الانتخابات البلدية ببلجيكا : فقدان الثقة في الأحزاب” وراء عزوف الشباب عن الحياة السياسية
بوشعيب البازي
مع اقتراب الانتخابات البلدية ببلجيكا، يبدأ توجه الأحزاب نحو الجالية المغربية و خصوصا الشباب، نظرا للدور الذي تلعبه هذه الفئة في الحياة السياسية، وتخصص لهذا الموضوع ندوات عديدة قصد “استقطاب الشباب” نحو العمل الحزبي والحياة السياسية بصفة عامة.
ولازالت فئة من الشباب تعتبر أن “البرامج الانتخابية ليست إلا حبرا على ورق، كما أن الوجوه السياسية المغربية تشبه بعضها البعض؛ فلا شيء يتغير ولا برامج تطبق على أرض الواقع”، على حد تعبيرهم.
“فقدان الثقة”
عبد الله ، مهاجر مغربي ببروكسيل، يرى أن الأمر “راجع إلى هيمنة فئة واخدة على زمام الأمور ومقاليد الحكم داخل الأحزاب، رغم أن نسبة الشباب في بلجيكا جد مرتفعة مقارنة بباقي الفئات العمرية، ما يشكل عائقا أمام الشباب ويحد من فرصهم”، مؤكدا، باعتباره شارك في الاستحقاقات الانتخابية، أن هناك منطق “المحسوبية والزبونية داخل الأحزاب؛ ما يؤدي إلى نفور فئة عريضة من الشباب عن الساحة السياسية”، ومشددا على أن هناك من يعلم مسبقا بأن السياسية “كلام فارغ” ولا يقترب منها.
عمران ، البالغ 22 سنة، يقول: “لا أصوت ولن أصوت، نظرا لأنني لا أرى أي تقدم في المجال السياسية و خصوصا للمرشحين المغاربة، علاوة على كون كل الوجوه السياسية متشابهة”، مشيرا إلى أن “عددا كبيرا من البرامج الانتخابية لا تنزل على أرض الواقع”.
في السياق ذاته أكدت هند، البالغة 23 سنة، أن البرامج الانتخابية “حبر على ورق”؛ وقالت موضحة: “نظرا لأنها لا تخرج إلى حيز الوجود، ولا نرى حتى جزءا منها”، معتبرة أن هذه البرامج ليست إلا “وسيلة لاستدراج أصحاب القلوب الضعيفة الذي يصدقون أكاذيب السياسيين”..”كل هذه العوامل تبعد الشباب عن صناديق الاقتراع وعن الحياة السياسية”، على حد قولها.
غزلان خليل، ذات الـ24 ربيعا، فقدت الثقة في الأحزاب السياسية، نظرا لكون هذه الأحزاب “تسايس الشعب”، أي إنها “تبيعه الأحلام لكي تصل إلى ما تريد”، كما أنها “تعمل على إرضاء فئة دون أخرى، و لا تحمي المسلمين و المهاجرين و جميع القرارات التي تتخذها تكون عنصرية و ضد المسلمين”، بالإضافة إلى كونها “تخذل ثقة غالبية من صوت عليها ما إن تحصل على مرادها”.
“تهميش الشباب”
يونس ، البالغ 22 ربيعا، قال: “لا أشارك في الحياة السياسية في بلجيكا نظرا لأن الأحزاب السياسية لا تتوجه بخطابها إلا الشباب، ولا تحسسهم بأهمية العمل الحزبي والمشاركة في الانتخابات، بالإضافة إلى كون سمعة هذه الأحزاب والمشهد السياسي بصفة عامة في تدهور وتراجع مستمرين، و خصوصا الحزب الاشتراكي الذي يضم اغلبية المرشحين المغاربة الذين فقدت الثقة فيهم بعدما لم يوفوا بوعودهم السابقة ، الشيء الذي لن يتغير رغم الكلام المعسول الذي نسمعه هذه الايام ”.
وائل ، البالغ من العمر 18 سنة، يرى ألا تغيير يحدث في حياة الشباب حينما يدخلون الحياة السياسية، وهو ما يفسر عدم اهتمامهم، “علاوة على غياب مشاريع إصلاحية جادة من شأنها أن تغير الوضع الذي يعيشه المهاجر ببلجيكا ”، مشيرا إلى أنه “رغم الخطب الواعدة من بعض السياسيين ألا أنهم ينتمون جميعا إلى الطائفة السياسية نفسها في نهاية المطاف”.
وأردف المتحدث ذاته: “بعد انتخابات البرلمانية السابقة فقد الشباب الثقة في السياسية و خصوصا في الحزب الاشتراكي ، لأن الوعود التي صاحبت تلك الفترة لم تحقق، خاصة ما يتعلق بإشراك الشباب في الحياة السياسية؛ فأصبحت هذه الفئة مهمشة أكثر مما كان عليه من قبل”.