المغرب يحتضن مناورات “الرعد الغامض” بالشراكة مع ألمانيا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة
يستضيف المغرب لأول مرة المناورات العسكرية “الرعد الغامض” بالشراكة مع ألمانيا ومشاركة 300 جنديا من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في الفترة الممتدة بين 5 و16 غشت الجاري، بهدف تحسين القدرات العسكرية للدول المشاركة وتعزيز التعاون والتفاهم والتنسيق فيما بين جيوشها النظامية لمواجهة التحديات المشتركة.
وأكّد العقيد باتريك موفيت، قائد فرقة العمل متعدد المجالات الثانية، في بيان للقيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا وأوروبا، أن هذا التمرين العسكري سيركز على تمكين القوات المشتركة من حرية العمل في مسرح عمليات القيادة الأوروبية الأميركية.
وأشار إلى أن قوات بلاده “تُواصل هذا العام تعزيز قابلية التشغيل الثنائي مع قوات الحلفاء والشركاء تحت هياكل القيادة المنتشرة عبر أكثر من 3 آلاف كيلومتر من ألمانيا إلى شمال المحيط الأطلسي وإلى المغرب”.
وكانت رومانيا قد احتضنت نسخة العام الماضي من هذه المناورات بمشاركة برلين وبولندا، إضافة إلى حضور مراقبين عسكريين من كل من إيطاليا وجمهورية التشيك.
وتراهن المملكة على تبادل الخبرات والتقنيات المتقدمة في مجال الحرب الإلكترونية والدفاع متعدد الأبعاد، بشكل يعزز قدراتها الدفاعية والتعاون العسكري وتنسيق الجهود بين الدول الشريكة، مما يسهم في استقرار المنطقة.
وتعكس مشاركات القوات المسلحة المغربية في تدريبات عالمية بصفة متواترة، مكانتها كحليف استراتيجي موثوق، إضافة الى أنها دلالة على جاهزيتها مما يخول لها تطوير استراتيجيتها لا سيما على مستوى المعايير الدولية وكسب مكانة هامة في الخريطة العسكرية العالمية، وفق محللين.
واحتضنت مدينة طانطان جنوب المغرب أواخر شهر مايو مناورات “الأسد الإفريقي” لعام 2024، واستمرت 10 أيام بين القوات المسلحة المغربية والجيش الأميركي، بمشاركة 20 دولة، خاصة من حلف شمال الأطلسي (الناتو) و7 آلاف عسكري.
وتعتبر هذه التدريبات السنوية، وهي أكبر تدريبات القيادة الأميركية في أفريقيا، شهادة على الشراكة الأمنية الدائمة بين البلدين. مما يبرز القدرات العسكرية القوية للمغرب، إضافة الى تأكيد التعاون المثبت في مكافحة الإرهاب والموقع الاستراتيجي على طول المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي يجعل من الرباط محورا أساسيا للجهود الأمنية الأميركية في شمال وغرب افريقيا، وفق ما ذكره تقرير لمعهد شيلبي كولوم ديفيس للأمن القومي والسياسة الخارجية التابع لمؤسسة هيريتدج الأميركية.
وقال الباحث في الشؤون والقضايا الاستراتيجية هشام معتضد في تصريحات له، إن “إقامة هذه المناورات في المغرب لأول مرة يعكس التزام البلاد بالشراكات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وحلفائها، وهذا يعزز من مكانته كحليف استراتيجي يعتمد عليه في المبادرات الأمنية الدولية، ويؤكد على استمرارية التعاون الوثيق في المستقبل”.
وأضاف أن “الأمر يتعلق أيضا بمناسبة توفر فرصة لتقييم جاهزية القوات المسلحة المغربية وتطوير استراتيجياتها وتكتيكاتها بما يتماشى مع المعايير الدولية”.
وأكّد الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية محمد شقير أن “المنطقة الأورو إفريقية باتت تشكل للولايات المتحدة منطقة حساسة ينبغي الحفاظ على استقرارها خاصة في ظل تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية وتداعيات التهديدات الناجمة عن عدم الاستقرار في شمال إفريقيا ودول الساحل”.
ويعكس إشراك المغرب في مناورات عسكرية من هذا النوع ثقة القيادة العسكرية الأميركية في قدرة المملكة على تنظيم مناورات عسكرية بشكل محكم، نتيجة خبرتها من توالي تنظيم مناورات الاسد الافريقي سنويا لأكثر من عقدين”.