المخابرات الجزائرية ودعم الانفصاليين الريفيين: محاولة يائسة لخلق أزمة جديدة في المغرب
بوشعيب البازي
تتوالى محاولات المخابرات الجزائرية لتأجيج الوضع الداخلي في المغرب، حيث تسعى جاهدة لدعم تيارات انفصالية في منطقة الريف بهدف خلق بؤرة توتر جديدة بعد فشلها الذريع في قضية الصحراء المغربية. ويبدو أن هذا الدعم يطال بعض النشطاء الذين كانوا جزءاً من “حراك الريف”، مستغلين الإرث الذي بناه ناصر الزفزافي لتحويل مسار الحراك إلى أجندة تخدم المصالح الجزائرية.
و مع وصول ملف الصحراء المغربية إلى مرحلة الحسم الدولي لصالح المغرب، تحاول الجزائر جاهدة إيجاد ملفات جديدة لتشتيت التركيز المغربي، وكان خيارها الأخير هو الاستثمار في قضية “حراك الريف”. ووفق تقارير وتحليلات، فإن الدعم الجزائري لا يتوقف عند التحريض الإعلامي والسياسي، بل يمتد إلى تقديم دعم مالي ولوجستي لبعض النشطاء بهدف تأسيس “حزب ريفي” يدعو للانفصال عن المغرب.
و أوضح سفير المملكة المغربية ببلجيكا و دوقية اللكسمبورغ السيد محمد عامر خلال اللقاء الذي جمعه مع مغاربة بلجيكا بمدينة أنفيرس بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال استغلال المخابرات الجزائرية لفئة قليلة و معزولة من نشطاء حراك الريف الذين دفعوا من أجل خلق ما يسمى بالحزب الوطني الريفي حيث وضعوا عزتهم و كرامتهم و مصيرهم و شرفهم تحت يد المخابرات الجزائرية، رغم التاريخ العريق لأهل الريف الذين يعرفون بوطنيّتهم و شجاعتهم في الدفاع عن وطنهم و عن مقدساتهم .
و على الرغم من هذه المحاولات، فإن الغالبية العظمى من أبناء الريف يرفضون هذا المسار الانفصالي، منتقدين بشدة من اختاروا السقوط في أحضان المخابرات الجزائرية. وقد أكد الريفيون مراراً وتكراراً أن مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية تظل ضمن إطار الوحدة الوطنية، وأن استغلال الحراك لأجندات خارجية خيانة لتضحيات المنطقة ولأهدافها الحقيقية.
هذا و بدلاً من توجيه مواردها لدعم الشعب الجزائري الذي يعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة، تصر الجزائر على إنفاق أموال الغاز في تمويل النزعات الانفصالية في دول الجوار، وعلى رأسها المغرب. هذه السياسة تعكس توجه النظام الجزائري لتصدير أزماته الداخلية عبر افتعال مشاكل خارجية، في وقت يعاني فيه الشعب الجزائري من الفقر والبطالة وانعدام الحريات.
رغم هذه المحاولات، يبقى المغرب قوياً بوحدته الوطنية ومساندة شعبه في مواجهة التحديات. كما أن وعي المغاربة، بمن فيهم أبناء الريف، بالمخططات الجزائرية يضعف تأثير هذه التدخلات ويؤكد على تلاحم الأمة المغربية في وجه أي مؤامرة تستهدف استقرارها.
إن تصرفات المخابرات الجزائرية ليست سوى امتداد لسياسة خاسرة تستهدف المغرب دون جدوى، بينما تزداد عزلة النظام الجزائري على المستويين الإقليمي والدولي، ليبقى الشعب الجزائري هو الخاسر الأكبر من هذه السياسات العقيمة.