سفيان رحيمي يخطف الأنظار في أولمبياد باريس
الاقتراب من قمة الأساطير أكبر تحد لأسود الأطلس
واصل سفيان رحيمي لاعب نادي العين الإماراتي كتابة التاريخ بتسجيل هدف خامس مع منتخب المغرب في أولمبياد باريس في مرمى المنتخب الأميركي. وبات المغربي سفيان رحيمي قريبا للغاية من تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق لكرة القدم العربية، عبر تاريخ مشاركاتها في دورات الألعاب الأولمبية. وقاد مهاجم العين الإماراتي منتخب بلاده للتأهل إلى نصف نهائي أولمبياد باريس 2024.
واصل المغربي سفيان رحيمي، نجم العين الإماراتي، تقديم مستويات رائعة في دورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024” ليعزز تواجده في صدارة قائمة هدافي الدورة برصيد 5 أهداف. بهذا الهدف تصدر المهاجم المغربي قائمة هدافي أولمبياد باريس 2024 برصيد (5) أهداف، بفارق هدفين أمام مارسيلو فيرنانديز من باراغواي، علما أن الأخير على موعد مع مواجهة صعبة أمام مصر في ربع النهائي.
واصل رحيمي هز شباك المنافسين بلا هوادة ليحرز هدفا في رباعية ساحقة للمغرب أمام أميركا، بدور الثمانية للأولمبياد، ليتأهل أسود الأطلس إلى نصف النهائي في إنجاز تاريخي. رحيمي الذي سبق أن قاد العين للتتويج بلقب دوري أبطال آسيا، بعدما ساهم في إزاحة منافسين عتاة بالطريق للبطولة، مثل الهلال والنصر السعوديين، ثم يوكوهاما مارينوس الياباني بالنهائي في النسخة التي توج بها هدافا بعد تسجيله 13 هدفا، يواصل عامه المميز على مستوى الأداء والنتائج. وفي حال قُدِّر للنجم المغربي البالغ من العمر 28 عاما، الفوز بلقب هداف أولمبياد باريس 2024، فسيكون أول لاعب عربي على مر التاريخ يتربع على عرش قائمة الهدافين في كرة القدم بالألعاب الأولمبية.
ولم يمر تألق رحيمي سواء مع فريقه، أو منتخب المغرب الأولمبي، مرور الكرام، إذ أن نجم الرجاء البيضاوي السابق بات محل اهتمام أندية أوروبية عدة. المهاجم المغربي كان قبل أسابيع هدفا تعاقديا لأندية سعودية مثل الاتحاد والنصر اللذين يرغب كل منهما في الاستفادة من قدراته الهائلة لتعزيز صفوفه قبل الموسم الجديد. لكن التألق اللافت والبراعة في تحويل الفرص لأهداف، حتى ولو من ركلة جزائية جعلا دائرة الاهتمام برحيمي تتسع لتشمل أندية أوروبية. وبحسب تقارير مغربية، فإن أندية مثل أولمبيك مارسيليا، وشتوتغارت، وفياريال، أبدت اهتماما باللاعب، سعيا لإمكانية التعاقد معه هذا الصيف.
هدف صعب
المهاجم الدولي الذي سجل 5 أهداف في 4 مباريات، بات هدفا صعبا للأندية السعودية، لاسيما وأن العين الإماراتي قد لا يتخلى عنه بسهولة، علما أن صاحب الـ28 عاما يستمر عقده مع الزعيم العيناوي حتى صيف العام المقبل. وتُقدر القيمة السوقية لسفيان بحسب موقع “ترانسفير ماركت” بنحو 8 ملايين يورو، وهو الرقم المرشح للزيادة عقب نهاية مشاركة المغرب في دورة الألعاب الأولمبية الحالية.
وبات نجم أسود الأطلس أكثر لاعبٍ مغربي على مر التاريخ يسجل أهدافا في نسخة واحدة بالأولمبياد، متفوقا على مواطنه أحمد فراس الذي سجل 3 أهداف فقط مع أسود الأطلس في دورة ميونخ 1972. كما تربع مهاجم العين على عرش أكثر اللاعبين العرب والأفارقة تسجيلا للأهداف في دورة واحدة، بوصوله إلى الهدف الخامس، علما أن النيجيري بيتر إتيبو توج هدافا لدورة 2016 في ريو دي جانيرو بتسجيله 4 أهداف فقط.
مع تبقي عام واحد فقط، على عقد اللاعب المغربي مع العين الإماراتي، والذي ينتهي بصورة رسمية في الثلاثين من يونيو للعام المقبل 2025، فإن العديد من الأندية الأوروبية أظهرت اهتمامها بالحصول على خدماته. الهداف المغربي، ربطته شائعات عدة بالانتقال إلى شتوتغارت الألماني وفياريال الإسباني، كما أظهرت أندية سعودية رغبتها في الحصول على خدماته، بانتظار انتهاء منافسات الأولمبياد لرسم ملامح مستقبله بصورة أكثر وضوحا.
