من هم هؤلاء المغاربة الذين يحاولون الوصول إلى سبتة؟ وأين الحكومة؟
إنهم شباب، بعضهم قاصرون، بدون تعليم ولا آفاق مستقبلية، وكثير منهم يحاول الفرار من بلادهم نحو سبتة ومنها إلى أوروبا. لا يواجهون إلا الأجهزة الأمنية التي تحاول منعهم. في الواقع، المشكلة أعمق بكثير، والمقاربة الأمنية ليست سوى آخر حصن عندما تفشل كل الوسائل الأخرى، في ظل لامبالاة غير مفهومة من حكومة تفضل دائما النظر في الاتجاه الآخر.
فلنقلها بوضوح: ما حدث نهاية الأسبوع الماضي في الحدود بين الفنيدق وسبتة خطير للغاية. على النقيض من مسار البلاد نحو الازدهار المشترك، جاء مئات من القاصرين والشباب ليذكرنا بأن الطريق إلى ذلك لا يزال طويلا، طويلا جدا. يوم الأحد 15 شتنبر، كان مئات المرشحين، معظمهم مغاربة، يغامرون بكل شيء للوصول إلى الثغر المحتل سبتة. مستفيدين من الدعوات إلى الانضمام التي تم إطلاقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وغالبا على حساب حياتهم.
دافعهم: غياب أية آفاق مستقبلية. هؤلاء المرشحين، وهم في سن صغيرة، ليسوا سوى عينة من أولئك الذين يُطلق عليهم مصطلح « NEET » (لا عمل، لا تكوين، ولا تعليم). ليس من النادر مصادفتهم في زوايا شوارع مدننا، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، يتجولون طوال اليوم أو في الليل. هدفهم الوحيد: الفرار من حياة يومية مرهقة، حيث يمر الوقت ببطء شدي
كان لا بد من تعبئة هائلة لقوات الأمن للتصدي لمحاولة عبور كانت علامتها أن هؤلاء اليائسين من العصر الحديث لم يترددوا في شيء. لمنعهم، وفضلا عن الإجراءات المتخذة في الموقع، تم إنشاء عدة حواجز عند مداخل العديد من المدن.
وفي النهاية، تراجعت هذه الموجات من المرشحين إلى مرتفعات الفنيدق، وعمليات إعادة واسعة إلى المدن الأصلية، واستمرار انتشار قوات الأمن بأعداد كبيرة في الموقع. تم انتشال جثمان مهاجر يوم الأحد نفسه على شاطئ الفنيدق من طرف عناصر الوقاية المدنية، وقبل ذلك تم اعتقال ستين شخصا، بينهم قاصرون، بين 9 و11 شتنبر في عدة مدن بتهمة « تصنيع ونشر معلومات كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي تحث على تنظيم عمليات جماعية للهجرة السرية».
عمل قوات الأمن يعد على الأقل مثيرا للإعجاب. ففي شهر غشت وحده، تم إحباط أكثر من 11,300 محاولة هجرة غير نظامية، ومنذ بداية العام تم إفشال 45,015 محاولة. بالإضافة إلى تفكيك 177 شبكة للهجرة غير الشرعية. لكن هل هذا كافٍ؟ هل الرد الأمني وحده يكفي للحد من ما يشبه آفة حقيقية؟ بالطبع لا، والأمر الأكثر إثارة للشفقة هو أنه حتى اليوم، لم تصدر أية ردود رسمية من الحكومة.
إنهم شباب، بعضهم قاصرون، بدون تعليم ولا آفاق مستقبلية، وكثير منهم يحاول الفرار من بلادهم نحو سبتة ومنها إلى أوروبا. لا يواجهون إلا الأجهزة الأمنية التي تحاول منعهم. في الواقع، المشكلة أعمق بكثير، والمقاربة الأمنية ليست سوى آخر حصن عندما تفشل كل الوسائل الأخرى، في ظل لامبالاة غير مفهومة من حكومة تفضل دائما النظر في الاتجاه الآخر.
فلنقلها بوضوح: ما حدث نهاية الأسبوع الماضي في الحدود بين الفنيدق وسبتة خطير للغاية. على النقيض من مسار البلاد نحو الازدهار المشترك، جاء مئات من القاصرين والشباب ليذكرنا بأن الطريق إلى ذلك لا يزال طويلا، طويلا جدا. يوم الأحد 15 شتنبر، كان مئات المرشحين، معظمهم مغاربة، يغامرون بكل شيء للوصول إلى الثغر المحتل سبتة. مستفيدين من الدعوات إلى الانضمام التي تم إطلاقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وغالبا على حساب حياتهم.
دافعهم: غياب أية آفاق مستقبلية. هؤلاء المرشحين، وهم في سن صغيرة، ليسوا سوى عينة من أولئك الذين يُطلق عليهم مصطلح « NEET » (لا عمل، لا تكوين، ولا تعليم). ليس من النادر مصادفتهم في زوايا شوارع مدننا، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، يتجولون طوال اليوم أو في الليل. هدفهم الوحيد: الفرار من حياة يومية مرهقة، حيث يمر الوقت ببطء شديد.
كان لا بد من تعبئة هائلة لقوات الأمن للتصدي لمحاولة عبور كانت علامتها أن هؤلاء اليائسين من العصر الحديث لم يترددوا في شيء. لمنعهم، وفضلا عن الإجراءات المتخذة في الموقع، تم إنشاء عدة حواجز عند مداخل العديد من المدن.
وفي النهاية، تراجعت هذه الموجات من المرشحين إلى مرتفعات الفنيدق، وعمليات إعادة واسعة إلى المدن الأصلية، واستمرار انتشار قوات الأمن بأعداد كبيرة في الموقع. تم انتشال جثمان مهاجر يوم الأحد نفسه على شاطئ الفنيدق من طرف عناصر الوقاية المدنية، وقبل ذلك تم اعتقال ستين شخصا، بينهم قاصرون، بين 9 و11 شتنبر في عدة مدن بتهمة « تصنيع ونشر معلومات كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي تحث على تنظيم عمليات جماعية للهجرة السرية».
عمل قوات الأمن يعد على الأقل مثيرا للإعجاب. ففي شهر غشت وحده، تم إحباط أكثر من 11,300 محاولة هجرة غير نظامية، ومنذ بداية العام تم إفشال 45,015 محاولة. بالإضافة إلى تفكيك 177 شبكة للهجرة غير الشرعية. لكن هل هذا كافٍ؟ هل الرد الأمني وحده يكفي للحد من ما يشبه آفة حقيقية؟ بالطبع لا، والأمر الأكثر إثارة للشفقة هو أنه حتى اليوم، لم تصدر أية ردود رسمية من الحكومة.
في حين تناضل قوات الأمن لاحتواء « هجوم » المهاجرين، كان رئيس الحكومة ومعظم أغلبيته ووزرائه يستمتعون في أكادير. لمن فاته الأمر، كان عزيز أخنوش ورفاقه يتفاخرون خلال نهاية هذا الأسبوع بخطابات تمجد الذات خلال الدورة الخامسة لجامعة الشباب التابعة للتجمع الوطني للأحرار (RNI). هل وردت كلمة عن الأحداث؟ بالطبع لا. هل هناك استراتيجية لإنقاذ هؤلاء « الشباب »؟ لا أمل في ذلك. خطاب صادق حول الوضع الاجتماعي لبلد لا يزال يضم 1.5 مليون من هؤلاء الـNEET، وهم المرشحون المثاليون لعبور الفنيدق-سبتة؟ بالنسبة لأخنوش، هؤلاء الـNEET لا وجود لهم.