء هم مجرد أفراد يسعون وراء المال والمصالح الشخصية، ولم تكن أهدافهم في يوم من الأيام تهدف إلى تحسين أوضاع المنطقة، بل إلى استغلال هذه الأوضاع لتحقيق مكاسب على حساب الشعب المغربي.”
وأوضح الناشط الحقوقي أن مطالب الحراك كانت ولا تزال تركز على قضايا اجتماعية واقتصادية بعيدة عن أي شعارات انفصالية. وقال: “مطالبنا كانت دائمًا تركز على تحسين الظروف المعيشية لسكان الريف، وتوفير فرص العمل، وتحسين البنية التحتية، وكذلك تعزيز العدالة الاجتماعية. هذه هي المطالب التي خرج من أجلها الحراك، وهي مطالب تندرج ضمن إطار الوحدة الوطنية ولا علاقة لها بأي دعوات للانفصال.”
وأشار إلى أن هناك العديد من القوى التي حاولت تشويه صورة الحراك الشعبي واتهامهم بالانفصال، لكنه شدد على أن هذه الاتهامات لا تعدو كونها محاولات للتهرب من النقاش الحقيقي حول حقوق المواطنين. “لقد كانت دعوات الحراك واضحة، ونحن نؤكد على أن الوحدة الترابية للمغرب غير قابلة للمساومة. ما نريده هو تحسين حياة الناس في الريف، ولا يمكن لأي أحد أن يزايد على هذا المطلب.”
وأوضح أن هؤلاء الانفصاليين يتلقون تمويلات ودعماً من جهات معروفة تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة، وهو ما يتناقض تمامًا مع مطالب الحراك الشعبية التي كانت تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية. “إنهم يراهنون على المال ويستغلون المعاناة الاجتماعية لتحقيق أهدافهم السياسية الضيقة، وهذه ليست مبادئ الحراك ولا أهدافه.”
في نهاية حديثه، دعا الناشط الحقوقي إلى ضرورة العودة إلى طاولة الحوار الوطني، وأكد على أهمية العمل معًا من أجل تحقيق التنمية والعدالة لجميع مناطق المغرب. وقال: “يجب أن نركز على المصالحة الوطنية والاتحاد خلف مشروع واحد، وهو تعزيز استقرار وأمن الوطن، وتحقيق العدالة الاجتماعية لكل أبناء الشعب المغربي، دون استثناء.”
وشدد على أن الحلول التي تقدمها الدولة للمناطق المهمشة، مثل الريف، يجب أن تكون شفافة ومدروسة، وأن تضمن تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بشكل حقيقي، بعيدًا عن أي تأويلات سياسية أو تدخلات خارجية.
وفي ختام الحوار، أكد الناشط الحقوقي أن المغرب سيظل موحدًا ولن يسمح لأية جهة كانت بالاستفادة من الخلافات الداخلية لتحقيق أجندات انفصالية. “إن قوتنا تكمن في وحدتنا، ومطالبنا هي نفسها التي كانت دائمًا، وهي العدالة الاجتماعية والتنمية، ضمن إطار الوطن الواحد.”
تعتبر تصريحات الناشط الحقوقي السيد سعيد العمراني بمثابة رسالة واضحة للمغاربة والعالم أجمع: الحراك في الريف هو حراك اجتماعي مشروع يهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية، ولا علاقة له بالدعوات الانفصالية التي يحاول البعض الترويج لها. وكما أكد الناشط، إن قضية حراك الريف يجب أن تُنظر بعين الموضوعية والإنصاف، بعيدًا عن محاولات الانتهازيين الذين يحاولون استغلال هذه القضية لتحقيق مصالح شخصية على حساب الوطن.