التعليم والصحة والفلاحة.. أخنوش يُسند الوزارات الحساسة للمقربين (جدا)
تضمنت التشكيلة الجديدة لحكومة أخنوش، التي عينها الملك محمد السادس يوم الأربعاء 23 أكتوبر 2024، وجوها جديدة على رأس وزارات مهمة. السمة المشتركة: قرب واضح من رئيس الحكومة. إليكم التفاصيل.
التربية الوطنية، التعليم العالي، الصحة، والفلاحة. هذه هي الوزارات الرئيسية التي يتولى رئاستها الآن وزراء جدد في الفريق الحكومي الذي تم تعديله بقيادة أخنوش، والذي تم استقباله مساء الأربعاء 23 أكتوبر من طرف الملك محمد السادس. فيما يلي نبذة عنهم.
مدير تنفيذي على رأس وزارة التربية الوطنية
يأتي محمد سعد برادة ليحل محل شكيب بنموسى، الذي أصبح الآن المندوب السامي للتخطيط، ويُعتبر حتى الآن المفاجأة الأكبر في حكومة أخنوش الثانية. بينما كان مصطفى بايتاس مرشحا لتولي الحقيبة الوزارية، ما أثار بعض الانتقادات، فقد ذهب هذا المنصب إلى رجل الأعمال المعروف بكونه وراء قصة نجاح العلامة التجارية المغربية « ميشوك » الشهيرة في مجال الحلويات.
وقد أصبح الآن مسؤولا عن واحدة من أكثر الحقائب الوزارية حساسية في الوقت الحالي، والتي كان حتى شكيب بنموسى، الذي يُعتبر خبيرا تقنيا متمرسا، قد واجه صعوبات فيها.
وعلى الرغم من قربه من عزيز أخنوش، فإن الوزير الجديد يبتعد عن مجال إدارة الشؤون العامة. فإن سجله يتضمن فقط رئاسته للجنة الانتخابات لحزب التجمع الوطني للأحرار (RNI)، حيث كان عضوا في المكتب السياسي خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة.
ومع ذلك، يُعرف عنه حاسة جيدة في الأعمال التجارية – فهو مدير في مجموعة TGCC العقارية والإنشائية، وقد استحوذ مؤخرا على مجموعة « فارمابرم » للأدوية. ويعتقد كثيرون بأن فعاليته هي على الأرجح السبب الرئيسي لاختياره لهذا المنصب، حيث تُعتبر إصلاحات التربية الوطنية مكتملة على الورق ولا تحتاج إلا إلى التنفيذ الجيد، وهو مشروع ضخم.
أكاديمي لامع لقيادة التعليم العالي في مرحلة صعبة
يعتبر تعيينه على رأس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار خطوة منطقية. عز الدين الميداوي، الأكاديمي المعروف ورئيس جامعة ابن طفيل بالقنيطرة حتى الآن، يعرف جيداً إصلاحات التعليم العالي. فهو عضو في الأكاديمية الأوروبية للعلوم والفنون والآداب، وعضو في المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، الهيئة المكلفة بتطوير التعليم في المغرب وتصحيح مساره.
بالإضافة إلى ذلك، يتخصص في تحلية مياه البحر، وقد أدار العديد من مشاريع البحث في هذا المجال (ويمتلك براءتي اختراع دوليتين). ومع ذلك، فإن التحدي أمامه كبير. فالوضع الحالي للجامعة المغربية، التي أصبحت في نواح كثيرة مصنعا للخريجين العاطلين عن العمل، يمثل تحديا كبيرا.
وأهم أولوياته سيكون حل أزمة الصراع المتصاعد التي تركها سلفه عبد اللطيف ميراوي مع طلبة الطب، الذين ما زالوا مضربين ويعارضون بشدة إصلاحات تبدو الآن بمثابة تشويه أكثر منها إصلاح.
من التوزيع إلى الحماية الاجتماعية؟
يبدو الأمر لا يُصدق، ولكن من التوزيع إلى الصحة والحماية الاجتماعية، يبدو أن هناك خطوة واحدة فقط، تمكن أمين التهراوي من تجاوزها بشكل مفاجئ. هذا المقرب من عائلة أخنوش، الذي عمل في مجموعة « أكوا » وكذلك « أكسال »، المملوكة لزوجة رئيس الحكومة، أصبح الآن على رأس الوزارة التي كان يديرها بنجاح خالد آيت الطالب.
في الظاهر، قد لا يكون الطهراوي الأنسب لهذا المنصب، خصوصا أنه ليس طبيبا، ما قد يثير تحفظات داخل المجتمع الطبي. تتركز مسيرته المهنية في عالم الأعمال، حيث بدأ في « التجاري فينانس كورب »، ثم شغل منصب المدير العام لمجموعة « أكسال » قبل أن يؤسس شركته الاستشارية الخاصة.
ويشير البعض إلى أن خالد آيت الطالب قد مهد الطريق وقام بالجزء الأكبر من العمل، حيث أن إصلاح قطاع الصحة في المغرب أصبح واقعا.
خبير المياه لإنقاذ الفلاحة
أحمد البواري هو الوزير الجديد للفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حيث حل محل محمد صديقي، الذي كان يُعتقد أنه سيظل في منصبه.
وإذا كان أحد المقربين من أخنوش قد اضطر للتخلي عن منصبه، فقد كان لصالح مقرب آخر من رئيس الحكومة، الذي شغل بنفسه منصب وزير الفلاحة من 2007 إلى 2021. يتمتع البواري بخبرة واسعة ومعترف بها في المجال، حيث شغل منصب مدير الري والتخطيط الزراعي في الوزارة نفسها.
وفي ظل الجفاف الشديد والحدود التي وصلت إليها الاستراتيجيات المعتمدة في القطاع، حيث لم يحقق « المخطط الأخضر » سوى جزءا من أهدافه، وتم تأجيل « الجيل الأخضر » إلى جيل آخر، سيكون على الوزير الجديد مواجهة تحديات كبرى. وأولها السيطرة على الارتفاع الجنوني في أسعار اللحوم، وتعزيز زراعة مستدامة وقابلة للتطوير، وتقديم الدعم للفلاحين، كبارهم وصغارهم على حد سواء، مع التركيز على الفلاحين الصغار الذين لم يحصلوا على الاهتمام الكافي.