الجزائر واحتضان الانفصاليين من حراك الريف: مخططات تخريبية تستهدف المغرب
بوشعيب البازي
في خطوة جديدة تسعى من خلالها الجزائر إلى تأجيج الأوضاع الداخلية في المغرب، تعمل المخابرات الجزائرية على احتضان مجموعة من النشطاء الانفصاليين الذين كانوا جزءًا من “حراك الريف”، مستغلة وجودهم في أوروبا لتجنيدهم ضمن مشروع يهدف إلى زعزعة استقرار المغرب. هذه التحركات تشمل اجتماعات سرية، تمويلات ضخمة، ومخططات تخريبية تهدد أمن واستقرار المملكة.
و وفقاً لمصادر مطلعة، تم تجنيد بعض الانفصاليين من حراك الريف عبر القنصلية الجزائرية في ألمانيا، حيث تلقوا دعوات للاجتماع مع عناصر المخابرات الجزائرية في كل من بروكسيل وباريس. وتهدف هذه الاجتماعات إلى جمع أكبر عدد من المعارضين المغاربة في أوروبا تحت مظلة مشروع تخريبي تمثل في إنشاء “الحزب الوطني الريفي”، الذي يروج لأجندة انفصالية تخدم المصالح الجزائرية.
ورغم الجهود الجزائرية الحثيثة، رفض العديد من المعارضين المغاربة التعامل مع المخابرات الجزائرية أو المشاركة في أي مخططات ضد وطنهم. هؤلاء النشطاء أدركوا أن الهدف الحقيقي ليس دعم المطالب الاجتماعية والاقتصادية المشروعة، بل استغلال قضيتهم لتصفية حسابات سياسية مع المغرب.
وفي تصعيد خطير، كشفت تقارير عن استضافة الجزائر لبعض النشطاء من حراك الريف في ثكنة عسكرية داخل أراضيها، حيث تم تدريبهم على تنفيذ مخططات تهدف إلى زعزعة استقرار المغرب. وتشمل هذه المخططات تجنيد أفراد داخل المغرب لتنفيذ عمليات انتحارية وتفجيرات في مواقع حساسة، في محاولة لبث الفوضى وزرع الخوف داخل المملكة.
هذا و قد نجحت المخابرات الجزائرية في تأسيس “الحزب الوطني الريفي” بقيادة جابر الغديوي والجزائري فاروق الريفي. وقد تم افتتاح مقر للحزب بعد حصوله على تمويل أولي قدره 500 ألف يورو من الجزائر، مما يعكس الأهداف السياسية الخبيثة التي تسعى الجزائر لتحقيقها من خلال دعم هذا الكيان الانفصالي.
و في تطور آخر، حاولت الجزائر تصفية بعض المعارضين المغاربة في فرنسا بهدف اتهام المغرب بالوقوف وراء هذه العمليات. ومن بين المتورطين في هذا الملف راضي الليلي، الذي تم تهريبه إلى تندوف بعد انكشاف دوره في هذه المؤامرات.
و لا تتوقف أهداف الجزائر عند الحدود الأوروبية، بل تسعى إلى توسيع نشاط الحزب الوطني الريفي عبر فتح مقرات له في إيران وجنوب إفريقيا، حيث تتوفر بيئات سياسية تدعم مثل هذه الأجندات التخريبية.
و تمثل هذه التحركات جزءاً من استراتيجية جزائرية طويلة الأمد تهدف إلى تقويض استقرار المغرب وخلق أزمات داخلية تستنزف موارده. ومع ذلك، يبقى وعي الشعب المغربي وتلاحمه الوطني السد المنيع أمام هذه المؤامرات التي تسعى إلى تشويه صورة المغرب وضرب وحدته الترابية والاجتماعية.