إستراتيجية وليد الركراكي تضعه في مرمى الانتقادات
رغم نجاحه في قيادة منتخب المغرب الأول لاكتساح نظيره الغابوني برباعية والفوز على منتخب ليسوتو، تعرّض وليد الركراكي المدير الفني لأسود الأطلس لبعض الانتقادات. مدرب المغرب يُواجه مجموعة من الانتقادات المباشرة والتساؤلات، سواء من الجمهور المغربي، أو من الصحافيين في المؤتمرات الصحفية.
شهدت المباراة الأخيرة التي جمعت بين منتخب المغرب ومنتخب ليسوتو، التي جرت الاثنين على ملعب أدرار في مدينة أكادير، ضمن الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، تحولا كبيرا بفضل التغييرات التي قام بها المدرب وليد الركراكي على تشكيلة الفريق بإشراك اللاعبين أمير ريتشاردسون، أيوب الكعبي، وأمين عدلي، وإلياس أخوماش، وقد أتت هذه التحركات لتعزيز الأداء الهجومي بإدخال حكيم زياش، ويوسف النصيري، وعبدالصمد الزلزولي، وإبراهيم دياز.
وتغيرت مجريات المباراة بشكل كبير بعد هذه التبديلات، إذ سجل إبراهيم دياز، الوافد من ريال مدريد، الهدف الوحيد والحاسم في الدقائق المتأخرة من المباراة، بعد تمريرة من مهاجم فنربخشة التركي يوسف النصيري، مانحا منتخب المغرب ثلاث نقاط جديدة، وقد كانت هذه النتيجة بمثابة دليل على نجاح الخيارات التكتيكية للركراكي، وإعادة تأكيد قدرة الحرس القديم على التأثير في الأوقات الحرجة.
يعكس تألق اللاعبين البدلاء الذين شاركوا إستراتيجية الركراكي القائمة على خلق توازن بين الأساسيين والبدلاء، والتي تبدو أنها قد أثمرت نتائجها في هذا اللقاء، بعدما أظهر دياز، الزلزولي، زياش والنصيري تفوقا ملحوظا في التحركات والتنسيق، مما ساهم في زيادة الضغط الهجومي واستغلال الفرص التي أتيحت لهم، بينما يشير هذا الانتصار إلى أهمية الخبرة والتجربة في المحافل الدولية، إذ استطاع اللاعبون الأكثر تجربة تغيير مجرى اللعب وتحقيق الفوز، رغم أن دياز يعتبر من اللاعبين الجدد في المنتخب، لكنه نجح في وقت قصير في افتكاك مكانه بالتشكيل الأساسي.
وبهذا الانتصار، يكون الركراكي قد راهن بنجاح على الحرس القديم، مما يبيّن مدى قدرته على التكيف والتعامل مع المتغيرات خلال المباراة. ويُظهر هذا النجاح أيضا الثراء الكبير في تشكيلة المنتخب المغربي، مما يعزز من مكانته كواحد من الفرق الواعدة في الساحة الدولية، وسيكون من المثير متابعة كيفية تطوير هذه التحديات التي ستواجه الركراكي في المستقبل، خصوصا مع اقتراب مواعيد المنافسات الكبرى.
جدد وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي اعترافه بالصعوبات التي صارت تطرحها أمامه المنافسة المحتدمة وتقارب المستوى الفني بين لاعبيه. جاء ذلك في مؤتمر صحفي اليوم الأحد قبل مواجهة ليسوتو بالجولة الثانية للمجموعة الثانية من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2025.
وصرح الركراكي “هذه مشكلة إيجابية يتمناها كل مدربي العالم٬ لكنها تفرض علينا البحث عن حلول كي لا نضطر إلى تغيير خطتنا وتجريب لاعبين في غير موضعهم الأصلي”. وتابع “المنتخب المغربي يتطور، كما قدم لاعبو المنتخب الأولمبي إضافة نوعية زادت من الجودة والتنافس”.
ورغم الفوز على الغابون في افتتاح التصفيات، يرى الركراكي أن النتيجة “لا تعكس جوانب مزعجة بخصوص خط الدفاع”. واسترسل “لذلك هدفنا ثابت أمام ليسوتو وهو الانتصار بأداء مقنع، وهذا مطلب الجميع بالمغرب خاصة مبارياتنا داخل الديار وأقدر ذلك”. وتابع مدرب المغرب “مهاجما الغابون أوباميانج وبوانجا تسببا لنا في الكثير من المتاعب، جربنا عبقار لأول مرة ونايف لم يلعب منذ بداية الموسم، وحكيمي غير مركزه”. وزاد “هذه الأمور وضعناها في الحسبان، وسيتم تعديلها أمام ليسوتو وهو منتخب نحترمه ولا نستهين به مثلما يعتقد البعض”.
