معاناة المواطنين المغاربة داخل المقاطعات للحصول على الوثائق: بين البيروقراطية والفساد المالي
ChatGPT a dit تعد المقاطعات في المغرب إحدى الإدارات المحلية التي تحتفظ بالكثير من صلاحيات إصدار الوثائق الرسمية، سواء كانت تتعلق بالحالة المدنية، التراخيص الإدارية، أو الوثائق الأخرى التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية. ورغم أن هذه المؤسسات كانت من المفترض أن تكون في خدمة المواطن، إلا أن الواقع يكشف عن معاناة يومية يواجهها الكثيرون للحصول على أبسط الوثائق، وهو ما يعكس خللاً كبيراً في النظام الإداري المحلي. هذه المعاناة لا تقتصر فقط على بطء الإجراءات، بل تتفاقم بسبب وجود بعض الممارسات الفاسدة داخل هذه المؤسسات، حيث يُعزى جزء من هذه المعاناة إلى فساد بعض العاملين فيها، خصوصاً المقدمين والقواد، الذين يلعبون دوراً كبيراً في عرقلة الإجراءات وإجبار المواطنين على دفع رشاوى.تتعدد الأسباب التي تجعل المواطن المغربي يعاني من تعقيدات في الحصول على الوثائق. من أبرز هذه الأسباب هو وجود بيروقراطية معقدة داخل الإدارات المحلية. في بعض الأحيان، تتطلب الإجراءات أن يمر المواطن بمجموعة من المراحل التي تبدو غير ضرورية، وهو ما يعطل سير العمل بشكل غير مبرر. في مثل هذه الحالات، قد يشعر المواطن بالعجز أمام النظام الإداري الذي يفتقر إلى الكفاءة والشفافية.واحدة من أهم القضايا التي تساهم في تعقيد الأمور هي الظاهرة المتفشية للرشوة، حيث يلعب المقدم (أو الموظف المحلي الذي يتعامل مباشرة مع المواطنين) دوراً كبيراً في هذه الممارسات الفاسدة. المقدم في المغرب عادةً ما يكون همزة وصل بين المواطن والإدارة المحلية، وهو الشخص الذي يمكنه أن يعطل أو يسهل الإجراءات حسب مزاجه، مما يمنحه سلطة غير محدودة.