افتتاح أولمبياد باريس على وقع مخاوف من الإرهاب والتخريب والمطر
استنفار فرنسي لإنجاح حفل الافتتاح
أصيبت شبكة القطارات الفرنسية بالخلل نتيجة أعمال تخريب منسّقة أوقفت معظم القطارات عالية السرعة وأقلقت منظّمي الألعاب الأولمبية الصيفية وزادت مخاوف الفرنسيين من احتمال وقوف جهة إرهابية وراء التخريب، فضلا عن مخاوف من تغييرات الطقس ونزول الأمطار بما يربك التظاهرة الدولية الكبرى.
وقال مسؤولو شركة السكك الحديد الفرنسية (أس أن سي أف) إن ثلاث عمليات حرق متعمّدة دمّرت صناديق الكابلات في تقاطعات إستراتيجية حول شبكتها ضمن مواقع في شمال باريس وجنوب – غربها وشرقها.
وأحبط عمّال السكك الحديد عملية تخريب رابعة في جنوب – شرق العاصمة، بعدما رصدوا متسلّلين في الساعات الأولى من صباح الجمعة.
وكتب رئيس الحكومة غابريال أتال على منصة إكس “تحرّكت أجهزة مخابراتنا وأجهزة إنفاذ القانون للعثور على مرتكبي هذه الأعمال الإجرامية ومعاقبتهم”.
قوى الأمن في حالة تعبئة غير مسبوقة، مع نشر 45 ألف عنصر من الشرطة والدرك، يضاف إليهم ألفا عنصر أمن خاص
ورفض المسؤولون الفرنسيون التعليق على هوية الجناة الذين يبدو أنهم يتمتعون بمعرفة متطوّرة بالشبكة. وللفوضويين الفرنسيين من أقصى اليسار تاريخ في استهداف الشبكة بحرق متعمد، فيما تحوم شكوك أيضا حول روسيا التي قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الماضي إنها تخطّط لاستهداف الألعاب.
لكن المخاوف الأكبر تأتي من عمليات الإرهاب بعد التهديد الذي صدر عن داعش – ولاية خراسان، وهو تنظيم نشط في آسيا الوسطى. وزاد القلق بعد تقرير أمني أوروبي صدر بالتزامن مع بدء الأولمبياد يتحدث عن تركيز التنظيم على تجنيد المراهقين.
وفي أواخر مايو الماضي اتهم المدعون الفرنسيون شابا من أصل شيشاني يبلغ من العمر 18 عاما بتهمة “الارتباط الإجرامي الإرهابي”، أي استهداف المتفرجين في مدينة سانت إتيان خلال الألعاب الأولمبية، وفقا لبيان صادر عن ليز جولين، المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية.
وقبل نحو أسبوعين ألقي القبض على شابين يبلغان من العمر 15 و18 عاما في شمال شرق فرنسا وجنوبها بتهمة التخطيط لهجوم إرهابي، والهدف غير واضح. وفي أبريل الماضي ألقي القبض على شاب يبلغ من العمر 16 عاما من مقاطعة هوت سافوا بجنوب شرق فرنسا، بزعم أنه كان يبحث عن كيفية صنع حزام ناسف والموت شهيدا، وربما يستهدف الألعاب الأولمبية.
وقال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ من قرية الرياضيين إنه ليس متخوّفا؛ فـ”كلّنا ثقة بالسلطات الفرنسية”. وبدت المناطق المطلّة على نهر السين حصنا منيعا في آخر عشرة أيام، واقتصر عبور الحواجز الحديد على الأشخاص المقيمين وأصحاب الحجوزات في الفنادق المزوّدين برمز تعريف خاص.
وقد فُحصت كل القوارب التي تسير في النهر، فيما تخضع العبّارات والقوارب الـ85 التي ستنقل الرياضيين لمراقبة صارمة. وقوى الأمن في حالة تعبئة غير مسبوقة، مع نشر 45 ألف عنصر من الشرطة والدرك. يضاف إليهم ألفا عنصر أمن خاص وألف شرطي من بلدية باريس. كذلك، ستقوم فرقة قوامها عشرة آلاف عسكري بدعم هذا الانتشار الأمني.
ونُشر قناصة فوق أسطح بنايات باريس على طول النهر، لتحييد أي مسلّح يستهدف الحشود أو وفدا من الرياضيين على متن قارب أو رئيس دولة أو حكومة زائرا. وللمرة الأولى ستعمل الوحدات الخاصة والشرطة والدرك بشكل مشترك.
وقد أعربت إسرائيل الخميس عن قلقها من “تهديدات إرهابية محتملة” تستهدف رياضييها وسيّاحها، وذلك في رسالة وجّهتها إلى الحكومة الفرنسية.
وما زاد المخاوف سوء الأحوال الجويّة وإمكانية هطول الأمطار. ولتبديد المخاوف قال رئيس اللجنة المنظّمة توني إستانغيه “عموما استعددنا لكل السيناريوهات؛ الحرّ الشديد، المطر… سنتأقلم”.
ومن خلال هذه الألعاب تريد فرنسا تعزيز الصورة الذهنية لبلد الأنوار؛ وذلك باستضافة نحو مئة رئيس دولة أو حكومة، لمواصلة نشاط دبلوماسي مكثّف.