سياسي من أصول مغربية مرشح لمنصب رئيس الوزراء في فرنسا.. من يكون كريم بوعمران؟
بورتري هو حاليًا رئيس بلدية سان دوني، وأحد أبرز الشخصيات السياسية الصاعدة في فرنسا. مسيرته الاستثنائية قد تقوده قريبًا إلى منصب رئيس الوزراء، في صعود سريع يثير الإعجاب في فرنسا وأوروبا وحتى في الولايات المتحدة. لكن من هو كريم بوعمران حقًا، هذا السياسي الفرنسي من أصل مغربي الذي بدأ اسمه يتردد بشكل متزايد في أروقة الإليزي؟
ولد كريم بوعمران عام 1973 لأبوين مغربيين هاجرا إلى فرنسا. بوعمران هو الأصغر في عائلة كان والدها يعمل كعامل بناء. بدأ مسيرته السياسية داخل الحزب الشيوعي الفرنسي حيث نشط لمدة عشرين عامًا قبل أن ينضم إلى الحزب الاشتراكي.
وبعد أن عمل في مجال الأمن السيبراني في وادي السيليكون بالولايات المتحدة، عاد إلى فرنسا ليصبح رئيس بلدية سانت اوين في عام 2020، المدينة التي نشأ فيها، بينما أسس شركته الخاصة.
تميز بوعمران بشكل خاص خلال الألعاب الأولمبية في باريس، حيث جعل من سان دوني المدينة المضيفة للرياضيين البرازيليين، كما أشار في تقرير نشرته «مجلة لو فيغارو». وذكرت المجلة أنه « يتبنى القيم اليسارية دون أن يخجل من الدفاع عن مبادئ مثل السلطة والأمن والوطنية ».
بعد حصوله على درجة الماجستير في الاقتصاد والقانون الأوروبي، تولى بوعمران منصبًا قياديًا في شركة للأمن السيبراني في بدايات الإنترنت. من خلال هذه التجربة، تمكن من السفر، خاصة إلى الولايات المتحدة، حيث طوّر لغته الإنجليزية وعمّق احترامه للنظام الاجتماعي الفرنسي.
في عام 1995، تم انتخابه لأول مرة في المجلس البلدي لمدينة سان دوني، وانضم بعد ذلك إلى الحزب الاشتراكي حيث أصبح المتحدث الرسمي باسمه.
« أوباما نهر السين »
وصفته صحيفة « دي فيلت » الألمانية بأنه « أوباما نهر السين »، مشيرة إلى أن « الفائز الكبير في هذه الألعاب الأولمبية، الحائز على الميدالية الذهبية السياسية، هو كريم بوعمران. نشأ في سان دوني… وغادر لاكتشاف العالم وعمل في مجال الأمن السيبراني. عند عودته، انخرط في السياسة المحلية. وعندما يُسأل لماذا يرتدي دائمًا بدلة ثلاثية، يجيب بأنه يرتديها ‘احترامًا للناس ».
وقال جاسبار غانتزر، المستشار السابق في عهد الرئيس فرانسوا هولاند، على منصة X (تويتر سابقًا)، إن « بوعمران لديه بالتأكيد المؤهلات للترشح للإليزيه »، تعليقًا على صورة بوعمران في الصحيفة الألمانية.
من جهته، أشار مصدر مقرب من الرئيس إيمانويل ماكرون، في تصريح نقلته صحيفة « لوبينيون »، إلى أن بوعمران يمكن أن يكون مرشحًا مناسبًا لمنصب رئيس الوزراء، « بوعمران يمكن أن يكون أحد الخيارات لمنصب رئيس الوزراء المستقبلي، فهو سياسي محلي محترم داخل الحزب الاشتراكي، ويمكنه التحدث مع اليمين. »
حتى في الولايات المتحدة، وصلت شهرته إلى هناك. لم تبخل صحيفة « نيويورك تايمز » بالثناء عليه في أبريل الماضي، قائلة: « ابن عامل مغربي أمي جاء إلى باريس للعمل في مواقع البناء لدعم إخوته وأخواته الذين بقوا في المغرب، السيد بوعمران يدرك تمامًا قوة صورته. »
دعم كبير
وفي تقرير آخر، أشارت صحيفة « لوموند » إلى أن بوعمران « يحظى بدعم قوي من شخصيات مثل الوزير السابق جان لويس بورلو، الذي يرى في السر أن بوعمران قد يصل إلى الإليزيه، ومن المصرفي ماثيو بيغاس، الذي يشيد بقدرته على التوصل إلى حلول وسط وتحويل مدينته إلى مكان أكثر هدوءً وجاذبية. كما يتمتع بعلاقات ممتازة مع الوزير السابق كليمان بون، الذي يدعم أيضًا تشكيل ائتلاف في الجمعية الوطنية. »
كل هذه الاهتمامات لفتت أخيرًا انتباه الإليزيه، حيث يعتبرون أن بوعمران يمتلك ملفًا مثيرًا للاهتمام. في لعبة التوقعات لمنصب رئيس الوزراء، اسمه هو من بين الأسماء الأكثر تداولًا في الوقت الحالي. يذكر البعض في معسكر الرئيس أن الأخير دائمًا ما أحب المفاجآت: بعد تعيين امرأة (إليزابيث بورن)، ثم أصغر رئيس وزراء في الجمهورية الخامسة (غابرييل أتال)، فإن ترقية ابن عامل مغربي ساهم في نجاح الألعاب الأولمبية ستدخل التاريخ على الفور.
يعد كريم بوعمران رمزًا سياسيا ديناميكيا ومحترما، وقد تقوده مسيرته الرائعة إلى تحمل مسؤوليات عليا في فرنسا، وربما يصل إلى منصب رئيس الوزراء في المستقبل القريب، بل وربما أكثر من ذلك.