حملة مضللة تستهدف المغرب .. وهذه حقيقة تكريم قائد سلاح الجو الإسرائيلي
البراق شادي عبد السلام
حملة إعلامية مُضللة تلك التي يتعرض لها المغرب، إثر إقدام عدد من الإعلاميين العرب والحسابات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي على إعادة نشر صورة لزيارة سابقة أجراها الميجر جنرال تومر بار، قائد سلاح الجو الإسرائيلي، إلى المملكة المغربية في فبراير 2023 (قبل حرب 7 أكتوبر)، وتقديمها على أنها صورة حديثة تتعلق بزيارة تمت خلال الحرب، ومرفقة بتعاليق تألب ضد للمغرب وتشكك في حقيقة مواقفه تجاه القضية الفلسطينية.
وفي مقدمة المروجين لهذه الصورة المضللة “جمال ريان”، إعلامي ومذيع أخبار فلسطيني بشبكة الجزيرة القطرية، الذي نشر الصورة أمس الأحد على حسابه على موقع “إكس”، مرفقة بالتعليق التالي: “مجرم الحرب هذا، قائد سلاح الجو الإسرائيلي الذي نفذ أوامر مجرم الحرب نتنياهو بقصف المدنيين الأبرياء في غزة..بربكم..لماذا يتم تكريمه في دولة عربية”؛ فيما نبهه عدد من المعلقين إلى أن الصورة قديمة ومضللة، متهمين إياه بمحاولة إثارة الرأي العام.
كما تم تداول الصورة بعد ذلك على نطاق واسع من طرف إعلاميين لبنانيين ويمنيين دون التأكد من تاريخها، وهو ما علق عليه البراق شادي عبد السلام، خبير دولي في إدارة الأزمات وتحليل الصراع وتدبير المخاطر ، بالقول إن “إعادة ترويج صورة لها سياقها السياسي والزمني الخاص في هذا الظرف الإقليمي الحرج هو استهداف للدور المغربي المتقدم في الملف الفلسطيني، الذي ترجمته مواقف الملك محمد السادس الصادقة والصارمة تجاه الجرائم التي تستهدف المدنيين العزل والمستشفيات ودور العبادة في هذه الحرب المجنونة”.
وأضاف البراق أن “هذا الموقف الثابت رسالة إلى الداخل والخارج بأن المغرب ينتهج دبلوماسية الوضوح والشفافية والدفاع عن المصالح القومية العليا وفق مبدأ احترام حقوق الآخرين، وهو موقف ينزع صفة الأصل التجاري لبعض التنظيمات والجماعات والأحزاب التي جعلت من القضية الفلسطينية أصل تجاريا لاستخدامه وقت الحاجة، لخدمة مصالح سياسوية وانتخابية ضيقة، وينطلق من الشعور الجماعي للشعب المغربي الأصيل والعريق الملتف بكل ثقة حول قيادته وقراراتها ومواقفها”.
وسجل المتحدث ذاته أن “العديد من المؤشرات تدل على رغبة أطراف إقليمية في استخدام الأبواق المأجورة وتجار الدم الفلسطيني المسفوك في غزة للإضرار بالدور المغربي الراسخ والقوي في الملف الفلسطيني، ومحاصرة خارطة الطريق من ثلاث مسارات التي اقترحها الملك محمد السادس في خطاب عيد العرش لإسكات البنادق وإطلاق حوار سياسي يفضي إلى سلام دائم في المنطقة”.
وبين المصرح لهسبريس أن “التحريض على المملكة المغربية ومؤسساتها السيادية باستخدام صحافيين يشتغلون لحساب منصات إعلامية كبرى لديها مئات الملايين من المتابعين، ومجموعة من الأقلام المأجورة، هو جزء من عملية كبرى لشيطنة المغرب وتقزيم دوره الإقليمي المتصاعد، إذ تقوم بها جهات معادية بالاعتماد على التضليل ونشر الأخبار المفبركة وترويج الأكاذيب وتدليس الأراجيف، باستخدام ميكانيزمات الجيل الرابع من الحروب لتبخيس مواقف المملكة المغربية ونسف مبادراتها البناءة من أجل دعم جهود السلام في المنطقة”.
وشدد الخبير نفسه على أنه “من المهم التأكيد على نقطة محورية جدا، وهي الفشل الذريع الذي منيت به هذه العملية التي دُبرت في الغرف المظلمة لأجهزة مخابرات معادية، من خلال العمل بدقة متناهية على دق إسفين لزعزعة الثقة اللامتناهية بين المؤسسات الإستراتيجية للوطن والشعب المغربي، بإعادة ترويج صورة قديمة لها سياقها الزمني والسياسي الخاص في منصات إعلامية ووجوه إعلامية لها ملايين المتابعين في المغرب، حيث كانت أغلب التعليقات تسير في اتجاه واحد هو دعم المؤسسات الإستراتيجية والاصطفاف خلفها”.