خبير مصري يكشف عن دور مخيمات تندوف في ‘تفريخ’ الارهاب في افريقيا ومنطقة الساحل
تثير العلاقة المشبوهة بين جبهة بوليساريو الانفصالية وبعض التنظيمات الإرهابية في شمال افريقيا ومنطقة الساحل على غرار تنظيم القاعدة وكذلك تنظيم داعش الكثير من التساؤلات حول دور بوليساريو في تفريخ الإرهابيين ما يهدد الامن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
وكشف ماهر فرغلي الخبير المصري في الجماعات الإرهابية في مداخلة له حول “الراديكالية الدينية العنيفة”، ضمن ندوة “الحركات الدينية والحقل السياسي: أي مصير؟” في موسم أصيلة الثقافي الدولي و عن العلاقة بين الجبهة الانفصالية ومجموعات إرهابية دموية كانت ولا تزال العنوان الأبرز للقتل والترهيب حول العالم بما فيها المنطقة الافريقية.
وتحدث الخبير عن طبيعة هذه العلاقة ودور بوليساريو في تفريخ الإرهابيين وتسلل الافكار المتطرفة الى مخيمات تندوف وسط تجاهل من الدولة الراعية الجزائر لهذه المخاطر ما يمثل تحديا دوليا فيما تسعى أوروبا بالتعاون مع دول مثل المغرب لمواجهة الظاهرة الإرهابية حيث نجحت الأجهزة الأمنية المغربية في مساندة الجهود الدولية في هذا المجال وهو ما يشهد به العالم.
وقال فرغلي أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي يضم عناصر تأتي من الصحراء المغربية وجنوب الجزائر والجنوب الليبي مشيرا الى “وجود عناصر ومجموعات تلقت تدريبات أو انتمت إلى جبهة بوليساريو ثم عادت وانضمت إلى التنظيمات الجهادية بالمنطقة، مثل أبوالوليد الصحراوي، الذي كان زعيما لداعش في الساحل والصحراء وجاء من بوليساريو”.
وتحدث كذلك عن خلفية فتح الاندلس وعلاقتها بالجبهة الانفصالية قائلا “سنة 2008 ظهرت خلية فتح الأندلس، التي كان أعضاؤها موجودين مع بوليساريو والأمر نفسه بالنسبة لمجموعة الخلافة سنة 2009، التي بايعت تنظيم داعش سنة 2015”.
وأشار كذلك لقيام تنظيم داعش بنعي 4 عناصر متطرفة قدمت من الصحراء المغربية وبالتحديد من مناطق يوجد بها مقاتلون من بوليساريو ماش يكشف حجم الترابط والتعاون بين الجبهة والمجموعات الإرهابية الدولية.
ويعتقد ان الجبهة الانفصالية تستفيد من التنظيمات الإرهابية في شمال افريقيا ومنطقة الساحل التي يعاني من فوضى بعد الانقلابات العسكرية في عدد من الدول مثل مالي والنيجر من اجل تهريب السلاح وتمويل أنشطتها عبر عمليات تهريب البشر وحتى تجارة المخدرات.
وسلطت الكثير من التقارير الضوء في السابق على تحول مخيمات تندوف لحاضنة خلفية للإرهاب والتطرف وان الجبهة الانفصالية دفعت بممارساتها الكثير من شباب المخيم إلى أحضان الجماعات الارهابية
وبداية العام الحالي ألقت السلطات الأمنية الاسبانية القبض على شبكة تنشط في التهريب والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، يتوزع عناصرها بين اسبانيا والجزائر ومخيمات تندوف وموريتانيا.
وكشف الخبير المصري كذلك عن الترابط بين هذه التنظيمات وإيران وبوليساريو قائلا “زعيم تنظيم القاعدة سيف العدل محمد صلاح الدين زيدان الذي يستقر في طهران يعمل على تنفيذ مخططات في شمال افريقيا ومنطقة الساحل في شبه تحالف مع إيران”.
وربط بين تداعيات عملية طوفان الأقصى وتحركات بعض التنظيمات الإرهابية قائلا “الجماعات الإسلامية الراديكالية مع طوفان الأقصى والأحداث التي تشهدها غزة كثفت تحركاتها وتحالفاتها في المنطقة.
ويعتقد الخبير المصري أن طوفان الأقصى هو بداية لمرحلة ثانية من انبعاث قتالي جديد يذكر بما حدث سنة 1979 من القتال الأفغاني مشددا على ان “القتال المعولم هو نمط جديد يخطط للعمل به تنظيم القاعدة، وذلك عبر الاستعداد لتنفيذ عمليات كبيرة جدا”.
وأشار “لوجود نوع من التوافق بين سياسات سيف العدل، زعيم القاعدة، والسياسة الإيرانية، على اعتبار أنه يقيم في طهران، مع استقرار القيادة العليا المركزية لهذا التنظيم فيها”.
وكان تقرير ألماني حمل عنوان “الجماعات الإرهابية في إفريقيا: تربة حاضنة للهجمات في أوروبا” أن “الجماعات الإرهابية مثل “’داعش” والقاعدة تتمتع بحياة سهلة في مخيمات تندوف ومنطقة الساحل والصحراء”.
واستعرض التقرير شخصية “إسماعيل” وهو احد مقاتلي بوليساريو قد أدين من قبل القضاء الاسباني في مايو/ايار الماضي بسنتين سجنا مع فترة مراقبة لمدة 5 سنوات على خلفية التشدد والدعوة لأفكار تنظيم داعش المتطرفة.
ووفق التقرير أشار محققون اسبان الى أن إسماعيل المقرب من أبوالوليد له علاقة بعناصر تنتمي للتنظيمات المتطرفة وتعمل على تجنيد الشباب في مخيمات تندوف.
بدورها حذرت الصحيفة البلجيكية “دي تجيد” من مخاطر الفكر المتطرف الذي تدعمه بوليساريو داعية ” أوروبا لتعزيز علاقاتها مع الرباط والعمل على تسوية قضية الصحراء وفق مبادرة الحكم الذاتي المغربية لإجهاض مخططات كارثية”.
وكشفت الصحيفة أن الجزائر و إيران تسهلان إقامة قواعد عسكرية روسية في منطقة الساحل وأن حزب الله يدرب بوليساريو وهو امر حذرت منه المغرب مرارا وطالبت بتسليط الضوء عليه لخطوته على الامن الإقليمي والدولي.