مغاربة العالم يراقبون بقلق أعمال الشغب ببريطانيا
تراقب الجالية المغربية المسلمة ببريطانيا أعمال الشغب التي تقودها جهات من اليمين المتطرف ضد المهاجرين، خاصة المسلمين، بعد حادثة طعن راح ضحيتها ثلاث فتيات، حولتها مواقع التواصل الاجتماعي ومعلومات مزيفة إلى “وقود للعنصرية”.
قالت وسائل إعلام بريطانية إن “المشتبه فيه بحادثة الطعن هو قاصر من مدينة كارديف؛ غير أن مواقع التواصل الاجتماعي زعمت أنه لاجئ مسلم، جاء إلى المملكة المتحدة عبر قارب غير شرعي”.
وفق شبكة “بي بي سي”، فإن “أعمال الشغب شملت مدن مانشستر وليفربول ولندن وهارتبول وبلاكبول وهال وستوك وليدز ونوتنغهام وغيرها من المدن، بما يشمل أيضا بلفاست بإيرلندا الشمالية، والتي مست المسلمين وطالبي اللجوء”.
ومشاعر تراوحت بين الخوف والترقب، تابع أفراد من مغاربة بريطانيا الأحداث الحاصلة بشوارع المملكة المتحدة.
وفي هذا الصدد، قالت نادية لبهيري، وهي مغربية ترتدي الحجاب ومقيمة بالعاصمة لندن: “ينتابني الخوف من الأحداث الحاصلة، وهي مظاهر لم نعشها من قبل”.
وأضافت لبهيري، في تصريح لهسبريس، أن عائلتها، التي تضم ثلاث فتيات واحدة منهن ترتدي الحجاب، تتخوف من الأمر، موضحة أنها “شخصيا خائفة من الذهاب لقضاء عملها اليومي بسبب العنصرية التي اجتاحت الشوارع وأصبحت تتربص بغير البريطانيين الأصليين”.
وفق شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، فإن “نوابا يفكرون في توفير خاصية العمل عن بُعد بسبب أعمال الشغب التي لا تزال مستمرة”، مؤكدة أن “بعض النساء المحجبات تم توجيههن للعمل عن بُعد”.
ويشن القضاء البريطاني حملة واسعة ضد مثيري الشغب بتوزيع عقوبات سجنية بتهم إثارة الشغب والاعتداء والحرق العمد، وسط حديث الإعلام البريطاني عن إمكانية متابعة المتبقين بتهم “الإرهاب”.
وقالت سعاد الطالسي، مغربية مقيمة ببريطانيا لأزيد من خمسين سنة وتقود مركز الحسنية للمرأة المغربية، إن “الجالية المغربية المسلمة لم يمسها أي ضرر، إلى حدود الساعة؛ لكنها تشعر بالخوف”.
وأضافت الطالسي، التي تخوض في هذه الأثناء معركة الدفاع عن المرأة المسلمة، أن المتضرر الأكبر هو الجالية الباكستانية والهندية في الشمال. أما المغاربة يوجدون بكثرة في العاصمة لندن، مستدركة بأن “هذا الأمر لا يجعلهم غير متخوفين؛ بل العكس هم يتوجسون الأمر”.
وتابعت المغربية ذاتها، في هسبريس، أن “نقاش الهجرة أثر على البريطانيين غير المثقفين، وفي الشارع ما يحدث هو نتيجة فقط لتشعب في السياسة البريطانية أخيرا”، لافتة الانتباه إلى أن “العنصرية اشتدت على المهاجرين المسلمين وطالبي اللجوء، وجلهم من بينهم المغاربة يحسون بالخوف”.
وشددت المتحدثة عينها على أن “الحكومة البريطانية الحالية جدية في التعامل مع هذا الأمر، والمحاكم صارمة، والشرطة تقوم بعملها؛ وبالتالي هناك أمل في نهاية هذا الوضع قريبا””.
ونقلت صحيفة “ذا غارديان” قول كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، بأن “المجتمع سيكون آمنا، وذلك بعد ترؤس اجتماع طارئ حول الأمر”، مؤكدة أن “الاعتقالات وصلت أول أمس الثلاثاء إلى 400 فرد”.
من جهته، قال علي بحيجوب، وهو إعلامي مغربي مقيم ببريطانيا، إن “الجالية المغربية غير متأثرة من هذا الوضع، خاصة أنها ترتكز في العاصمة لندن”، واستدرك في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية قائلا: “لكنها تتابع عن كثب التطورات”.
وأضاف الإعلامي المغربي المقيم ببريطانيا أن المناطق التي شهدت الشغب، مثل ليفربول ومانشستر، لم تشهد المساس بأي مغربي إلى حدود اللحظة، والجالية في الأصل “بعيدة عن هذا الأمر”.
وأشار المتحدث عينه إلى أن ” السلطات البريطانية تحارب ما يجري، خاصة عبر القضاء الذي يقيم الجلسات على مدار الساعة، وهناك توجه لمحاكمة المتورطين بتهم الإرهاب”.