أولمبياد باريس: المغرب ومصر في مهمة تاريخية أمام إسبانيا وفرنسا

يسعى منتخبا المغرب ومصر إلى كسر عقدة قبل نهائي منافسات كرة القدم بأولمبياد باريس ومحاولة التأهل للنهائي حين يلتقيان اليوم الإثنين مع إسبانيا وفرنسا على الترتيب. وتعاني المنتخبات العربية كثيرا في الدور قبل النهائي في منافسات كرة القدم بالأولمبياد حيث فشلت في حصد أي ميدالية طوال تاريخها.

يواجه المغرب الذي يشارك في الأولمبياد للمرة الثامنة في تاريخه، إسبانيا الفائزة على اليابان 3 – 0 في نصف النهائي، اليوم الاثنين على ملعب فيلودروم في مارسيليا. في حين يواجه منتخب مصر نظيره الفرنسي على ملعب غروباما ستاديوم في ليون. وتأهلت مصر مرتين لنصف النهائي في أمستردام 1928  فخسرت من الأرجنتين ثم حصدت المركز الرابع بالخسارة من إيطاليا. وفي نسخة طوكيو 1964 حصد أحفاد الفراعنة المركز الرابع بعد الخسارة من المجر ثم من ألمانيا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، وكان العراق هو المنتخب العربي الثالث الذي تأهل لنصف نهائي المنافسات وكان في أثينا 2004 حيث خسر في نصف النهائي من باراغواي قبل أن يتعرض للهزيمة مجددا في صراع الميدالية البرونزية أمام إيطاليا ويجني المركز الرابع.

تواصلت نجاحات الكرة المغربية في المسابقات الكبرى، من خلال بلوغ المنتخب الأولمبي نصف نهائي أولمبياد باريس، حيث سيواجه إسبانيا الاثنين، بعد الوصول إلى نفس المحطة في مونديال 2022. واللافت في قصة تألق المنتخبات المغربية، هو أن أبرز نتائجها عبر التاريخ جاءت بفضل إسهامات مدربين وطنيين. وقد انضم طارق السكتيوي، المدير الفني للمنتخب الأولمبي، إلى هذه القائمة الذهبية. فباستثناء تتويج المغرب الوحيد سنة 1976 بلقب أمم أفريقيا، تحت قيادة الروماني مارداريسكو، فإن منتخب المغرب للناشئين تحصل على أول لقب أفريقي، في عام 1997، مع رشيد الطوسي.

أما عصام الشرعي فتوج في عام 2023 بلقب أفريقيا (تحت 23 عاما). وتحصل الزاكي بادو على وصافة كأس أمم أفريقيا عام 2004 بتونس، وبلغ جمال فتحي نصف نهائي كأس العالم للناشئين، في هولندا عام 2005. كما وصل وليد الركراكي إلى نصف نهائي كأس العالم 2022، وسعيد شيبا إلى ربع نهائي مونديال الناشئين، عام 2023 في إندونيسيا. وعلى مستوى كرة القدم للصالات، تحصل هشام الدكيك على 3 ألقاب لأمم أفريقيا، ومثلها من البطولات العربية تواليا، بالإضافة إلى كأس القارات.

وسيكون منتخبا مصر والمغرب أمام حدث تاريخي بحصد أول ميدالية عربية في كرة القدم حين يواجها فرنسا وإسبانيا على الترتيب. وتأهل منتخب مصر الأولمبي كمتصدر للمجموعة الثالثة، بعدما نجح في الحصول على 7 نقاط، بعد التعادل مع الدومنيكان و الفوز على أوزبكستان وإسبانيا بالجولتين الثانية والثالثة، قبل أن ينجح في إقصاء باراغواي بضربات الجزاء الترجيحية ليضرب موعدا مع فرنسا صاحبة الأرض . وتأهل منتخب الديوك الفرنسي بصدارة المجموعة الأولى بالعلامة الكاملة وحصد 9 نقاط حيث فاز على أميركا وغينيا ونيوزلندا ثم تخطى عقبة التانغو الأرجنتيني في دور ربع النهائي بهدف نظيف.

