التعاون الأمني أساس مهم في تطور العلاقات بين إسبانيا والمغرب

ماموني

ارتياح للمستوى الذي بلغته العلاقات الثنائية

يعتبر التعاون الأمني بين الرباط ومدريد أساسا مهما في العلاقات المغربية الإسبانية، وتتصدر الهجرة غير النظامية ومحاربة الإجرام الدولي والإرهاب عناصر التعاون بين البلدين، حيث وصف مدير مركز الاستخبارات الإسبانية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة مانويل نافاريتي التعاون بين إسبانيا والمغرب في المجال الأمني بـ”الجيد للغاية”.

وبمناسبة الذكرى العاشرة لإنشاء مركز الاستخبارات الإسبانية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، أكد مانويل نافاريتي أن التعاون بين الشرطة والحرس المدني وقوات الأمن الإسبانية بشكل عام ونظيرتها المغربية جيد للغاية ومطرد، مشددا على أهمية التعاون بين البلدين في التصدي للتهديدات المشتركة.

وأوضح المسؤول الإسباني أن “مكافحة الهجرة غير النظامية هي مجال ذو أهمية كبيرة في هذا التعاون الثنائي المطرد، وأن ما يتم القيام به مع المغرب في هذا المجال مهم جدا وينبغي القيام به أيضا مع بلدان أخرى”.

وأكد الخبير الأمني محمد أكضيض، في تصريح لـ”العرب”، أن التعاون الأمني بين المغرب واسبانيا أساسي، خاصة في ما يتعلق بتبادل المعلومات بين استخبارات البلدين، حيث مد الجهاز الأمني المغربي مخابرات إسبانيا بمعلومات حيوية لدحر الجماعات المتطرفة وخلايا الإرهاب التي تنشط فوق أراضيها وكذا في مواجهة الهجرة غير الشرعية، والتي تشكل قيمة مضافة وتجديدا للثقة في إطار التعاون والعمل الأمني بين البلدين.

 

♦ إجماع الخبراء على أهمية التعاون بين المغرب وإسبانيا في التصدي للتهديدات المشتركة

وترتبط الرباط ومدريد بعلاقات تعاون أمني أثبتت فعاليتها ونجاعتها، حيث بلغ التعاون الأمني بين البلدين مستويات مهمة تتصدر فيه الهجرة غير النظامية ومحاربة الإجرام الدولي والإرهاب عناصر قوية وأساسية، وقدمت الأجهزة الأمنية في إسبانيا والمغرب دليلا على ذلك من خلال العمليات المشتركة التي نفذتها مؤخرا ضد شبكات الاتجار بالمخدرات والهجرة غير النظامية على وجه الخصوص.

وأكد محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أن الحوار الدائم بين المسؤولين في البلدين يثبت أهمية العلاقات ذات الطابع الإستراتيجي، كون البلدين يواجهان تحديات مشتركة تعزز العلاقات وينمو في إطارها الترابط الإستراتيجي متعدد الأبعاد، مشيرا إلى أن إسبانيا تدرك الدور الأساسي للمغرب في منظومة الأمن الإقليمي، باعتباره ليس فقط متلقيا أمنيا يتفاعل مع الخطط الأمنية في المنطقة، بل هو مزود أمني يزود المنطقة بالتدابير الأمنية الاستباقية.

وتحدث رئيس مركز أطلس لتحليل السياسات، في تصريح لـه، عن النتائج الملموسة التي أحرزتها العلاقات المغربية – الإسبانية منذ اللقاء الذي جمع العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في أبريل 2022، لافتا إلى أن تبادل زيارات الوفود بين البلدين واتساع نطاق التعاون الثنائي إلى ما هو أمني وقضائي، يمثل جزءا من الحصيلة الإيجابية لهذه المرحلة وهو تأكيد على الأدوار الرئيسية للبلدين في الفضاءين المتوسطي والأطلسي.

