تواجد الأفاعي في ساحة جامع الفنا: بين الجذب السياحي والخطر البيئي
تُعدّ ساحة جامع الفنا في مدينة مراكش واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المغرب والعالم، حيث تجذب الزوار من كل أنحاء المعمورة بجوها الفريد وأنشطتها المتنوعة التي تجمع بين التراث والثقافة. ومع ذلك، تثير بعض الظواهر في الساحة، مثل استخدام الأفاعي في عروض الشوارع، تساؤلات عديدة حول الأثر البيئي، السلامة العامة، وصورة المغرب أمام العالم.
و تُستخدم الأفاعي، بما فيها الكوبرا، كوسيلة لجذب السياح في ساحة جامع الفنا، حيث يقدم مروضو الأفاعي عروضًا مثيرة تلفت الانتباه. غير أن هذا النشاط يحمل مخاطر عدة، حيث تشكل خطرا على سلامة المواطنين والسياح فالأفاعي بطبيعتها حيوانات برية سامة قد تشكل تهديدًا في حالة خروجها عن السيطرة، ما قد يؤدي إلى حوادث مؤسفة.
و رغم أن التقاليد جزء من الهوية الثقافية للمغرب، يرى البعض أن مشاهد الأفاعي قد تخلق انطباعًا غير حضاري عن البلاد، خاصة لدى السياح الذين يفضلون تجارب آمنة.
و من جهة أخرى، يُسلط الضوء على استغلال بعض أنواع الأفاعي المهددة بالانقراض في هذه العروض. مثل الكوبرا التي تعتبر من أبرز الأنواع التي تُستخدم في الساحة، وهي معرضة لخطر الانقراض بسبب صيدها الجائر وتدمير مواطنها الطبيعية و أنواع محلية أخرى: بعضها مهدد نتيجة الاستخدام المفرط أو فقدان البيئة المناسبة بسبب النشاط البشري.
هذا و قد أثارت هذه الظاهرة قلق العديد من المنظمات البيئية، التي نددت باستخدام الأفاعي في أنشطة غير مسؤولة. منظمات مثل الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) والجمعية المغربية لحماية البيئة التي دعت إلى
وضع قوانين صارمة تمنع استغلال الحيوانات البرية في الأنشطة السياحية و توفير بدائل سياحية تُبرز التراث الثقافي دون الإضرار بالحياة البرية.
رغم القيمة الثقافية لعروض الأفاعي في ساحة جامع الفنا، فإن الحفاظ على سمعة المغرب وصون بيئته يتطلب التزامًا بخلق توازن بين الحفاظ على التراث وضمان سلامة المواطنين والزوار. يمكن للساحة أن تستمر كوجهة فريدة من نوعها، مع تشجيع أنشطة آمنة ومسؤولة بيئيًا.
إن تواجد الأفاعي في ساحة جامع الفنا يثير نقاشًا حول أهمية صون الحياة البرية وسلامة السياح، وفي الوقت ذاته المحافظة على التراث الثقافي. يبقى الحل الأمثل في إيجاد بدائل إبداعية تجمع بين أصالة التجربة واحترام البيئة، ما يعزز صورة المغرب كوجهة سياحية مسؤولة ومستدامة.