ظاهرة انتحال مهنة الصحافة والتصوير داخل القنصليات والسفارات المغربية بالخارج: مسؤولية من؟

بوشعيب البازي

في الآونة الأخيرة، تفاقمت ظاهرة انتحال صفة الصحفي والمصور داخل القنصليات والسفارات المغربية بالخارج. أفراد بلا أي مستوى دراسي أو تأهيل مهني، ودون الحصول على بطاقة الصحافة الصادرة عن المجلس الوطني للصحافة، أصبحوا يتجولون بكاميراتهم ويقدمون أنفسهم كصحفيين معتمدين. هذه الممارسات تثير العديد من التساؤلات حول دور القناصلة ومسؤولية الجهات المعنية في التصدي لهذه الظاهرة.

منتحلو الصفة: خطر على المهنة والتمثيل الدبلوماسي

الصحافة مهنة نبيلة تحمل مسؤولية نقل الحقيقة بموضوعية، لكن مع انتحال هذه المهنة، يصبح الأمر خطراً على سمعة الصحافة المغربية. فهؤلاء الأشخاص، الذين يفتقرون إلى أبسط المعايير المهنية، قد ينشرون محتويات مغلوطة أو يتلاعبون بالحقائق لتحقيق مصالح شخصية. الأسوأ من ذلك، أن وجودهم داخل فضاءات دبلوماسية حساسة، مثل القنصليات والسفارات، يسيء إلى صورة المؤسسات المغربية في الخارج.

القناصلة ومسؤوليتهم في تفشي الظاهرة

من غير المقبول أن يُسمح لمثل هؤلاء الأشخاص بالعمل داخل المؤسسات الدبلوماسية دون رقابة. القناصلة، الذين يفترض بهم ضمان انضباط العمل داخل القنصليات، يلعبون دوراً سلبياً عندما يغضون الطرف عن هذه الممارسات، بل في بعض الحالات، يُشاع أنهم يشجعونها لتحقيق أغراض معينة، كالتغطية الإعلامية الموجهة أو المجاملة الشخصية.

عدم التدخل لوقف هذه الممارسات يعكس تقصيراً واضحاً في أداء مهامهم، ما يساهم في فقدان الثقة بين المواطنين والمؤسسات الدبلوماسية.

من جهة أخرى، يظل غياب الرقابة الفعالة من المجلس الوطني للصحافة إشكالية أساسية. فبموجب القوانين المنظمة لمهنة الصحافة، لا يحق لأي شخص مزاولة المهنة دون الحصول على بطاقة مهنية تثبت أهليته. المجلس الوطني للصحافة مطالب بتكثيف جهوده لضبط المهنة، خاصة في الخارج، والتنسيق مع السفارات والقنصليات لفرض الالتزام بالقوانين.

1.تشديد الرقابة داخل القنصليات والسفارات:

يجب وضع آليات صارمة تمنع دخول منتحلي الصفة إلى هذه المؤسسات، مع فرض عقوبات على القناصلة الذين يتهاونون في أداء واجبهم.

2.التنسيق مع المجلس الوطني للصحافة:

تفعيل آلية تعاون بين المؤسسات الدبلوماسية والمجلس الوطني للصحافة للتحقق من الهوية المهنية لكل من يمارس الصحافة أو التصوير داخل هذه المرافق.

3.توعية الجالية المغربية:

إطلاق حملات توعية للجالية المغربية بالخارج حول أهمية التعامل فقط مع الصحفيين المعتمدين، لضمان مصداقية المعلومات المنشورة.

انتحال صفة الصحفي داخل القنصليات والسفارات المغربية بالخارج يمثل تهديداً حقيقياً لمصداقية الإعلام وتمثيل الوطن. تقع المسؤولية على عاتق القناصلة والمجلس الوطني للصحافة لوضع حد لهذه الظاهرة، لأن احترام المهنة وحماية سمعة المؤسسات المغربية يجب أن يكونا في صدارة الأولويات.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: