إن المتتبع للقنوات الإخبارية المغربية وكذا الجرائد الوطنية سيتضح له وضوح الشمس أن المغرب الحبيب أصبح يعاني مرضا أخلاقيا مزمنا، والذي بدأ يستشري في جسد الشعب المغربي إلا من رحم ربك، هذا الفساد الأخلاقي انتشر في صفوف شبابنا وشاباتنا وذلك تحت مبرر الحرية الشخصية وحرية التعبير وهلم جرا من المصطلحات التي تستعمل دائما في غير محلها في مجتمعات إسلامية صرفة، قانونها الأسمى هو القرآن و زعيمها الروحي محمد صلى الله عليه وسلم، وأول من برر الفساد الأخلاقي بحرية التعبير في المغرب، وزير العدل ، هذا العلامة أكد بكل (أريحية ) على أن المجتمع المغربي قد بلغ درجة مثلى من النضج والتي تفرض علينا نحن أفراد هذا المجتمع إعطاء الضوء الأخضر لفلذات أكبادنا من أجل أن يمارسوا الجنس خارج مؤسسة الزواج، ضاربين بذلك عرض الحائط كل ما جاء به الله عز وجل من قواعد وأحكام، ولقد أكد صاحبنا عيانا بيانا بأنه يرضى لأمه وأخته وابنته وخالته وعشيرته التي تؤويه ممارسة الحب مع من يعشقن بكل حرية ودون حسيب أو رقيب.
كل هذه الغوغاء والبهرجة الإعلامية ركزت تركيزا كبيرا على مفهوم الحرية الجنسيةّ، وذلك بهدف الضغط على وزارة العدل من اجل إلغاء الفصل 490 والذي يجرم كل علاقة غير شرعية بين رجل وامرأة ونسوا أن القران منذ 1400 سنة قد حرم هذه العلاقات غير الشرعية قبل الفصل 490 وقبل ظهور الدولة العلوية إلى الوجود أصلا، مصداقا لقوله تعالى “الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ” سورة النور الآية 2.
لذا فالرسالة التي أود إيصالها هو أن الأمة الإسلامية عامة والشعب المغربي خصوصا، قد تناسوا وتغافلوا عن ماجاء به العلي القدير ولم يطبقوا حدود الله في الأرض وكل مجتمع تعد حدود الله فسيعرف انتشار ظواهر لا أخلاقية لا تمت للإسلام بصلة كــ: ( الشذوذ الجنسي، والاغتصاب، زنا المحارم ، قتل الأصول والفروع، البوانتاج، السكر العلني،السرقة، الرشوة، التمايز الطبقي،الانقسامات الطائفية، القتل باسم الدين ،وهلم جرا…. وغدا او بعد غد سنرى ممارسة الجنس ( بالعلالي) في الدوزيم وهذا ليس بالأمر المستحيل.
قد خدعونا حتما فقالوا بأن الربيع العربي غير مجرى تاريخ الأنظمة العربية وان المياه ستعود إلى مجاريها كما كانت في عهد أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز… إلا انه قد حدث العكس ففي الآونة الأخيرة عانت المملكة المغربية من أزمات على عدة مستويات ( السياسي – الاقتصادي – الاجتماعي – الأخلاقي ) حيث تبوأنا المراتب الأولى في انتاج ( البيرة – الماحية – الفودكا – الروج …) و حصلنا على مراتب متأخرة في التعليم والصحة … كل هذه الأمور وغيرها فالله وحده يعلم من المسؤول عنها.
كثيرون من يؤكدون أن ما يعرفه المغرب من تفسخ، سببه الرئيسي الحرب التي يشنها الغرب على الاسلام في شتى البلدان الاسلامية ، لكن المشكل الأساسي و الجوهري في تفسخنا وانحلالنا هو أننا تخلينا عن ديننا وعن منهاج رسولنا وبدأنا نلهث وراء الرقي والتفتح حتى وجدنا أنفسنا كالغراب تماما نسينا تعاليمنا وهويتنا ولم نصل إلى مستوى التقدم الذي وصل إليه طواويس ( جمع طاووس ) العالم .
ومن هذا المنبر أؤكد لكم يا من تتبجحون بالانفتاح وتدعون إلى التحرر والتبرج والعري… ويا من تتضامنون مع التفسخ والانحلال وتنسون الفقراء والمرضى والمتخلى عنهم وضحايا الحروب… تأكيدا لا يقبل الشك ولا النقد، هو أن الله عز وجل قد وضع لنا دستورا أفضل من دساتيركم الوضعية الزئبقية و منهاجا أفضل من منهاجكم، إنه القران الكريم كما أرسل إلينا رسولا نِعم القدوة ونِعم الأستاذ والذي هو أفضل من فلاسفتكم وأشباه علمائكم، إنه محمد صلى الله عليه وسلم سيد الخلق أجمعين.
إن دراسة وتحليل الثورات العربية تكشف عن العديد من الإشكالات التي باتت اليوم تمثل مصدر تهديد لأمن واستقرار هذه المجتمعات، وقد شملت هذه الإشكالات عدة مجالات حيوية تجلت في المجال الفكري والأخلاقي والديني والاقتصادي. بالنسبة للمجال الفكري، يَكمُن الإشكال في تهميش دور المثقف من الجهة وعزوف بعض المثقفين عن الدفاع على القضايا الوطنية ،كتوعية مختلف الشرائح الاجتماعية لغاية تدعيم الوعي الجماعي وتجنب كل مظهر من مظاهر الانقسام والصراع الاجتماعي.
من جهة أخرى، كما نلاحظ وجود تشويه لدور المثقف وذلك برز أساسا من خلال تواطؤ عدد غير ضئيل من المثقفين مع أحزاب سياسية، لغاية تحقيق مصالحهم الشخصية من خلال تكريس خطابات سياسية تقوم على المغالطات، الهدف منها التأثير في وعي المجتمع لتدعيم قواعدهم الشعبية.
أما بالنسبة للمجال الأخلاقي فإن الإشكال يعود بالأساس لانتشار مختلف أشكال الانحلال الأخلاقي، وتتمثل مظاهر الانحلال في ارتفاع نسبة الجريمة كالاغتصاب والسرقة والقتل، إلى جانب غياب الاحترام بين مختلف الأشخاص الذي تجلى من خلال تعدد حالات العنف والعداء بين الأفراد، وهو ما مهد لتفشي مظاهر الانقسام والصراع داخل المجتمع.
|
كما تعد ممارسة الحريات بطريقة عشوائية سببا رئيسيا لانبثاق ظاهرة الانحلال الأخلاقي، ولعل الدافع الأساسي يَكمُن في حالة الكبت المجحف التي عايشتها المجتمعات العربية طيلة حقبات زمنية من القهر والاستبداد، إلا أن هذا لا يدفع بالشخص بان يطلق العنان لغرائزه فيتحول بذلك لكائن حيواني تدفعه غريزته للاعتداء على غيره لغاية تحقيق أهدافه بغض النظر عن الأضرار التي سببها.
المصيبة الأكبر أن المدرسة الأولى والحاضن الأول للفرد عرفت تحطيم و تفكيك لها ألاوهي العائلة، فقد أصبحت في وقتنا الحالي فاقدة لكل أهلية ورمزية. صورة سيئة الإخراج للأسرة داخل المجتمع، تفكك مادي ومعنوي ساهمت فيه بصفة كبيرة التكنولوجيات الحديثة. كما شهدنا تحطم لصورة الأب التاريخية، فلم يعد الأب الشخص القوي والملهم لصغاره، بل قل احترامهم له وأصبح الأبناء خارج السيطرة الأبوية ليكون الشارع هو الحاضن والمربي وتكون دروس الرذيلة، الغش والانتهازية أولى الدروس التي يتلقاها الفرد لنحصل على نتيجة وخيمة وكارثية ويتحول قانون الغابة هو السائد، البقاء للأقوى وأي قوة، قوة تحطيم الأفضل، قوة تمجيد السارق والفاسد على حساب المتفوق والمثقف الذي أصبح بلا قيمة ولم يعد يحمل صفة النبوة. إنما الأمم أخلاق، إن ذهبت ذهبوا، يوم بعد يوم يزداد الوضع قتامة وبشاعة،وأصبحنا نعرف انقلاب قيمي وأخلاقي ساهم تدهور التعليم مساهمة فعالة للحالة الاجتماعية، بالإضافة لابتعاد الفرد عن المصادر التي تدعوه إلى الاستقامة وتحدد له سبل الرقي الفكري والأخلاقي. لكن للأسف كان للعولمة دور بارز في تحطيم الدينوالفكر الفلسفي لصالح مناهج جديدة أصبحت تخاطب غريزة الفرد.
قوس قزح
يعيشون بيننا ونتقاسم معهم سمات وصفات عديدة، غير أنهم يختلفون عنا في غرائزهم وميولهم الجنسية، هم أقلية تتكاثر سرا وعلانية، ويتغنون بشعار الحريات الفردية تحت ألوان قوس قزح.