◙ تألق رحيمي مع فريقه أو المنتخب لم يمر مرور الكرام، إذ أن نجم الرجاء البيضاوي السابق بات محل اهتمام أندية أوروبية
علق المغربي أشرف حكيمي، نجم باريس سان جرمان، على إنجاز بلاده التاريخي في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية “باريس 2024”. وقال خلال تصريحات تلفزيونية “كان شيئا مذهلا أن نلعب في حديقة الأمراء. لقد غطى الجمهور المغربي المدرجات باللون الأحمر، وقد شعرت بشيء مغاير تماما لتلك التي عشتها مع النادي، فرحة المغاربة انعكست علينا ومنحتنا الحافز لننجز المهمة بذلك التوفيق”.
وأضاف حكيمي “سعدت كثيرا بالهدف والأكثر كانت سعادتي بالتأهل، وأرى أن هذا المنتخب قادر على كتابة التاريخ بميدالية أولمبية غير مسبوقة”. وتابع “قدمنا مباراة مثالية، وكنا الطرف الأفضل، اعتذرت لعدد من لاعبي أميركا بعد مغادرتهم بالحزن، هذا هو واقع الكرة، لابد من منتصر وآخر خاسر، لم نحقق شيئا بعد، وعلينا أن نواصل بنفس التواضع والإصرار”. وكتب حكيمي، عبر حسابه الرسمي على موقع “إكس” “فخور لأنني مغربي، شكرا باريس”.
وتعرف المنتخب المغربي على خصمه المقبل في نصف نهائي دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024. وسبق للمغرب أن واجه منتخب إسبانيا في مونديالين تواليا في روسيا بختام دور المجموعات وانتهت المباراة بالتعادل 2-2، وفي ثمن نهائي مونديال قطر وعبر المغرب بركلات الترجيح بعد إطاحته برجال لويس إنريكي. ويشترك المغرب وإسبانيا في تنظيم مشترك لكأس العالم 2030 مع البرتغال. الجدير بالذكر أن منتخب إسبانيا خسر صدارة المجموعة الثالثة لصالح مصر في ختام الدور الأول بعد الخسارة من الفراعنة 2-1، ثم فاز لاروخا 3-0 على اليابان اليوم في ربع النهائي.
أثنى طارق السكتيوي مدرب المنتخب الأوليمبي المغربي كثيرا على أداء لاعبيه بعد الإطاحة بالمنتخب الأميركي والتأهل التاريخي لنصف نهائي أولمبياد باريس. وقال السكتيوي في تصريحات تلفزيونية بعد المباراة عن لاعبيه “لطالما وصفتهم بالرجال والمحاربين وليس مجرد لاعبين عاديين”. وأكد أنهم “قدموا تضحيات كبيرة، وتحملوا المسؤولية فنالوا الثقة وإعجاب الحضور منذ المباراة الأولى أمام الأرجنتين”.
ولفت إلى أن “عثرة أوكرانيا لا تغير هذه النظرة لهذا المنتخب الرائع والمميز”. وتابع مدرب المغرب “سنحتفل بعد هذا الإنجاز، لكننا لن نستغرق كثيرا في فرحة التأهل وسنتوجه للتحضير لمباراة نصف النهائي”. واختتم السكتيوي قائلا “هي فرصة من ذهب كي نقترب من ميدالية تاريخية يستحقها هؤلاء الرجال”. وأهدى إلياس أخوماش نجم المنتخب الأولمبي المغربي، الهدف الذي سجله في شباك أميركا إلى والديه، مؤكدا تطلعه للذهاب إلى أبعد مدى في منافسات كرة القدم للرجال بأولمبياد باريس 2024.
◙ طارق السكتيوي مدرب الأولمبي المغربي أثنى على أداء لاعبيه بعد الإطاحة بالمنتخب الأميركي والتأهل التاريخي
وشدد مدرب المغرب على أن “الإنجاز التاريخي يحسب إلى اللاعبين الذين بذلوا كل ما في وسعهم من أجل إسعاد الشعب المغربي والجماهير التي كانت حاضرة بقوة منذ بداية المسابقة”. وأضاف “اللاعبون هم من يستحقون الثناء، لديهم حب كبير للقميص الوطني ورغبة كبيرة في تشريفه والذهاب إلى أبعد دور في المسابقة. إنها ثمرة مجهوداتهم وأتمنى أن تكلل بالذهبية”. وتحرّر لاعبو أسود الأطلس بعد فكّهم نحس دور المجموعات في العرس الأولمبي وقدّموا أداء جيداً أمام الولايات المتحدة وعرفوا كيفية فكّ التكتل الدفاعي للاعبيه من خلال التحركات النشيطة لهدّاف الدورة ودوري أبطال أسيا المتوجّ بلقبها مع فريقه العين الإماراتي رحيمي الذي عزز صدارته للائحة الهدافين بخمسة أهداف.
بدوره قال قال أخوماش، في تصريحات صحفية “أهدي هذا الهدف لأمي وأبي نظرا لمساندتهما لي بشكل دائم”. وأضاف مهاجم فياريال الإسباني “هدفنا منذ بداية المشوار كان يتمثل في حصد ميدالية، وتعاملنا مع كل مباراة على حده”. وأوضح “تمنيت أن نواجه إسبانيا في المربع الذهبي، حيث تجمعني علاقات جيدة بلاعبي الماتادور وهم أصدقائي، وأحب أن ألعب ضدهم”. وأشار “جماهيرنا مذهلة، منذ اليوم الأول خلال المواجهة أمام الأرجنتين وهم لا يتوقفون عن مساندتنا، وأتمنى أن يستمروا على نفس المنوال في المربع الذهبي”.
يذكر أن منتخب المغرب الأولمبي سيواجه نظيره الإسباني في نصف نهائي تاريخي، يوم غد الإثنين، على ملعب فيلودروم بمارسيليا. ويفقد المنتخب المغربي أحد أبرز لاعبيه في نصف النهائي. وفشل بلال الخنوس متوسط ميدان المنتخب المغربي، في تفادي الحصول على بطاقة، وهي الثانية له ليتأكد غيابه عن المواجهة المقبلة في نصف النهائي. وكان طارق السكتيوي مدرب المنتخب المغربي قد حذر 8 من لاعبيه تحصلوا على الإنذار في دور المجموعات بتفادي الاحتكاك مع لاعبي المنافس كي لا يتغيبوا عن مباراة المربع الذهبي. وسيمنح غياب الخنوس الفرصة أمام ظهور بنجامين بوشواري لاعب سانت إتيان الفرنسي في المباراة المقبلة.
صدفة النجومية
المثير في الأمر أن رحيمي، لم يكن ليشارك في أولمبياد باريس، لولا رفض رئيس نادي ريال مدريد الإسباني، فلورنتينو بيريز، السماح للاعب فريقه إبراهيم دياز، الانضمام لقائمة منتخب المغرب، ضمن اللاعبين “فوق السن”، ليتم استدعاء المهاجم رحيمي بدلًا منه. وأثبت سفيان علو كعبه منذ الموسم الماضي، بعد قيادته لفريقه العين الإماراتي للفوز بدوري أبطال آسيا، ما جعله يحجز مكانا في المنتخب المغربي الأول خلال التوقف الدولي في مارس الماضي.
كما نجح في فرض مكانته بسرعة مع المنتخب الأولمبي، ليؤكد أن اختياره ضمن الثلاثي الذي يفوق السن القانوني كان موفقًا. وكان سفيان قريبا من الغياب عن المباراة ضد أسود الرافدين، وذلك لكونه عانى من تبعات الإصابة التي تعرض لها أمام المنتخب الأوكراني، إلا أن الطاقم الطبي تمكن من تحضيره ليواصل كتابة التاريخ في عاصمة “الأنوار”.
لكن موقع “فوت أفريقيا” الرياضي، أفاد أن الإصابة عادت مجددا للاعب رحيمي، ما جعل الجهاز الطبي لمنتخب المغرب يدخل في سباق مع الزمن، من أجل تجهيزه للمشاركة في مباراة ربع النهائي ضد الولايات المتحدة الأمريكية. سفيان رحيمي من مواليد 2 من حزيران 1996، ويلعب في مركز الجناح وتألق سابقًا مع نادي الرجاء البيضاوي، واستُدعي في عام 2018 إلى صفوف المنتخب المغربي بقيادة جمال السلامي.
وجدد لاعبو منتخب المغرب الأولمبي وعودهم للجماهير بالقتال حتى التتويج بذهبية كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024″. وقال إلياس أخوماش لاعب فياريال لقناة الرياضية المغربية بعد المباراة “الطموحات كبرت كثيرا والسقف لن يتوقف عند حدود ربع النهائي”. وتابع “لدينا مجموعة تملك من الجودة ما يؤهلها للمضي قدما لتحقيق الحلم الكبير والتتويج بالميدالية الذهبية”.
وزاد “هذا ما خططنا له، وهذا ما نقترب منه مع التحلي بالهدوء والتواضع. لو نلعب مثلما لعبنا آخر مباراتين فلا أحد سيعترض طريق الحلم، خاصة في ظل الدعم الهائل لجماهيرنا”. بدوره قال أسامة تيرجالين أحد رجال الوسط “الأجواء رائعة جدا والمعنويات مرتفعة والمنتخب الأولمبي لديه سقف من الطموح يتجاوز هذه المحطة”. واختتم “نشكو بعض الإرهاق والتعب سنحتفل وبعدها نتحضر للمباراة المقبلة، لا يوجد مجال للراحة والتراخي لبلوغ المجد”.