عائشة الدويهي.. صوت النساء المنسيات في تندوف
بين الدفاع عن المثل الإنسانية ونضالها الصادق في خدمة الوطن، جعلت عائشة الدويهي من قضية النساء الصحراويات المنسيات في مخيمات تندوف بالجزائر شغلها الشاغل.
وأبدت المرأة الشابة المنحدرة من العيون، وهي شخصية بارزة في المجتمع المدني الصحراوي، نشاطا مذهلا داخل أعلى هيئة حقوقية في العالم للتعريف بمأساة هؤلاء النساء المنسيات، ومنحهن بصيص أمل بعيدا عن التعسف.
وعبّرت الدويهي، رئيسة المرصد الدولي للسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، عن استيائها قائلة “في المخيمات تتجلى مشكلة النساء بأقصى وضوح، لاسيما وأننا لا نستطيع حتى الحديث عن أبسط الحقوق والحريات”.
وترسم هذه الناشطة المقيمة في جنيف صورة قاتمة عن وضعية حقوق المرأة في مخيمات تندوف، على خلفية التشرذم والانقسامات الداخلية داخل بوليساريو، والتي تشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن في المنطقة وخارجها.
ترسم الناشطة المقيمة في جنيف صورة قاتمة عن وضعية المرأة في تندوف، على خلفية الانقسامات داخل بوليساريو
ومستفيدة من الرؤية التي يتيحها لها منصبها كرئيسة لمنظمة غير حكومية نشطة لدى الأمم المتحدة، لا تتوقف عائشة الدويهي عن الدفاع عن المضطهدات وإعلاء صوت ضحايا الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الانفصاليون وأسرهم.
وأوضحت قائلة “مهمتنا الأساسية هي تحسيس مجلس حقوق الإنسان والمجتمع الدولي بمعاناة السكان المحتجزين في هذه المنطقة الواقعة جنوب غرب الجزائر”، مشيرة إلى أن العديد من الضحايا يقدمون شهاداتهم أمام المجلس للفت انتباهه إلى حالات التعذيب والاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري وغيرها.
وترى رئيسة المرصد الدولي للسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان أن تقاعس السلطات الجزائرية إزاء الوضع المتفجر في مخيمات تندوف، الذي يتسم بقمع كل صوت معارض، لا يزيد الأمور إلا سوءا.
ولاحظت أن الفاعلين بالمجتمع المدني المنحدرين من الأقاليم الصحراوية باتوا يدركون بشكل متزايد دورهم الأساسي في فضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكب في المخيمات ووضعية اللا قانون السائدة في المخيمات.
ويقترن هذا الإنكار لحقوق المرأة على وجه الخصوص بعدد كبير من حالات الانتهاكات المرتكبة ضدها، بما في ذلك الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي.
المغرب طالب في مناسبات عديدة هيئات الأمم المتحدة المعنية بشؤون اللاجئين بفتح تحقيق دولي حول وضعيات المواطنين وأغلبهم من الأقاليم الجنوبية المغربية
وسبق وأن نددت منظمات حقوقية دولية بالانتهاكات المسجلة ضد المرأة في مخيمات تندوف، وآخرها لقاء نظمته الشبكة الدولية للنساء الليبراليات في نيويورك دعا إلى ضرورة وضع حد للممارسات التي تتعرض لها النساء على أيدي ميليشيات جبهة بوليساريو الانفصالية.
وعبّرت الشبكة التي تضم دوليين وناشطين عن “قلقها إزاء الوضعية المأساوية لهؤلاء النساء وكذلك التوتر الشديد في مخيمات تندوف، الذي أدى إلى سلسلة من الاعتصامات والمظاهرات”.
وطالب المغرب في مناسبات عديدة هيئات الأمم المتحدة المعنية بشؤون اللاجئين بفتح تحقيق دولي حول وضعيات المواطنين وأغلبهم من الأقاليم الجنوبية المغربية، في مخيمات تندوف بالأراضي الجزائرية.
وباعتبارها صوت النساء والرجال المضطهدين في تندوف، تتساءل الدويهي عن صمت المجتمع الدولي أمام الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان المرتكبة في المخيمات.
وبعد دراستها في العيون والرباط وبواتييه في فرنسا، حيث حصلت على شهادة عليا في اقتصاد المنظمات، بالإضافة إلى شهادة من معهد إدارة الأعمال، انخرطت هذه الشابة الصحراوية في معركة النضال من أجل حماية حقوق الإنسان.
وبفضل التزامها، توجت هذه الفاعلة الحقوقية بعدد من الجوائز المرموقة، بما في ذلك جائزة الريادة النسائية الدولية بالبرلمان الأوروبي، والتي منحت لها في بلجيكا في عام 2019.
واليوم، تتطلع عائشة الدويهي إلى المستقبل بتفاؤل، “متسلحة بالمكاسب الكبيرة التي حققتها المملكة في مجال حقوق الإنسان”، والتي توجت بانتخابها لرئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للعام الحالي.