فطرة.. حملة بلونين
غير آبهة بالفطرة الإنسانية السليمة، تجند الحركات الداعمة للمثليين النفوذ والمال ومختلف وسائل الإعلام في حملات تبشير بالشذوذ الجنسي في صفوف الأطفال والمراهقين من أجل التطبيع مع هذه الرذيلة، التي تستقبحها النفوس وتشمئز من قذارتها الأذواق الرفيعة، وتمجها العقول المنيرة.
وسط زخم الحملات الدعائية الداعمة للمثلية الجنسية، برزت حملة “فطرة” الرقمية من مغاربة احتكروا العالم الافتراضي ليضعوا على المثلية بطريقة غير مباشرة ، بالإغراء و التحرش على المباشر مع غموض قانوني و تجاوب شعبي بالمتابعة .
ويراهن الواقفون وراء هذه الحملة على تشجيع الأجيال الناشئة على التطبيع مع المثلية الجنسية، التي باتت إيديولوجيا عابرة للحدود مدعومة من دول وشركات عالمية.
علم الاجتماع والمثلية الجنسية
أبرز الثحفي بوشعيب البازي أن “الشذوذ الجنسي يتمثل في مفارقة النفس لفطرتها الإنسانية، حيث تنجذب فيها الرغبة الجنسية بين مثليين متشابهين، لذلك بدأت تحل عبارة المثلية الجنسية محل الشذوذ الجنسي ومجامعة على خلاف الطبيعة”.
وقال الأستاذ البازي إن “الشذوذ الجنسي ظاهرة موجودة بدرجات متفاوتة في أوساط كل المجتمعات”، مؤكدا أن المجتمع المغربي ليس في منأى عن هذه الظاهرة، بل تتخفى بين ظواهره العلنية لرفض الثقافة والدين لها، مشددا على أنها ليست ظاهرة جديدة أو دخيلة، فهي معروفة التواجد في التاريخ.
وأضاف أن “الظاهرة تلقى رواجا بين مجموعة من الاشخاص، كما عرفت مجموعة من المدن بانتشار الشذوذ الجنسي بين مجتمع الذكور ومجتمع الإناث ، وتحمل الظاهرة عدة مسميات نسجت بخصوصها قصص ونكت ومستملحات، ولا زال الناس يتسلون بها إلى يومنا هذا”.
شجب في العلن وانغماس في السر
واستحضر الأستاذ البازي عدم استقلالية تمثلات المجتمع المغربي في مثل هذه الظواهر، على اعتبار أن البعض منه منغمس في الظاهرة في الخفاء ويلعنها في العلن،موردا أن “الشذوذ الجنسي بدأ يخرج شيئا فشيئا إلى العلن ليصبح فعلا منظما داخل مؤسسات المجتمع المدني”.
فقد يراه البعض، يضيف الأكاديمي المغربي، ظاهرة مرفوضة لأنها تخالف تعاليم الدين والفطرة الطبيعية الإنسانية، كما قد يراه البعض الآخر حرية فردية تدخل في إطار العلاقات الرضائية وتمارس في الخفاء ما دامت لا تخدش مشاعر الرافضين لها.
وتساءل المتحدث: “ما هو مآل الشذوذ الجنسي في ظل التغيرات المجتمعية؟ وهل يصبح قضية رأي عام كالإجهاض أو الإرث ويتقبله المجتمع المغربي مستقبلا كما تقبل ظواهر كان مسكوتا عنها إلى عهد قريب على غرار التدخين بنون النسوة والأمهات العازبات و الانتحار؟
الرقص بالتشيخ.
الرقص وما أدراك ما الرقص إنه الانحلال الأخلاقي في أبها صوره لقد انحرفت نسائنا وبعض رجالنا إلى الهاوية فما ” بنجه “و “كاله” إلا حركات غريبة شيطانية وكلمات رديئة لامثيل لها أخلاقيا في عصرنا هذا مالرقص إلا “فرصة للترويح عن الذات والمحاسن“ومن المعلوم ان تلوي المرأة لجسدها يثير غرائز الرجال ويقع المحظور…،قد صاد الشيطان بشراكه بعض الرجال والنساء فصاروا يرقصون بعد أن زيَّن لهم الشيطان ذلك قال العلامة ابن القيم رحمه الله: حركة الرقص سببها استخفاف الشيطان لأحدهم وركوبه على كتفيه ودقُّه برجليه على صدره وكلما دقَّه برجليه ورقص على صدره رقص هو كرقص الشيطان عليه ، وهذا إن دل على شيء فهو العهر الفني اللاخلاقي.