مهمة صعبة

منتخب مصر سطر إنجازا كبيرا، بإعادة بلاده إلى نصف نهائي منافسات كرة القدم بالأولمبياد، بعد غياب دام 60 عاما

لن تكون مهمة المنتخب الأولمبي المغربي سهلة كما يظن البعض حين يواجه إسبانيا خاصة أن البعض يرى أن الأخير خسر من مصر وبالتالي سيكون صيدا سهلا لأسود الأطلس، وتصدر المنتخب المغربي جدول ترتيب المجموعة الثانية بـ6 نقاط بعد الفوز على الأرجنتين والعراق والخسارة من أوكرانيا ثم أقصى الولايات في ربع النهائي برباعية نظيفة. بينما تأهل المنتخب الإسباني لهذا الدور بعد أن حل ثانيا في المجموعة الثالثة برصيد 6 نقاط حيث فاز على الدومنيكان وأوزبكستان والخسارة من مصر ثم الفوز على اليابان بثلاثية نظيفة في ربع نهائي البطولة، ويأمل المغرب في التأهل لنهائي المنافسات واستمرار التفوق الكروي بعد أن نجح في تحقيق إنجاز تاريخي بحصد المركز الرابع في كأس العالم الأخيرة 2022 بقطر.

على الطرف الآخر عانى المنتخب الأولمبي المصري كثيرا قبل السفر إلى فرنسا في ضم لاعبين فوق السن حيث لم يتمكن من ضم سوى محمد النني الذي كان وقتها لا يرتبط مع أي ناد حيث لم يجدد تعاقده مع أرسنال الإنجليزي وانضم مؤخرا إلى الجزيرة الإماراتي، بينما وافق الزمالك على ضم أحمد مصطفى زيزو بعد فقدان فرصته في المنافسة على لقب الدوري المصري. ويسود الغموض نفسه على موقف أحمد مصطفى زيزو الذي تعرض للإصابة أمام باراغواي ويحاول الجهاز الطبي تجهيزه لكن فرصة لحاقة صعبة جدا، ويعول المدير الفني البرازيلي روجيرو ميكالي علي قدرات وخبرات محمد النني بجانب إبراهيم عادل وأحمد نبيل كوكا وحسام عبدالمجيد وأسامة فيصل ومحمود صابر في تجاوز عقبة المنتخب الفرنسي صاحب الأرض، كما تملك مصر العنصر الأهم وهي خبرات مدربها البرازيلي روجيريو ميكالي الذي قاد منتخب بلاده إلى الذهبية التاريخية في ريو دي جانيرو عام 2016.

إنجاز كبير

سطر منتخب مصر (تحت 23 عاما) إنجازا كبيرا، بإعادة بلاده إلى نصف نهائي منافسات كرة القدم بالأولمبياد، بعد غياب دام 60 عاما، وذلك بالتغلب على باراغواي 5 – 4 بركلات الترجيح، بعد التعادل 1 – 1 في الوقتين الأصلي والإضافي. وجاء التألق المصري من رحم الصعاب، حيث واجه الجيل الحالي للمنتخب الأولمبي أزمة كبيرة في بداية تكوينه، تحت قيادة المدرب ربيع ياسين. فقد اجتاح فايروس كورونا منتخب مصر، عندما سافر إلى تونس لخوض بطولة شمال أفريقيا، التي تؤهل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية (تحت 20 عاما)، المؤهلة بدورها للمونديال. وتم نقل ربيع ياسين وقتها إلى المستشفى، كما تم عزل العديد من اللاعبين. وفي ظل النقص العددي، ورفض تأجيل مباريات منتخب مصر، اضطر الفراعنة إلى الانسحاب من البطولة، رغم تمسك اللاعبين بالمشاركة. وتمت إقالة ربيع ياسين بعد هذه الواقعة، بينما واجهت عناصر المنتخب المجهول، بعدما ابتعدت عن المشاركة في كأس العالم. ومع تولي المجلس الحالي للاتحاد المصري، جرى التفكير في إسناد تدريب المنتخب الأولمبي (مواليد 2001) إلى مدير فني وطني. لكن حلمي طولان، المدرب السابق للزمالك، رفض تولي المهمة، بداعي أنه أكبر من تدريب المنتخب الأولمبي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: