الجزائريون يبدؤون التصويت في انتخابات رئاسية محسومة مسبقا
بدأت عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية الجزائرية المبكرة اليوم السبت لاختيار رئيس للبلاد لولاية مدتها 5 سنوات، يتنافس فيها 3 مرشحين يمثلون تيارات سياسية مختلفة وسط غياب منافسة حقيقية للرئيس المنتهية ولايته عبدالمجيد تبون.
وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة صباحا (7:00 ت.غ)، بحسب ما رصده مراسلون صحفيون بالضاحية الشرقية للجزائر العاصمة. وتستمر عملية التصويت من الثامنة صباحا حتى السابعة مساء (18:00 ت.غ)، مع إمكانية التمديد ساعة واحدة بقرار من سلطة الانتخابات.
وقالت السلطة المستقلة للانتخابات بالجزائر وفق ما نشله التلغفزيون الرسمي ان نسبة المشاركة في الاقتراع الرئاسي بعد ساعتين من انطلاق التصويت بلغت 4.56 بالمئة.
ودُعي لهذه الانتخابات 23 مليونا و486 ألفا و61 ناخبا مسجلين داخل الجزائر، فيما شرع الناخبون خارج البلاد في التصويت الاثنين الماضي، وبلغ عددهم 865 ألفا و490، ويواصلون التصويت اليوم.
ويبلغ بذلك عدد الناخبين داخل البلاد وخارجها، 24 مليونا و351 ألفا و551 ناخبا وفق معطيات السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات (هيئة دستورية). كذلك، خصصت مراكز اقتراع متنقلة للقاطنين في المناطق النائية داخل البلاد.
ويتنافس في الانتخابات كل من الرئيس الحالي تبون، ورئيس حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي) عبدالعالي حساني شريف، والسكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية (أقدم حزب معارض) يوسف أوشيش.
ودون إيضاحات أعلنت الرئاسة في يونيو أن تبون قرر إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في سبتمبر بدلا من موعدها المحدد في ديسمبر 2024.
ولاحقا، قال تبون الذي فاز بفترته الرئاسية الأولى في ديسمبر 2019، إن التبكير جاء لـ”أسباب فنية”، دون مزيد تفاصيل.
واختار تبون الذي يترشح مستقلا، شعار “من أجل جزائر منتصرة” وأعلنت أحزاب جبهة التحرير الوطني (الحاكم سابقا) والتجمع الوطني الديمقراطي (وطني/ قومي) وجبهة المستقل (وطني/ قومي)، وحركة البناء الوطني (إسلامي)، دعمها له.
فيما اختار المترشح حساني شريف “فرصة” شعارا لحملته الدعائية، أما ممثل جبهة القوى الاشتراكية أوشيش فاستقر على عبارة “رؤية للغد”.
وركز المرشحون الثلاثة خطاباتهم أثناء الحملة الانتخابية على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، متعهدين العمل على تحسين القدرة الشرائية وتنويع الاقتصاد ليصبح أقل ارتهانا بالمحروقات التي تشكل 95 بالمئة من موارد البلاد من العملة الصعبة.
وعلى المستوى الخارجي، ساد الإجماع في مواقف المرشحين الثلاثة إزاء الدفاع عن القضية الفلسطينية، وعن دعم جبهة بوليساريو.
ووعد تبون، مستندا إلى حصيلة اجتماعية واقتصادية محسنة، بزيادات جديدة في الأجور ومعاشات المتقاعدين وتعويضات البطالة وببناء مليوني مسكن، فضلا عن زيادة الاستثمارات لإيجاد 400 ألف فرصة عمل وجعل الجزائر “ثاني اقتصاد في إفريقيا” بعد جنوب إفريقيا.
وتعد هذه ثاني انتخابات رئاسية تتم تحت إشراف كلي لسلطة مستقلة للانتخابات بعد استحقاق 2019، بعدما كانت تحت إشراف وزارة الداخلية وصلاحيات أقل للهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات.