تيكاد: مُتَخفٍّ في زي دبلوماسي.. من يكون المُصارع الذي هاجم ممثل المغرب بطوكيو؟
«الدبلوماسي» الجزائري الذي اعتدى جسديا على مغربي خلال الأعمال التحضيرية لمؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية الإفريقية تيكاد 9، مظهرا مستوى غير مسبوق من العنف والوحشية، ليس سوى عبد النور خليفي، «مدير إفريقيا» في وزارة الخارجية الجزائرية. مع افتقاره إلى الحجج وإدراكه للنهاية الوشيكة لقضية الصحراء المغربية، فإن النظام الجزائري لم تبق لديه سوى البلطجة.
لم يتميز بذكائه وبراعة مهاراته الدبلوماسية أبدا، بل تميز بمهاراته وقدراته في المصارعة التي أظهرها في الجلسة العامة، على مرأى من الجميع. كان ذلك يوم الجمعة 23 غشت، في بداية الأشغال التحضيرية لمؤتمر طوكيو الدولي التاسع للتنمية الإفريقية (تيكاد 9)، وهو موعد هام لتعزيز الشراكة بين اليابان ودول الاتحاد الإفريقي.
فقد حاول سكرتير مغربي بشكل مشروع إزالة لافتة تحمل عبارة «الجمهورية الصحراوية» الوهمية، التي لا مكان لها في هذا الاجتماع الرسمي، إذ لم يكن الكيان الوهمي مدعوا له. هذه اللافتة، التي لا تشبه بأي شكل من الأشكال لافتات الوفود الأخرى، تمت فبركتها على عجل، ثم تم إدخالها سرا ووضعها خلسة من قبل عناصر البوليساريو أنفسهم، الذين وصلوا إلى طوكيو بجوازات سفر دبلوماسية جزائرية. وردا على الفعل المبرر لممثل المغرب في الاجتماع، تدخل مسؤول كبير في وزارة الخارجية الجزائرية لمنعه بالقوة.
دبلوماسية فقدت أعصابها بشكل نهائي
وتظهر الصور رجلا أصلعا، قوي البنية، يهاجم بعنف الدبلوماسي المغربي الشاب من الخلف ويرميه على الأرض. مشهد مخزٍ حقا يؤكد أن الالتحاق بالدبلوماسية الجزائرية يتطلب «مهارات» البلطجي والمصارع أكثر من أي مهارة أخرى.
وبعد إجراء بعض التحقيقات، أصبحنا نعرف المزيد عن هوية المصارع المعني بالأمر. إنه عبد النور خليفي، الذي يشغل منصب «مدير إفريقيا» في وزارة الخارجية الجزائرية. وسارع مستخدمو الإنترنت الجزائريون للكشف عن سيرته الذاتية. منحوه لقب «دكتور في العلاقات الدولية»، لكن لا نعرف بالضبط في أي حلبة تابع «دراساته». هناك شيء واحد مؤكد: إن فن الهجوم الغادر على الدبلوماسي الشاب من الخلف، وليس مواجهته وجها لوجه، لا يوجد بكل تأكيد ضمن مناهج التدريس في معهد العلوم السياسية. كما لا يوجد ضمن مناهجها استخدام العنف الذي أصبح في ما يبدو السمة المميزة للدبلوماسية الجزائرية التي فقدت أعصابها بشكل نهائي.
وعلمنا أيضا أن المدعو عبد النور خليفي قد تم تنصيبه حديثا على منصب كمدير. من الواضح أنه تعيين تغلبت فيه العضلات والدهون على العقل، مما سمح لحارس الحانة سيء السمعة أن يرث هذا المنصب بفضل حركة تغييرات تم إجراؤها في نونبر الماضي داخل الدبلوماسية الجزائرية. وفي السابق، كانت سلمى حدادي، التي أصبحت مديرة عامة للعلاقات المتعددة الأطراف، تتولى رئاسة مديرية «إفريقيا».
من هذا الحادث المؤسف، أول عمل المدير البهلوان الجديد، سنتذكر بشكل خاص أن الأشغال التحضيرية لتيكاد 9 هو أحد الأحداث النادرة التي حاولت فيها «الجمهورية» الشبحية فقط التقاط صور الحضور، باستخدام أكثر طرق الاحتيال وقاحة.
فيديو جديد يظهر بشكل أوضح الطريقة التي استعملها الانفصاليون بدعم من الجزائر. في طوكيو، عندما ضبط متلبسا أثناء جلوسه على طاولة الاجتماعات، دون أن يكون لديه الوقت لوضع لافتته المزيفة، سئل ممثل الميليشيا المسلحة عن الكيان الذي يمثله. همس قائلا: «الجمهورية الصحراوية». ولكن عندما سئل عما إذا كان قد تمت دعوته للأشغال، تراجع بسرعة وهمس قائلا: «سنتحدث عن ذلك لاحقا»، مكرراً العبارة نفسها أمام إصرار محاوره.
كل هذا يعطي صورة سيئة للحدث وللاتحاد الإفريقي. ولم يتوقف الوفد المغربي عن لفت انتباه الرئاسة اليابانية المشتركة إلى مناورات الوفد الجزائري وصنيعته. وعندما انكشفت أساليبهم، فقد الوفد الجزائري مصداقيته ورباطة جأشه، لكن كل ما حدث له مع ذلك ميزة واحدة: لم يعد نظام الجزائر يختبئ من مواجهة المغرب بشأن قضية الصحراء. ومعجمها ومبادئها الزائفة هي جزء من الماضي. العالم كله يرى أن الجارة الشرقية هي التي تُبقي على صراع هي الطرف الرئيسي فيه. وسيحتفظ التاريخ أيضا أن الدبلوماسي-المصارع لا يواجه خصمه وجها لوجه، لأن الخيانة هي صفة من صفات النظام الذي يمثله.
نددت اليابان بحضور الكيان الوهمي خلال الاجتماع، موضحة أنها لا تعترف بجبهة البوليساريو ولا بـ«جمهوريتها» الشبحية. ولكن يبقى أن نرى إلى متى قد يكرر مثل هذا السيناريو نفسه في مؤتمرات تيكاد، على اعبتار أن «الجمهورية» الزائفة ممنوعة من المشاركة في كل اللقاءت الدولية الأخرى التي يكون الاتحاد الإفريقي طرفا فيها.
وهكذا، فإن أيا من الدول والمنظمات التي ترتبط بها إفريقيا باتفاقيات شراكة لا تعترف بالوهم الانفصالي. وهذا هو الحال بالنسبة للاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وأمريكا الجنوبية. كما هو الحال كذلك بالنسبة لدول مثل تركيا والهند وكوريا الجنوبية والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة. كل هذه الدول تمنع الكيان الوهمي من حضور اجتماعاتها مع الدول الإفريقية ولا تسمح للجزائريين بإدخاله في حقائبهم.
أما تعيين مصارع على رأس قسم ‘فريقيا بوزارة الخارجية الجزائرية، فإنما يعبر عن درجة يأس الطغمة العسكرية. مع افتقاره إلى الحجج وإدراكه للنهاية الوشيكة لقضية الصحراء المغربية، فإن النظام الجزائري لم يبق لديه سوى البلطجة.