وهبي وزير العدل والعلاقات الجنسية الرضائية يأمر بإحضار الشيطان إلى المحكمة
وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي صاحب مفرقعات إعلامية، ما أن يكتشف أن مفعول مفرقعة ما قد خفت أو زال نهائيا بفعل توالي الأسابيع والشهور، حتى يرمي بأخرى في وجه الناس، غير عابئ بردود الفعل المعترضة أو الناقمة، لدرجة أن الكثيرين يرون أن المكان الأنسب لمعاليه هو العودة إلى مكتبه كمحام، وليس ردهات الوزارة أو قبّة البرلمان أو استوديوهات الإعلام.
هذه الأيام، وبسبب العطلة السياسية الناتجة عن إجازات الوزراء والبرلمانيين، استنتج المغاربة أن أفضل موضوع يصلح للجدل، هو ما صرّح به الوزير وهبي في حوار مصوّر مع موقع «هسبريس» إذ قال إن «وجود رجل وامرأة (من غير المحارم) داخل بيت ليس بجريمة» وذلك في سياق دفاعه عن «العلاقات الرضائية» ومطالبته بتعديل القانون الجنائي.
لكن، لو أن معاليه وقف عند هذا الحد لهان الأمر وانتهى الكلام، غير أن الروح الفكاهية المعتادة لديه غلبت على اللغة الرصينة المطلوبة في شخصية حكومية، فانتقل مباشرة إلى السخرية من حديث نبوي جاء فيه «لا يخلونّ رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان». وتابع قوله: «لحظة وجود رجل وامرأة داخل بيت يُقال إن الشيطان ثالثهما، إذنْ أعطني بطاقة هوية الشيطان!» وأخذته العزة بالإثم فأضاف: «إذا كان الأمر كذلك، فلا بدّ للشيطان أن يحضر كشاهد للمحكمة في هذه الواقعة» ثم علّق قائلا: «هذه ادّعاءات خاوية»!
وهنا لاحت «القشّة التي قصمت ظهر البعير» في تصريحات السيد الوزير، إذ وجد فقهاء في عبارة «ادّعاءات خاوية» استهزاءً بكلام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مثلما علّق الداعية عبد الله نهاري في «فيديو» على قناته الخاصة، ملاحظًا أن تصريحات الوزير لم تُسئ فقط إلى المغاربة الذين يؤكد دستورهم على أن دين الدولة هو الإسلام، وإنما تسيء أيضا إلى ملياري مسلم في مختلف بقاع الكرة الأرضية.
وتوالت الانتقادات من لدن أصحاب قنوات «اليوتيوب» حيث ردّ الداعية الشاب حمزة الخالدي على كلام الوزير عبد اللطيف وهبي، بالقول: «لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان» هو حديث شريف يوجد في منصة محمد السادس الإلكترونية للأحاديث النبوية… ومضى مخاطبًا الوزير انطلاقًا من البيت الشعري: «إن كنتَ لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم… إذا كنت لا تدري بأن هذا حديث، فلتتكلم في ما تحسنه، أو على الأقل كان عليك أن تسأل أهل العلم؛ أما إذا اعتبرت الحديث النبوي المذكور مجرد هراء وادعاءات، فذلك استهزاء برسول الله وجور على الشريعة».
وتعليقًا على قول الوزير الساخر إنّ علينا أن نطلب بطاقة هوية الشيطان ونأمر بإحضاره إلى المحكمة كي يدلي بشهادته في موضوع اختلاء رجل بامرأة لا علاقة شرعية بينهما، قال الداعية الخالدي: «إن شيطان الجن انتهت مهمته حين قاد الرجل والمرأة إلى غرفة مغلقة، وبقي شياطين الإنس» !
أهي تصفية حسابات؟
لم تقتصر «معركة الوزير والشيطان» عند حد تعليقات الدعاة وما رافقها من سجال ديني، بل اتّخذت كذلك طابعا سياسيا، إذ إن حزب «العدالة والتنمية» وجدها فرصة «للثأر» من غريمه الذي يرأس حزب «الأصالة والمعاصرة» وتصفية حسابات معه ناتجة عن ملاسنات سابقة؛ فأصدر بيانا استنكر فيه بـ»أشد العبارات» ما أسماها «الخرجات المستهترة والمستفزة والتي لا تتوقف عند أي حد لوزير العدل، عبد اللطيف وهبي، والتي كان آخرها مواصلة دفاعه عن العلاقات الرضائية (الزنا) واستهزائه بحديث نبوي شريف». ونبّه حزب عبد الإله بن كيران إلى «خطورة مثل هذه التصريحات التي تحتقر وتستهزئ بثوابت ومقدسات الدولة والمجتمع، والتي يُساءَل ويُتابَع حولها مواطنون عاديون بتهمة الإساءة إلى الدين الإسلامي عبر تدوينة أو منشور إلكتروني، بينما يقوم وزير في حكومة المملكة المغربية المسلمة بالاستهزاء بالحديث النبوي الشريف، وتنشر على الملأ كلمته المصورة والمسجلة على نطاق واسع ودون حسيب أو رقيب».
وواصل بيان الحزب المعارض انتقاداته اللاذعة، إلى حد التعبير عن أسفه «للمكانة المتدنية والمنحطة التي وصل إليها منصب وزير العدل، في عهد هذا الوزير وهذه الحكومة، في الوقت الذي كان هذا المنصب المحترم يشغله في السابق كبار رجالات الدولة». كما استغرب البيان «كيف لهذا الوزير أن يستمر في منصبه بالرغم من كل هذه التصريحات والمواقف» التي اعتبر أنها «تمس بثوابت البلاد وبمشاعر المواطنين، وقد أعفي قبله من الوزراء من لم يبلغوا معشار ما اقترفه من تصريحات مستفزة ومواقف غير مسؤولة وقرارات غير محسوبة العواقب».
إنها، إذن، دعوة صريحة لسحب الحقيبة الوزارية من بين يدي عبد اللطيف وهبي، بعدما أمسى ـ على ما يبدو ـ يزاحم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، وكذا الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، محمد يسف، في الإفتاء في أمور الشريعة والدين!
«الهوى سلطان»
وفي «أرض الكنانة» لم تهدأ بعد المعركة الكلامية الدائرة بين الراقصة لوسي وأحد المشايخ الأزهريين، خالد الجندي. انطلقت الحكاية لما سأل صحافي الراقصة المذكورة قائلا: «ألا تعتقدين أن الرقص مخالف للدين والأخلاق؟» فأجابت: «هذا أمر كتبه الله». ومن ثم، تلقّف حضرة الشيخ هذا الجواب، فجعله موضوعا لبرنامجه التلفزيوني، حيث قال: «راقصة تحدثت عن عملها كأن الله اختار لها أن تكون راقصة، كلام غير صحيح، الله لم يجبر المرأة على التمايل أمام الرجال الأجانب عنها. والإسلام لا يعترف بشيء اسمه الرقص والتعري أمام الناس».
لم تتأخر لوسي في الرد، مؤكدة أن مسألة إيمانها لا تعني الشيخ في شيء. ثم هددته بورقتين إذا لم يلتزم الصمت، أولاهما رفع قضائية ضده، والثانية «فضحه» بما قالت إنها تحتفظ به من أمور يشتم فيها الفنانات.
وعاد الشيخ خالد الجندي إلى توجيه «رسالة نارية إلى كل مَن يهدد المشايخ» وفق ما أوردت صحيفة مصرية، واختار للرسالة عنوان «انتو معجونين في الفضائح». لكنه لم يكتف بذلك، بل سارع من خلال برنامجه إلى التوسل للرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل حماية «منظومة الأخلاق» ومواجهة تراجع القيم.
قد يتساءل متسائل: وما دخل السيسي في موضوع هذه «الخناقة»؟ الجواب ما ردّده الشيخ خالد الجندي بعظمة لسانه منذ سنوات في برنامج تلفزيوني: «نحن شيوخ السلطان» وأردف جازما: «ومَن لم يكن له سلطان، فسلطانه هو هواه».
ولعل حضرته وهو يقول هذا الكلام، كان يتذكر أغنية المطرب جورج واسوف: «الهوى سلطان الهوى سلطان… يا عاشقين الهوى سلطان»!