عبد الرزّاق سُماح.. «الأمير» السابق لـ«حركة المُجاهدين بالمغرب» يفضح أكاذيب علي أعرّاس
حنان الفاتحي
عاد علي أعرّاس، من جديد، ليؤكد تأرجحه بين ماضٍ إرهابي وحاضر انفصالي، بمشاركته في مسيرة باهتة، بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، إلى جانب انفصاليي ما يُسمّى بـ«الحزب الوطني الريفي»، كما عاد لنشر سمومه وأكاذيبه مرة أخرى. ولنفي هذه الأكاذيب، انبرى عبد الرزاق سُماح، أحد مؤسسي حركة «المجاهدين في المغرب»، وأميرها في إحدى الحِقب، الذي رافق الرجل خلال مراحل كبرى من مساره «الجهادي» وهو خير العارفين بخباياه، (انبرى) ليرسم له حدوده ويُذكّره بماضيه الأسود.
علي أعراس، الذي ارتبط اسمه، على وجه الخصوص، بـ«حركة المجاهدين بالمغرب»، طالما كان، ليس فقط متورطا، بل ضلعا بارزا ضمن أضلع جرائم دعم ومُساندة الإرهاب، خاصة الحركات المُموّلة من لدن الدول المعادية للمغرب ووحدته الترابية: الجزائر أقرب مثال.
هذا المُعتقل السابق، ذي الفِطرة الإرهابية، لم يستطع يوما أن يجد للصِّدق طريقا، فاتّخذ الكذب والبهتان سبيلا لصناعة «شخصية مناضلة»، لن تنطلي يوما على ذوي العقول المنطقية، بل لن تنطلي حتى على فاقدي العقول، ولعل آخر هلوساته ما خطّه على صفحات كتابه الجديد «السماء مُربّع أزرق».
ولتفنيذ آخر أكاذيب علي أعراس، أبى عبد الرزاق سُماح، أحد مؤسسي حركة «المجاهدين في المغرب»، إلا أن يتصدّى لأقاويل هذا المعتقل السابق، ذي الماضي المُلطّخ بدماء الأبرياء، مشيرا، سُماح، إلى أنه في حال ما أراد إصدار كتاب، فسيحمل عنوان: «أكاذيب علي أعراس لن تصل أبدا إلى عنان السماء».
وأكد عبد الرزاق سُماح، في مقطع فيديو نشره، اليوم الثلاثاء 17 شتنبر 2024، عبر قناته على موقع يوتيوب، أن كتاب «السماء مُربّع أزرق» لم يحمل سوى الكذب والتخيّلات والهلوسات، ما عدا أمريْن وحيديْن حقيقين ذكرهما علي أعراس: هما اسمه ومُدّة سَجنه».
وتساءل سُماح، قائلا: «إذا ما أردنا تصديق قول علي أعراس بأنه كان مناضلا حقوقيا، فباسم أي حزب ناضل؟ أو باسم أي نقابة؟ أو باسم أي حركة؟»، مؤكدا أن النضال، في حال وجوده فعلا، فلا بُدّ أن يكون له أثر، سواءٌ ندوات أو محاضرات أو كتابات… لكن لا وجود لأي أثر، كما لا وجود لأي شاهد على هذا النضال الزائف، الذي بُنيَ عليه كتابه الرَّكيك.
وذكّر سُماح، عبر هذا الفيديو، علي أعراس، بتفاصيل توقيفه ومُتابعته من لدن السلطات الإسبانية سنة 2003، بعدما كان مبحوثا عنه من قِبل نظيرتها المغربية، عقب أحداث انفجارات الدار البيضاء (16 ماي 2003). سُماح، لم يغفل عن تذكير، أعراس، أيضا، بأنه كان قد عرض على أعضاء حركة المجاهدين بالمغرب كمية من الأسلحة، في السنة نفسها، «لكننا لم نقبل، ورفضنا عرضه»، مؤكدا، نقلا عن ما جاء على لسان الإرهابي-الانفصالي، أن كان، حينها، «تحت أعين ومراقبة السلطات».
وشدد المتحدث ذاته على أن علي أعراس كان، ليس فقط منتميا لحركة المجاهدين، بل مسؤولا لوجستيكيا وماليا على السلاح والتمويل، مردفا أن هذه الأمور كانت معروفة وظاهرة منذ العام 2003، لهذا تابعته السلطات الإسبانية بعدما طالبت به نظيرها المغربية.
وواصل عبد الرزاق سُماح حديثه بالقول: «إن كُنت تملك الجرأة والشهامة، فأخبرنا عن مكان وجود تلك الأسلحة الآن. أنت من يعلم مكانها، وإن كُنتَ رجل صدقٍ، كما تدّعي، فأخبر السلطات بمكانها حتى لا يُقتَل بها أبرباء».
وهكذا، فبعدما كان إرهابيا يفخر بانتمائه لـ«حركة المجاهدين بالمغرب»، بات علي أعراس اليوم عضوا بارزا وسط انفصاليي الريف، المدعومين من لدن أعداء الوطن. فإلى أين؟
كيف يُمكن لعلي أعراس إنكار ماضيه الإرهابي، المُلطّخ بدموع ودماء الأبرياء؟ وهو الذي مدّ السلطات المغربية بمعلومات حول عبد الرزاق سُماح وخطواته واللقاءات التي جمعتهما، بعدما جرى تسليمه من لدن السلطات الإسبانية سنة 2010، فيما أوقِف سُماح عام 2012. هي اعترافات لم تَخلُ من إقرار علي أعراس بإقدامه على جلب السلاح ودعم «الحركة الجهادية». اعترافات خرجت من فم أعراس ودُوّنت في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وستبقى محفورة حتى وإن أنكرها اللسان الناطق بها.
لقد أقرّ علي أعراس، سنة 2010، بأنه تاجر بالسلاح، وها هو اليوم يُحاوِل المتاجرة بملف جديد. ويبقى السبيل واحد: الكذب والبهتان، لإثارة الاستعطاف… لكن، الناس ليست لحجم البلادة التي تظن يا علي!