وزير الداخلية الإسباني يثمن دور الجالية المغربية في تعزيز التنمية

ماموني

أشاد وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا بالجالية المغربية المقيمة في إسبانيا، وأبرز أنها تلعب دورا أساسيا في تنمية البلاد وكذلك في تعزيز العلاقات بين البلدين.

جاءت تصريحات الوزير الإسباني خلال احتفالات الذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش التي نظمتها سفارة المملكة المغربية في مدريد يوم الثلاثاء الماضي.

وقال وزير الداخلية الإسباني “لقد وصلت علاقاتنا إلى مستوى من الأخوة يتجاوز صداقة الجوار”.

كما عبر عن تقديره للعاهل المغربي الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن “إسبانيا تحتفل بالإصلاحات وجميع التقدمات التي تحققت في مختلف القطاعات في المغرب”، مؤكدا أن “الإصلاحات التي أطلقها المغرب مهمة جدا، خصوصا في مجال تعزيز حقوق الأسرة والمرأة والعدالة الاجتماعية”.

وأورد المسؤول الإسباني أن المغاربة في إسبانيا “يعدون مثالا ونموذجا للنجاح في مجال الاندماج والتعاون”.

 

رشيد لزرق: إسبانيا تدرك حاجتها السياسية والاقتصادية إلى المغرب
رشيد لزرق: إسبانيا تدرك حاجتها السياسية والاقتصادية إلى المغرب

 

وقالت سفيرة المملكة المغربية لدى إسبانيا كريمة بنيعيش إن المغرب فخور بأبنائه في إسبانيا، منبهة إلى استغلال بعض الأحزاب الإسبانية للمواطنين المغاربة في الحملات الانتخابية، ومشددة في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي” على أن الجالية المغربية مندمجة داخل المجتمع الإسباني.

وأضافت بنيعيش أن بعض المشاكل موجودة بالفعل لكن ذلك طبيعي، وأن هذه المشاكل لا يمكن نسبها أو تحديد انتمائها إلى دين أو لون، حيث أنها متوقفة على الأفراد.

من جهته أكد مركز فونداسيون ديسينسو أن “المغرب يولي جاليته في الخارج اهتماما كبيرا، خصوصا في إسبانيا، باعتباره شريكا إقليميا، إذ يهمه وجود جالية تخدم مصالحه الإستراتيجية”، كما رصد أن “غالبية الجالية المغربية بإسبانيا تلقى اهتماما من دولتها الأصلية، سواء من خلال الجمعيات الدينية أو الإنسانية، أو من خلال العمل القنصلي المتواصل”، معتبرا الجالية المغربية “القوة الناعمة التي تمتلكها الرباط في العديد من الدول الأوروبية الأخرى”.

وشدد عبدالله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، في تصريح لـه على “الدور الكبير للجالية المغربية على مستوى المساهمات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، سواء في بلدان الاستقبال، منها إسبانيا حيث تشير التقارير ذاتها إلى إشكالات الأزمة الديمغرافية والتهرم السكاني والحاجة الملحة إلى العنصر البشري، أو في بلدان الأصل حيث يساهم هؤلاء في عمليات التضامن الاجتماعي والاستقرار المجتمعي والتنمية”، مشيدا بـ”الأدوار الكبيرة التي يلعبها مغاربة العالم في سبيل الدفاع عن المصالح والقضايا الكبرى، وعلى رأسها القضية الوطنية المتعلقة بالوحدة الترابية”.

من جهته أشار هشام معتضد، الخبير في العلاقات الدولية، إلى أن “الجالية المغربية بإسبانيا عامل مهم في تعزيز العلاقات بين البلدين للأدوار الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تؤديها”.

وأضاف أن “اقتسام إسبانيا والمغرب الانتماء الجيوسياسي للفضاء المتوسطي وتواجدهما على منطقة التماس، أمر فكري وإنساني بين القارة الأفريقية والأوروبية ودافع آخر وأساسي في العمل معا”.

عدد المغاربة المقيمين في إسبانيا تزايد خلال السنوات الخمس الأخيرة، من حوالي 682 ألفا سنة 2018 إلى قرابة 900 ألف العام الماضي

وتزايد عدد المغاربة المقيمين في إسبانيا خلال السنوات الخمس الأخيرة، من حوالي 682 ألفا سنة 2018 إلى قرابة 900 ألف العام الماضي، حسب ما أفادت به أرقام حديثة نشرها معهد الإحصاء الأوروبي “يوروستات”، وأغلب هؤلاء المهاجرين المغاربة يدعمون سياسة بلدهم الخارجية، ولهم عقيدة متجذرة في الدفاع عن الصحراء المغربية والوحدة الترابية للمملكة، ما يجعلهم كلوبي في صالح الرباط.

وفي يناير الماضي بحث وزير الداخلية الإسباني مع نظيره المغربي عبدالوافي لفتيت جملة من الملفات، من بينها تعزيز التعاون في مجال مراقبة الهجرة غير النظامية، واصفا المغرب بالشريك الإستراتيجي الرئيسي لإسبانيا في الشؤون الداخلية.

وقال رشيد لزرق، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، في تصريح لـه إن “إسبانيا تدرك حاجتها السياسية والاقتصادية إلى المغرب ودور الجالية المغربية”، موضحا أن “مدريد واعية تماماً بأهمية وأدوار المغرب في جنوب البحر المتوسط، ما دفعها إلى تدعيم الشراكة الإستراتيجية التي عادت بالنفع على مصالح الطرفين في المنطقة”.

وفي أبريل الماضي توصل مجلس النواب في إسبانيا إلى مبادرة تشريعية شعبية تحمل 600 ألف توقيع لمواطنين وعدد من المنظمات غير الحكومية، من أجل تسوية أوضاع حوالي نصف مليون أجنبي يعيشون في البلاد دون أوراق ثبوتية وحقوق أساسية، ويقول القائمون على هذه الخطوة التشريعية إن المبادرة تحمي الحقوق الأساسية للأجانب وتساعدهم في المساهمة اقتصاديا في المجتمع، وأنها تساهم في تخطيط الخدمات العامة التي يحتاجها المواطنون وتحديد حجمها.

وسجل تقرير حديث صادر عن المجلس الأطلسي (مركز تفكير أميركي) أن “الأسباب الاقتصادية لا تزال هي الدافع الرئيسي للمغاربة الباحثين عن الإقامة في الخارج”، لافتا إلى “أن المغاربة يظلون مرتبطين ومخلصين للبلدان المضيفة التقليدية في أوروبا، منها إسبانيا، باعتبارها الأكثر جاذبية بالنسبة إلى المهاجرين المغاربة”، وموضحا أن “إسبانيا لا تزال وجهة جذابة على الرغم من حاجز اللغة”، إضافة إلى عوامل أخرى تفسر هذا التفضيل على غرار العوامل التاريخية، وتلك المرتبطة بسياسات الهجرة في هذه الدول التي عملت على جذب العمال ذوي المهارات المتدنية في قطاعات مثل البناء والزراعة.

وتعتبر إسبانيا بوابة ولوج للمهاجرين القادمين عبر البحر المتوسط انطلاقا من سواحل شمال أفريقيا، والذين ينحدرون بشكل رئيسي من المغرب وأفريقيا جنوب الصحراء، وعليه تحتاج إسبانيا إلى “338 ألف مهاجر سنويا لتغطية العجز” في الاقتصاد، حسب صحيفة “إيكونوميستا”، التي تضيف أنه في حال عدم تغطية هذا العجز ستتحتم “إطالة يوم العمل وتأخير سن التقاعد”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: