مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور تثني على التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة المغربية في مجال التحول في الطاقة، وتشير إلى دورها كـ”مسرع” لهذا التحول نحو الاقتصاد الأخضر على المستوى الإقليمي.
أثنت مديرة الوكالة الأميركية على الجهود التي تبذلها المملكة المغربية في مجال التحول في الطاقة، وخلال حفل تقديم المدير الجديد لبعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالمغرب راندي علي، الذي أقيم يوم الجمعة في واشنطن بحضور سفير المغرب لدى الولايات المتحدة يوسف العمراني، تحدثت المسؤولة الأميركية عن إمكانات المغرب في إنتاج وتصدير الأسمدة والتي تضعها في مركز الصدارة، وأشارت بشكل خاص إلى مساعي المملكة لإنتاج أكثر من ثلث الطاقة الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة.
وأضافت قائلة “إن المملكة حددت هدفا يتمثل في زيادة هذه الحصة إلى 52 في المئة بحلول عام 2030”، مشيرة إلى أن هذا الطموح يجعل المغرب بالفعل “رائدا، ليس فقط في المنطقة، بل في العالم بأسره”.
وعلى هذا الصعيد يُعد “مشروع نور” واحدا من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، ويقع في مدينة ورزازات. يهدف المشروع إلى توليد 580 ميغاواط من الكهرباء، مما يساهم بشكل كبير في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
واستثمر المغرب، أيضا، بشكل كبير في طاقة الرياح، مع مشاريع مثل مزرعة الرياح في طرفاية، التي تُعد واحدة من أكبر مزارع الرياح في أفريقيا، بقدرة إنتاجية تصل إلى 300 ميغاواط.
ويعمل المغرب على مشاريع تحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة، مما يساعد في مواجهة تحديات ندرة المياه وتحقيق الاستدامة البيئية.
ويهدف إلى رفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 52 في المئة بحلول عام 2030، مما يعزز من استقلالية الطاقة ويقلل من الانبعاثات الكربونية.
ومن أجل تحقيق أهدافه بادر المغرب إلى إقامة شراكات مع دول وشركات عالمية لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة، مما يعزز من مكانته كقائد إقليمي في هذا المجال.
وقالت سامانثا باور إنها عاينت عن قرب الالتزام “الاستثنائي” بمواصلة دفع مسيرة التقدم والتنمية خلال زيارتها الأخيرة للمملكة.
وفي معرض حديثها عن الشراكة بين الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والمغرب، قالت إن بعثة الوكالة الأميركية في المملكة ضاعفت، منذ عام 2021، نسبة التمويلات الموجهة للمنظمات المحلية من 16 في المئة في عام 2021 إلى ما يقرب من 40 في المئة في عام 2023.
580 ميغاواط هدف “مشروع نور” وهو واحد من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم
وأنهت المسؤولة الأميركية حديثها مشيدة بالعلاقات العميقة بين الرباط وواشنطن، مذكرة بأن المغرب من أقدم أصدقاء الولايات المتحدة.
من جانبه، أثنى العمراني على علاقة التعاون التي تقوم عليها الشراكة بين الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والمغرب ووصفها بـ”الاستثنائية وطويلة الأمد”، مسلطا الضوء على “الدور البارز” لبرامج الوكالة الأميركية في مجالات التعليم وإدارة المياه والصحة العامة والتمويلات الصغرى وتمكين المرأة.
وتحدث العمراني عن الإمكانات الكبيرة المتاحة لتعزيز هذا التعاون النشط في مختلف المجالات ذات الأولوية مثل الأمن الغذائي وتدبير المياه.
وعلى الصعيد الإقليمي، أكد العمراني على أهمية تطوير المزيد من المشاريع ثلاثية الأطراف في أفريقيا، وذلك استنادا إلى المبادرات التي تم إطلاقها مؤخرا بشراكة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفات في القطاع الفلاحي.
واستعرض السفير المغربي المحاور المهيكلة للسياسات العمومية التي بلورتها المملكة، بغية تحفيز ومواكبة وتعميق الديناميات التنموية التي تشهدها المملكة في مختلف القطاعات الإستراتيجية.
وأشار إلى أن هذه الإستراتيجيات تنبثق من رؤية ما فتئ ينادي بها العاهل المغربي الملك محمد السادس، على أعلى مستوى، وهي رؤية تضع البعد الإنساني في صلب كافة السياسات باعتباره غاية لأي مقاربة تروم الارتقاء بالازدهار الشامل على الصعيد الوطني وعلى نطاق القارة الأفريقية.
وخلال هذا الحفل، الذي حضرته أيضا منسقة مبادرة “ازدهار أفريقيا” بريتيش روبنسون، قال المدير الجديد لبعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالرباط راندي علي إنه يعتزم مواكبة ودعم الجهود الاستثنائية للمملكة في مجالات الانتقال في الطاقة وتدبير الموارد المائية والفلاحة وتمكين المرأة.
وأشار راندي إلى أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تعتزم، بالإضافة إلى التعاون الثنائي البحت، هيكلة عملها بهدف تعزيز ريادة المغرب في أفريقيا، لاسيما من خلال دعم الجهود الاستثنائية للمملكة المغربية في هذه المجالات، وأكد أهمية تعزيز ريادة المغرب في أفريقيا من خلال تمويل مشاريع إستراتيجية موجهة نحو الأمن الغذائي والصحة.