♦ مدرب المنتخب المغربي بدا منفعلا في معرض رده على سؤال حول كثرة التجريب والتغييرات التي يقدم عليها
وبدا مدرب المنتخب المغربي منفعلا في معرض رده على سؤال حول كثرة التجريب والتغييرات التي يقدم عليها. وقال “لم أعد أعرف ماذا يريد البعض؟ إن لم أغير يقولون تشكيل المغرب صار معروفا وحين ألجأ إلى التغيير يقول البعض لم يلجأ إلى التغيير؟”. وأضاف “المغاربة 40 مليون فرد ولا أرى أن أحدا منهم يتخوف بعكس ما يدعيه البعض بشأن مستقبل الأسود، سأظل أجرب إلى غاية الكان حتى أعثر على التشكيل المثالي” وعن الرواق الأيسر صرح “إنه يثير هواجسي بالفعل ولم أستقر إلى غاية الآن على من سيشغله٬ الحصة التدريبية ستحسم الاختيار”.
وعن وضع إلياس بن الصغير لاعب موناكو قال “علاقتنا مع موناكو رائعة بعدما رخصوا له ليلعب الأولمبياد، إذا اتضح أنه مصاب فلن أغامر بإقحامه في المباراة طالما أنه ليس جاهزا”. وعن ثنائية حكيم زياش وإبراهيم دياز أكد “هما لاعبان من العيار الثقيل لكن بمنتهى الصدق لم نصل بعد إلى الأداء المأمول منهما، وهذا هو دوري”.
واستطرد “سنضيف لهما موهبة أخرى، هو أسامة الصحراوي لاعب ليل الفرنسي، وهذا سيزيد من إرهاقي، لكنني سعيد جدا بهذا الوضع الرائع”. واختتم “الصحراوي ترك النرويج واختار المغرب، وقد أبلغته بصعوبة الوضع وقال لي إنه جاهز لكسب الرهان”.
اعتبر الركراكي أن مباراة فريقه ضد ليسوتو أعطته فكرة على الصعوبات التي يمكن أن يواجهها في مواجهة منتخبات تحسن الدفاع. وأكد الركراكي أن مستوى منتخب ليسوتو لم يفاجئه لمعرفته المسبقة بالمتاعب التي خلقها لمجموعة من المنتخبات الأفريقية الكبيرة التي واجهها من قبل مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا. وتابع الركراكي في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة “كنت أرغب في منح الفرصة للاعبين جدد وأظهر لهم صعوبة اللعب في أفريقيا مقارنة بأوروبا”.
وأضاف الركراكي “المواجهات في أفريقيا ليست بالأمر السهل. كنت أتوقع بعض الصعوبة كذلك لأنني أجريت تغييرا بنسبة 90 في المئة على المجموعة لاسيما وأن بعض اللاعبين كانوا يخوضون مباراتهم الأولى أو الثانية هذا الموسم”. وأوضح “في الشوط الأول كان إيقاع اللعب بطيئا بتواجد غير مؤثر داخل منطقة الجزاء لذلك لجأنا إلى لاعبي الخبرة لأني أعلم مستوى وقيمة المتواجدين في الاحتياط الذين حافظوا على تركيزهم حتى آخر لحظة من أجل تحقيق الفوز”.
وعن التغييرات التكتيكية التي أجراها على امتداد دقائق المباراة أضاف الركراكي “غيرنا من أسلوب لعبنا أكثر من مرة على امتداد دقائق المباراة بناء على هوية اللاعبين المتواجدين في الملعب”. وتابع “صراحة كنت أنتظر أداء أفضل من بعض اللاعبين لكن الأهم بالنسبة لي هو منح الفرصة للاعبين شباب مثل آدم أزنو (18 سنة) الذي انسجم بسرعة مع زملائه”.
أشار المدرب المغربي “كنا نهدر الكثير من الوقت في بناء الهجمات في حين أن الأمر يتطلب سرعة أكبر لاسيما في مواجهة منتخبات تعتمد التراجع وتحصين خطوطها الخلفية”. وكشف “لم نستغل جيدا الفرص الكثيرة المتاحة من خلال الكرات الثابتة والركنيات، لذلك نعمل على تعزيز الطاقم الفني بخبير في هذا المجال لتحسين أداء المنتخب مستقبلا”.