وشكّلت اللقاءات الدورية بين المسؤولين المغاربة والإسبان فرصة مهمة لاستعراض مستويات وأشكال التعاون الأمني القائم حالياً بين المملكة المغربية ونظيرتها الإسبانية، وكذلك الآليات الكفيلة بتطوير وتمتين هذا التعاون ليكون في مستوى الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، وفي مستوى الجاهزية والفاعلية التي تتطلبها موجبات حماية الأمن المشترك في ظل التحديات الأمنية المتنامية والمستجدة على الصعيدين الدولي والإقليمي.

وفي يناير الماضي اتفق وزير الداخلية المغربي عبدالوافي لفتيت ونظيره الإسباني فيرناندو غراندي مارلاسكا، بالرباط، على ضرورة تثمين الديناميكية الإيجابية والملتزمة التي تعرفها العلاقات بين المغرب وإسبانيا من أجل الارتقاء بنموذج شراكتهما الاستثنائية والنموذجية على أكثر من صعيد، والتي تعد مرجعا للتعاون الثنائي. وذكّر وزير الداخلية المغربي “بمساهمة المغرب والجهود التي يبذلها في مجال محاربة الإرهاب، ومراقبة الحدود والتصدي لجميع أشكال الإجرام العابرة للحدود، مما يؤكد الالتزام الثابت للمملكة من أجل الأمن الإقليمي”.

◙ إسبانيا تدرك أهمية التعاون مع المغرب الذي يعتمد على إستراتيجية أمنية متعددة الأبعاد في مجال مكافحة التطرف والجريمة الإرهابية

ولتوسيع مجال التعاون في مجال الإجرام الدولي والإرهاب، قام وزير الداخلية الإسباني في حكومة بيدرو سانشيز الثانية فرناندو غراندي مارلاسكا في يناير الماضي بزيارة إلى الرباط. واعتبر مارلاسكا أن التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية والتعاون الأمني، أفضل نموذج للتعاون المعروف بين أوروبا وأفريقيا.

وأكد خالد الشرقاوي السموني، مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والإستراتيجية، في تصريح لـه أن إسبانيا تدرك أهمية التعاون مع المغرب الذي يعتمد على إستراتيجية أمنية متعددة الأبعاد في مجال مكافحة التطرف العنيف والجريمة الإرهابية نظرا لما يشهده العالم من تقدم في مجال التكنولوجيا الحديثة والإعلام الرقمي، وأيضا من مخاطر وتهديدات الجريمة الإلكترونية أو السيبرانية، والتي ساعدت على رصد العديد من الخلايا الإرهابية في إسبانيا كما نتج عن التعاون الأمني الثنائي تفكيك مجموعة من عصابات التهريب الدولي للمخدرات والبشر”.

وفي يوليو الماضي، أشاد الحرس الإسباني بالمساعدة التي قدمتها السلطات المغربية لتفكيك خلية إرهابية تضم تسعة شبان متورطين في نشر محتويات إلكترونية باستخدام الذكاء الاصطناعي، تحرّض على ارتكاب أعمال عنف، مبرزا في بيان، “تعاون المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المغربية، التي أتاح دعمها المستمر والمؤهل إحراز تقدم في التحقيقات، وهذا يسلط الضوء على أهمية التعاون الدولي بين أجهزة مكافحة الإرهاب لتكون قادرة على مواجهة هذا التهديد والتحدي الكبير المتمثل في توقع تحرك الإرهابيين إلى العمل”.

وتأكيدا على فعالية ونجاعة التعاون بين الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية، ذكرت وزارة الداخلية الإسبانية أن سلطات البلدين نفذت، خلال السنة الماضية، 14 عملية مشتركة ضد خلايا إرهابية، أسفرت عن اعتقال 80 شخصا، وإحباط ما يقارب 90 ألف محاولة للهجرة غير النظامية و250 شبكة للاتجار بالبشر.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: