أولمبياد باريس: المغرب إلى نصف النهائي بإنجاز تاريخي
واصل المنتخب المغربي، بطل القارة السمراء تحت 23 عاما، عروضه القوية وبلغ نصف نهائي مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية في باريس للمرة الأولى في تاريخه، عندما سحق نظيره الأميركي برباعية نظيفة على ملعب بارك دي برانس في العاصمة الفرنسية وأمام أكثر من 45 ألف متفرج.
باريس – تأهل المنتخب المغربي إلى الدور قبل النهائي من منافسات كرة القدم للرجال بدورة الألعاب الأولمبية في باريس، وذلك عقب فوزه الكبير على نظيره الأميركي 4 – 0، في أولى مباريات دور الثمانية. وتقدم المنتخب المغربي في الدقيقة الـ29 عن طريق سفيان رحيمي من ضربة جزاء، قبل أن يضيف زميله إيلياس أخوماش الهدف الثاني في الدقيقة الـ63.
وفي الدقيقة الـ70 سجل أشرف حكيمي الهدف الثالث للمنتخب المغربي، فيما اختتم المهدي محبوب رباعية المغرب بهدف من ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة من الشوط الثاني. وكان منتخب المغرب قد تصدر المجموعة الثانية في المسابقة، بعد تحقيقه فوزين على الأرجنتين والعراق، فيما خسر أمام أوكرانيا.
وتناوب سفيان رحيمي (29 من ركلة جزاء) وإلياس أخوماش (63) وأشرف حكيمي (70) والبديل المهدي موهوب (90+1 من ركلة جزاء) على رباعية المغرب الذي حجز بطاقته إلى ربع النهائي بثلاثية في مرمى العراق في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات بعدما كسب الأرجنتين حاملة اللقب مرتين 2 – 1 في الجولة الأولى.
وكرر المنتخب الأولمبي إنجاز منتخبه الأول عندما بلغ دور الأربعة في مونديال قطر 2022 وذلك للمرة الأولى في تاريخه قبل أن ينهيه في المركز الرابع. ويطمح المنتخب الأولمبي إلى تحقيق أفضل من المركز الرابع من خلال التتويج بميدالية على الأقل أو التتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخه والثالثة في تاريخ القارة السمراء بعد نيجيريا عام 1996 والكاميرون عام 2000.
رحيمي أصبح أول لاعب في الأولمبياد يسجل في 4 مباريات تواليا، وهو أول عربي أفريقي يصل إلى 5 أهداف في الأولمبياد
وتحرّر لاعبو أسود الأطلس بعد فكّهم نحس دور المجموعات في العرس الأولمبي وقدموا أداء جيداً أمام الولايات المتحدة وعرفوا كيفية فكّ التكتل الدفاعي للاعبيها من خلال التحركات النشيطة لهدّاف الدورة ودوري أبطال آسيا المتوجّ بلقبها مع فريقه العين الإماراتي رحيمي الذي عزز صدارته للائحة الهدافين بخمسة أهداف.
وكانت بداية المباراة حذرة من كلا المنتخبين خصوصا الأميركي، فغابت الفرص الحقيقية للتسجيل حتى الدقيقة الـ13 إثر هجمة منسّقة للمغرب وتبادل رائع للكرة من لمسة واحدة داخل المنطقة أنهاه جناح فياريال الإسباني أخوماش بتسديدة قوية من مسافة قريبة، لكن الحارس باتريك شالتي أبعدها بصعوبة إلى ركنية (13). وسدّد القائد وظهير باريس سان جرمان الفرنسي حكيمي كرة من ركلة حرة جانبية تصدى لها الحارس على دفعتين.
وحصل المغرب على ركلة جزاء في الدقيقة الـ26 إثر إعاقة رحيمي داخل المنطقة من المدافع نايثن هاريال فانبرى لها بنفسه بنجاح على يمين الحارس شالتي.
وهي ركلة الجزاء الثالثة التي ينجح رحيمي في تسجيلها في المسابقة. وواصل المغرب أفضليته في الشوط الثاني، لكن الولايات المتحدة كانت البادئة بالتهديد برأسية للقائد تانر تيسمان من مسافة قريبة إثر ركلة ركنية تصدى لها الحارس منير المحمدي بسهولة.
وكانت أخطر فرصة عندما هيّأ المدافع ووكر زيمرمان كرة برأسه إلى زميله المدافع مايلز روبنسون أمام المرمى فتابعها برعونة بعيداً عنه القائم الأيسر. وعزّز أخوماش تقدّم المغرب عندما تابع من مسافة قريبة كرة عرضية زاحفة لعبدالصمد الزلزولي على يمين الحارس. ووجّه حكيمي الضربة القاضية للولايات المتحدة بتسجيله الهدف الثالث بمجهود فردي رائع من منتصف الملعب حتى حافة المنطقة عندما سدد كرة قوية زاحفة بيسراه على يسار الحارس.
كتابة التاريخ
وحصل المغرب على ركلة جزاء ثانية إثر لمسة يد على أحد المدافعين فانبرى لها هذه المرة موهوب، بديل رحيمي، بنجاح مختتماً المهرجان التهديفي. وتلعب لاحقاً أيضاً مصر مع الباراغواي في مرسيليا، والأرجنتين مع فرنسا في بوردو.
واصل سفيان رحيمي لاعب نادي العين الإماراتي كتابة التاريخ بتسجيل هدف خامس مع منتخب المغرب في أوليمبياد باريس في مرمى المنتخب الأميركي. وسجل رحيمي هدفه الجمعة من ركلة جزاء، فرفع رصيده إلى 5 أهداف، يتصدر بها قائمة هدافي البطولة.
وأصبح رحيمي أول لاعب في تاريخ الأوليمبياد يسجل في 4 مباريات تواليا. وهو أول لاعب عربي أفريقي يصل إلى 5 أهداف في الألعاب الأولمبية. ويعد سفيان أول لاعب يسجل 3 ركلات جزاء تواليا بعدما سجل في مرمى الأرجنتين وأوكرانيا في دور المجموعات وجميعها سجلها في المقص الأيمن بنفس الكيفية بعدما كان هو من تسبب في الحصول عليها بنفسه.
استعادة التوازن
لم تتوقف أرقام سفيان رحيمي عند هذا الحد بعدما كسر رقم أسطورة الكرة المغربية أحمد فراس الذي سجل 3 أهداف في دورة ميونخ 1972. وسجل رحيمي أمام أميركا في الدقيقة الـ28، وهي نفس الدقيقة التي سجل فيها هدف المغرب الثاني أمام العراق. وكان رحيمي قد حصد لقب هداف دوري أبطال آسيا، ويواصل توهجه نحو الجائزة نفسها في الأولمبياد.
وفي المباراة الثانية، عادت إسبانيا، المتوّجة باللقب عام 1992 على أرضها وتحديدا في برشلونة، إلى سكة الانتصارات بسرعة وبثلاثية في مرمى اليابان وبلغت نصف النهائي. وفرض مهاجم برشلونة فيرمين لوبيز نفسه نجما للمباراة بتسجيله ثنائية، قبل أن يضيف مهاجم الجار جيرونا آبيل رويس الثالث.
وكان المنتخب الإسباني صعد إلى دور الثمانية بعد احتلال المركز الثاني برصيد (6 نقاط) خلف المنتخب المصري متصدر المجموعة الثالثة بـ(7 نقاط).
في المقابل، احتل المنتخب الياباني صدارة المجموعة الرابعة برصيد (9 نقاط) بعد الفوز في ثلاث مباريات. وفرض فيرمين لوبيز نفسه نجما للمباراة بعدما سجل الهدف الأول لمنتخب “الماتادور” في الدقيقة الـ11. ومن المقرر أن تقام مباراة نصف النهائي بين المغرب وإسبانيا مساء الاثنين، على أن تلعب المباراة النهائية الجمعة المقبل.
جدير بالذكر أن المنتخب الإسباني حقق الميدالية الفضية في دورة الألعاب الأولمبية “طوكيو 2020” بعد الخسارة من المنتخب البرازيلي بنتيجة 2 – 1.