المغرب يفتح تحقيقا قضائيا حول شغب 150 مهاجرا أفريقيا
إيقاف شخصين في أحداث شغب عنيفة اندلعت إثر اعتداء على شخص من أصول أفريقية، وتسببت في فوضى وحالة هلع بين سكان مدينة القليعة
أعلن المغرب، مساء السبت، فتح تحقيق قضائي بعد أحداث شغب عنيفة تسبب فيها حوالي 150 شخصا من دول أفريقيا جنوب الصحراء بمدينة القليعة التابعة إداريا لمدينة إنزكان (وسط).
وأصدرت النيابة العامة لدى محكمة إنزكان تعليماتها لعناصر الدرك الملكي بمدينة القليعة لفتح تحقيق تحت إشرافها، وذلك في إطار متابعة واقعة تعرض أحد الأشخاص وهو مهاجر من أصول أفريقية للضرب والجرح ومحاولة سرقة من طرف شخصين، فتح الدرك الملكي بالقليعة (منطقة بنواحي إنزكان).
وذكر بيان للنيابة العامة أنه إثر تعرض أحد الأشخاص من أصول أفريقية “تم نقل المصاب على وجه السرعة لتلقي العلاج الضروري، نظرا لتعرضه لإصابة على مستوى الرأس”.
وقال البيان إنه حوالي الساعة 12 زوالا (بالتوقيت المحلي)، من السبت، اندلعت أحداث شغب، قام بها نحو 150 شخصا من أصول أفريقية (دون تحديد جنسياتهم ووضعيتهم القانونية).
وأوضح البيان أن الأشخاص من أصول أفريقية، دخلوا قارعة الطريق وعرقلوا حركة السير، وتراشقوا بالحجارة مع أشخاص آخرين. وأضاف أن منازل السكان ومستعملي الطريق وعناصر الأمن تعرضوا جميعا للرشق.
وأردف البيان أن “التحريات والأبحاث التي قامت بها عناصر الشرطة القضائية، أسفرت عن إيقاف شخصين، فيما لا زالت الأبحاث جارية لإيقاف باقي المتورطين وترتيب ما يجب قانونا”.
وأكدت النيابة العامة “عزمها على تطبيق القانون بكل حزم حفاظا على الأمن العام وسلامة المواطنين”.
و حسب مصادر مطلعة فإن أعمال شغب التي نفذها عشرات المواطنين من دول أفريقيا جنوب الصحراء تسببت في خلق حالة من الهلع بمدينة القليعة، مصحوبة بفوضى عارمة عمت الأرجاء.
ووفقا للمصدر ذاته، فقد عمد هؤلاء إلى قطع الطريق بين بيوكرى والقليعة في وجه حركة المرور، مع الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، ما اضطر التجار إلى إغلاق محلاتهم.
وحسب نفس المصادر التي ترجح أن يكون المهاجرون الأفارقة عمدوا إلى ذلك بعد أن جرى طعن زميل لهم بمكان تجمعهم قبل قصد الضيعات الفلاحية التي يشتغلون بها.
ولأجل احتواء الوضع، التحقت تعزيزات أمنية مكثفة بالمكان، حيث عملت القوات العمومية على وضع حد لأعمال الشغب المندلعة بعد كر وفر دام ساعات.
وشهد المغرب في السنوات الأخيرة زيادة في عدد المهاجرين الأفارقة الذين يقصدونه كوجهة عبور نحو أوروبا أو للاستقرار. تأتي هذه الزيادة نتيجة عوامل عدة، منها الصراعات السياسية والاقتصادية في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، حيث يسعى الكثيرون لتحسين ظروفهم المعيشية.
ويصل المهاجرون من أفريقيا جنوب الصحراء إلى المغرب لغايات مختلفة، ورغم أن أغلبهم يجعله محطة للانتقال إلى أوروبا عبر مدينتي سبتة ومليلية إلّا أن هناك من يختارون الاستقرار فيه، إما بسبب الدراسة، أو العمل.
ويفضل بعض المهاجرين الاستقرار في المغرب ليجعلوا منه بلد إقامة وليس مجرد نقطة عبور، ويفسرون اختيارهم هذا بأسباب مرتبطة أساسا بالآفاق التي توفرها لهم المملكة في سعيهم نحو حياة أفضل.
ففي السنوات الماضية، حصل الآلاف من أفارقة جنوب الصحراء على وثائق إقامة مغربية، وذلك بعد مبادرات أطلقتها السلطات المغربية، من أجل جعل إقامة المهاجرين قانونية في المغرب.