الرئيس الصيني يزور المغرب لتعزيز الشراكة

الزيارة تأتي بعد أيام من صدور تقارير اسبانية عن مصادر صينية تكشف نية بكين الاعتراف بمغربية الصحراء وكذلك فتح قنصلية في العيون.

استقبل ولي العهد المغربي الأمير مولاي الحسن يرافقه رئيس الحكومة عزيز أخنوش بتعليمات من العاهل المغربي الملك المحمد السادس الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي أدى زيارة قصيرة للرباط الخميس بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية منها وفق ما ذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء.
وتأتي الزيارة بعد أيام من صدور تقارير اسبانية عن مصادر صينية تكشف نية بكين الاعتراف بمغربية الصحراء وكذلك فتح قنصلية في العيون.
وقالت الوكالة إن “ولي العهد يرافقه رئيس الحكومة استقبلا الرئيس الصيني في مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء بتعليمات من الملك محمد السادس مشيرة إلى أن الزيارة تعكس روابط الصداقة والتعاون والتضامن القوية بين الشعبين المغربي والصيني”.

ورافق الرئيس الصيني وفد هام على غرار “كاي تشي عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي والمدير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ووانغ يي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ومدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية، وهوا تشونينغ نائبة وزير الشؤون الخارجية”.
وقام شي بالزيارة بعد حضوره قمة مجموعة العشرين في البرازيل حيث يكشف ذلك حجم الاهتمام الصيني بدولة محورية في منطقة شمال افريقيا وهي منطقة تسعى بكين لتعزيز تواجدها الاقتصادي فيها.
وكثفت الصين استثماراتها في قطاع البنية التحتية والسكك الحديدية في المغرب في السنوات الأخيرة.
ويجذب المغرب مصنعي بطاريات السيارات الكهربائية الصينيين في ظل موقعه الجغرافي بالقرب من أوروبا، واتفاقياته للتجارة الحرة مع أسواق رئيسية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وصناعة السيارات القائمة في المملكة.
وفي يونيواختارت شركة “جوشن هاي تك” الصينية لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية المغرب مقرا لأول مصنع ضخم في إفريقيا بتكلفة إجمالية تبلغ 1.3 مليار دولار.
وأثمرت الشراكة الاستراتيجية بين بيكين والرباط نتائج ملموسة حيث تضاعف حجم الاستثمار الصيني بالمغرب خمس مرات من 2016 إلى 2023، بينما تضاعف حجم التبادل التجاري مرتين في نفس الفترة، بما يجعل الصين الشريك الأول للمملكة آسيويا.
وسياسيا تأتي الزيارة بعد أيام من صدور تقارير اسبانية عن مصادر صينية تفيد بأن بكين تستعد للاعتراف بمغربية الصحراء وقرب تدشين قنصلية عامة في مدينة العيون، والاستثمار في جسر بري بين الأقاليم الصحراوية وجزر الكناري الاسبانية التي زارها الرئيس الصيني مؤخرا.
وقالت نفس المصادر ان بكين تريد الارتباط المباشر بالصحراء من خلال الدخول بقوة إلى عالم الاستثمار في إفريقيا عن طريق البوابة المغربية وان الرئيس شي جينبينغ يسعى لتقليد الخطوة التي أقدم عليها ترامب في 2020 بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه.
وتشير هذه المعطيات في حال ثبوتها الى أن قادة العالم بمن فيه الرئيس الصيني استخلصوا وفهموا جيدا مقولة العاهل المغربي بأن “ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم”
في المقابل تنظر الجزائر بكثير من القلق من التعاون والتقارب المغربي الصيني وسيمثل اعتراف بكين الحليف التقليدي للنظام الجزائري بمغربية الصحراء ضربة موجعة له.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: