وفد من مجلس الشيوخ الأميركي يدعو إلى تعزيز مجالات التعاون مع المغرب

ماموني

دعا وفد من مجلس الشيوخ الأميركي إلى تعزيز روابط التعاون مع المغرب من أجل “نقل نموذج الاستقرار الذي ينعم به إلى باقي دول العالم، وخاصة أفريقيا”.

وأكد السيناتور جرى موران، من ولاية كانساس، في تصريحات صحفية عقب مباحثات أجراها وفد مجلس الشيوخ الأميركي مع وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة وبحضور عبداللطيف لوديي، الوزير المكلف بإدارة الدفاع الوطني، والفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، على الدور الهام الذي يضطلع به المغرب في النهوض بالسلام داخل المنطقة وفي العالم.

وأوضح أعضاء مجلس الشيوخ علاقات الصداقة والتعاون التاريخية الممتازة التي تربط الولايات المتحدة والمملكة المغربية، والتي تعززت بفضل أشغال اللجنة الثنائية الاستشارية للدفاع، وبتبادل زيارات كبار المسؤولين في البلدين. كما نوهوا بالدور الهام للمملكة، بقيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس، خدمة للسلام والاستقرار بأفريقيا والبحر المتوسط والشرق الأوسط.

 

محمد بودن: المغرب حليف أساسي للولايات المتحدة خارج الناتو

وأضاف السيناتور أن من المهم جدا بالنسبة للولايات المتحدة أن تكون لها الروابط الأكثر متانة والعلاقات الأفضل مع المغرب، واصفا المملكة بمصدر للاستقرار والسلام في العالم.

وسبق لناصر بوريطة أن أجرى مباحثات رسمية مع وفود من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري نهاية السنة الماضية، تهدف إلى توسيع نطاق العلاقات لتشمل جوانب الاقتصاد والأمن القومي والشراكات الإستراتيجية ومواجهة كافة التحديات الإقليمية والعالمية.

وأفاد محمد بودن، الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة، بأن “زيارة الوفد الأميركي تندرج ضمن سلسلة من الخطوات لتعزيز التوجه المستقبلي للعلاقات بين الرباط وواشنطن وتعكس مستوى الثقة بين البلدين، وأن رصيدها التاريخي والإستراتيجي وركائزها الصلبة تسمح لها بتجديد مختلف الروابط رفيعة المستوى، لاسيما الشراكة الاقتصادية والحوار الإستراتيجي والتعاون الدفاعي الذي تمثل مناورات الأسد الأفريقي عنوانا بارزا له”.

وأضاف في تصريح لـه أن “المغرب حليف أساسي للولايات المتحدة خارج الناتو، والشريك الوحيد في أفريقيا الذي يتمتع باتفاقية للتبادل الحر معها، ومخاطب رئيسي لديها بشأن قضايا السلم والأمن في أفريقيا والشرق الأوسط”.

وأورد بودن أن “الموقف الأميركي الثابت والصريح بشأن الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وزيارة الوفود الأميركية للمغرب، يمثلان دافعا كبيرا لاستثمار مختلف فرص العمل بين البلدين، كما أن الإشادة المستمرة لواشنطن بالأجندة التنموية للملك محمد السادس، والدور المغربي الفاعل في جهود مكافحة الإرهاب، يعكسان الأهمية الإستراتيجية الواضحة للمملكة المغربية في المنظور الأميركي تجاه أفريقيا الأطلسية والفضاء الأورو – متوسطي”.

 

هشام معتضد: لقاءات الوفد الأميركي مع المسؤولين العسكريين المغاربة تؤشر على مكانة المغرب كشريك إستراتيجي للولايات المتحدة

وعقب لقاء الوفد الأميركي مع مسؤولين عسكريين بتعليمات ملكية، أفاد بلاغ لإدارة الدفاع الوطني المغربي، بتأكيد الطرفين على الإرادة المشتركة لاستكشاف وتعزيز فرص جديدة للتعاون الثنائي المرتبطة بالقضايا الأمنية والدفاع والوضع الأمني الإقليمي، كما نوه الجانبان بالانعقاد المنتظم للتمرين العسكري “الأسد الأفريقي”، وخصوصا دورته العشرين التي شهدت مشاركة أزيد من 7 آلاف عسكري من دول أفريقية وعربية وأوروبية.

وخلص بلاغ إدارة الدفاع إلى أن الطرفين عبرا في ختام هذا الاجتماع عن ارتياحهما لديناميكية هذا التعاون، معربين عن الإرادة المشتركة لاستكشاف وتعزيز فرص جديدة للتعاون، خصوصا في مجالات الدفاع السيبراني والفضائي والصناعة الدفاعية.

كما أشاد عبداللطيف لوديي بمتانة روابط التعاون العسكري وتنفيذ خارطة طريق التعاون في مجال الدفاع، الموقعة في أكتوبر 2020، والتي تحدد المحاور الكبرى للتعاون برسم الفترة 2020 – 2030.

ويبرز لقاء وفد الكونغرس مع المسؤولين العسكريين حصيلة التعاون العسكري الثنائي التي تعد إيجابية وتعكس التقدم الملحوظ في عدة مجالات، منها إبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم، وتوفير المعدات واقتنائها، والتدريب والتمارين، بالإضافة إلى تنظيم مناورات مشتركة لمختلف الأسلحة والجيوش، مثل الأسد الأفريقي في نسخته العشرين المقامة حاليا.

وشدد هشام معتضد، الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الإستراتيجية، في تصريح لـه، على أن “لقاءات الوفد الأميركي مع المسؤولين العسكريين المغاربة تعكس التحالف الثنائي على المستوى العسكري والأمني والتعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والاستقرار الإقليمي، كما تؤشر على مكانة المغرب كشريك إستراتيجي للولايات المتحدة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، حيث تبقى مصالح البلدين متقاربة بغض النظر عن التغيرات السياسية في واشنطن، إذ تستفيد واشنطن من دور المغرب كحليف موثوق به في مواجهة التحديات الأمنية العابرة للحدود، مما يرسخ الشراكة بين البلدين”.

وفي سياق زيارة الوفد الأميركي اجتمع أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، بنظيره المغربي ناصر بوريطة، قبل أيام حيث ناقشا الجهود الرامية إلى الدفع بالسلام الإقليمي والدولي وتعزيز الشراكة الأميركية – المغربية، حيث أعرب بلينكن عن امتنانه للدور الحيوي الذي يلعبه الملك محمد السادس في تعزيز السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط، كما رحب بلينكن بالجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة المغربية لإنهاء الجمود السياسي في ليبيا ومعالجة انعدام الاستقرار في منطقة الساحل.

وعلى مستوى الاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على صحرائه، يتفق أعضاء مجلس الشيوخ مع الوزير الأميركي على دعم الولايات المتحدة الكامل للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا وجهوده الرامية إلى الدفع بمفاوضات تفضي إلى “حل سياسي دائم وكريم للصحراء بدون أي تأخير”، كما شدد على أن “الولايات المتحدة ما زالت تعتبر مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب طرحا جديا وموثوقا وواقعيا ومقاربة محتملة تلبي تطلعات شعب الصحراء”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: