في خضم الحملة الإعلامية التي يشنها بعض المرتزقة ضد المغرب، يبرز اسم رضى الليلي كواحد من الأصوات التي اختارت الخيانة كمسار، متخلية عن قيم الوطنية والالتزام بواجب الدفاع عن وحدة البلاد. ادعاءات الليلي حول الصحراء المغربية وتاريخه المشبوه تكشف بوضوح عن نواياه الحقيقية وخدمته لأجندات معادية، وعلى رأسها تلك المرتبطة بالنظام الجزائري وأذرعه الدعائية.
من اللافت أن الليلي يثير أسئلة زائفة حول مغربية الصحراء قبل عام 1975، وكأن التاريخ بدأ من ذلك العام! هذا طرح يفتقر إلى أدنى مقومات المعرفة التاريخية. الصحراء كانت دائمًا جزءًا لا يتجزأ من المغرب، وهو أمر موثق في سجلات تاريخية لا يمكن إنكارها.
فالسيادة المغربية على الصحراء تمتد لقرون، حيث كانت القبائل الصحراوية تجدد بيعتها للملوك المغاربة منذ عهد السعديين والعلويين، وهو ما أقرّته محكمة العدل الدولية في رأيها الاستشاري عام 1975.
و إذا كان الليلي يدّعي الجهل بالتاريخ، فربما يجب عليه مراجعة المعاهدات والاتفاقيات الدولية، مثل معاهدة واد نون بين المغرب والقوى الاستعمارية، التي أكدت سيادة المغرب على أراضيه الجنوبية.
ليس غريبًا أن يصدر هذا التشكيك من شخص له سجل حافل بالممارسات المشبوهة. رضى الليلي، الذي طُرد من القناة الأولى المغربية بعد سلسلة من الأخطاء المهنية والتجاوزات، لم يكن يومًا رمزًا للنزاهة أو المهنية.
فحادثة تقديم “الرباط” قبل اسم صاحب الجلالة لم تكن سوى نقطة في بحر تجاوزاته التي جعلت مديرة الاخبار السيدة البارودي توقفه عن العمل ، كما أن تقارير استخباراتية أكدت تورطه في علاقات مع جهات معادية، وعلى رأسها جبهة البوليساريو الانفصالية، التي تدعمها الجزائر في محاولاتها اليائسة لزعزعة استقرار المغرب.
كما أن استغلاله لمنصبه الصحفي لابتزاز الجماعات المحلية للحصول على أراضٍ بشكل غير قانوني يعكس انتهازية مفضوحة.
الأخطر من ذلك، هو ارتباط الليلي المباشر بالمخابرات الجزائرية. تشير التقارير إلى تورطه في مخططات إرهابية وتهديدات تستهدف معارضين مغاربة في الخارج، خصوصًا بفرنسا، في محاولة لخلق حالة من الفوضى وتشويه صورة المغرب.
فتآمر الليلي مع الجزائر لم يعد خافيًا، فهو لا يتوانى عن بث الأكاذيب التي تتماشى مع الدعاية الجزائرية ضد المغرب، و محاولاته للنيل من سيادة المغرب ووحدته الترابية، سواء من خلال التشكيك في مغربية الصحراء أو التحريض ضد النظام، لا تخدم سوى أجندات تخريبية.
على أمثال رضى الليلي أن يدركوا أن مغربية الصحراء ليست موضوعًا للنقاش، بل حقيقة تاريخية وجغرافية أكدتها إرادة الشعب المغربي ومواقفه الثابتة منذ عقود، والخطاب المسموم لليلي لن يغير شيئًا من الواقع. الصحراء مغربية، وستظل مغربية تحت سيادة المملكة، كما أن محاولاته لتشويه صورة المغرب لن تنجح، لأن المغاربة يدركون خلفياته وخيانته، وهم أكثر اتحادًا من أي وقت مضى في الدفاع عن قضاياهم الوطنية.
و أخيرا يبقى رضى الليلي نموذج للخيانة والانتهازية، واختياره التحالف مع أعداء الوطن يعكس سقوطه الأخلاقي والمبدئي. ما يروج له من أكاذيب حول الصحراء المغربية لن يغير شيئًا من الواقع، بل يكشف حقيقته كأداة في يد خصوم المملكة. المغرب ماضٍ في تعزيز سيادته ووحدته الترابية، ولن تؤثر عليه مثل هذه الأصوات النشاز.